الاثنين، 17 مارس 2014

الحركات الإسلامية في مصر و إيران لــ رفعت سيد أحمد

كتاب الحركات الإسلامية في مصر و إيران

مقدمة

إن قضية الإحياء الإسلامي في السبعينيات ،من القضايا ذات الأبعاد المتعددة في أسبابها وخصائصها وتأثيرها،وهي من القضايا المعقدة في عناصر تكوينها ،ويزداد تعقيدها إذا ما انسحبت على واقع متغير ومتجدد مثل الواقع المصري ،والواقع الإيراني ،وإذا ما انسحبت أيضا على فترة زمنية تعد من أهم فترات الإحياء الإسلامي المعاصر :فترة السبعينيات.فالقضية إذن من الصعوبة بمكان حيث يصعب دراستها دون تمحيص وتدقيق علميين في كافة جوانبها وأبعادها وهو ما تحاوله هذه الدراسة التي امتد العمل فيها زهاء الأربع سنوات.وفي هذه المقدمة سوف نتعرض للنقاط التالية بالتحليل:أولاً،موضوع الدراسة .ثانياً،أهمية الدراسة.ثالثا،الافتراضات الرئيسية للدراسة.رابعاً،الدراسات السابقة.خامساً،منهجية الدراسة.سادساً،التقسيم العام للدراسة.
أولا:موضوع الدراسة
إالحركات الإسلامية ن الناظر لخريطة العالم المعاصر يلحظ صعودا لما اصطلح على تسميته بالإحياء أو البعث،أو الصحوة الإسلامية.وتمثل ذلك في الاهتمام النظري والسياسي بحركات الإحياء الإسلامي،وبأطروحاتها السياسية،على امتداد العالم الإسلامي وتزايد هذا الاهتمام مع نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979م،باعتبارها أعلى درجات الصحوة الإسلامية لقد أصبح معروفا أن أغلب المجتمعات الإسلامية المعاصرة تعيش منذ بداية السبعينيات ،حركة إحياء ديني،تمثل العودة إلى الإسلام الأصولي أحد أهم مظاهرها،ولقد تعددت التفسيرات،وتباينت ،بشأن موضوع الإحياء الإسلامي،حيث أرجعتها بعض الاتجاهات إلى عنف عملية الانفتاح الاقتصادي والثقافي والسياسي على الغرب والتي صاحبها ضعف في البنى الاقتصادية والثقافية والسياسية للمجتمعات الإسلامية،فكان الخلل الذي أنتج هاجس الإلحاح على العودة إلى التراث،وبنفس القدر من العنف الذي تم به الانفتاح على الغرب. في حين تناولتها اتجاهات أخرى باعتبار،الإحياء الإسلامي يعود إلى الإسلام ذاته،كدين ومنهج شامل للحياة،وسط عالم معاصر- وهو عالم السبعينيات – تتقاسمه أيديولوجيتان رئيسيتان هما الماركسية والرأسمالية وأن الإسلام تكمن بداخله عوامل إحيائية متجددة وهي لم تمت على الإطلاق،وعليه هي لم تبعث من جديد،وما حدث في السبعينيات والثمانينيات،هو "عودة طبيعية"إلى الذات الحضارية بعد أن تم تجريب النماذج الاجتماعية والسياسية الغربية بالمنطقة الإسلامية وإخفاقها جميعا على امتداد المائتي عام الأخيرة من تاريخ المجتمعات الإسلامية.إن ما حدث وفق أصحاب هذه الاتجاهات هو نوع من الاحتجاج السياسي والاجتماعي أخذ من (الإسلام الأصولي)أداته ووسيلته،لأنها أداته التاريخية المألوفة التي لم تمت.


وفي اتجاه ثالث يرى أصحابه أن الإحياء الإسلامي في السبعينيات يعود إلى عوامل بنيوية داخلية خاصة بالمجتمعات الإسلامية المعاصرة،حيث أخفقت المؤسسات الاجتماعية والسياسية والثقافية التقليدية في استيعاب أو مواجهة المتغيرات الحديثة المتجددة بداخل مجتمعاتها فأتى الإسلام كبناء مؤسسي ثقافي واجتماعي ليقدم البديل لإخفاق تلك المؤسسات وظيفيا في مواجهة التكنولوجيا وعصر الالكترونيات مستندا إلى عقيدة التوحيد كجوهر الإسلام.
وأخيرا يمكن للباحث أن يرصد اتجاها أخيرا يرى أصحابه بشأن تفسيرهم للإحياء الإسلامي في السبعينيات على امتداد جغرافية عالم الإسلام،إن الإحياء لديهم مجرد ظاهرة تعود بجذورها إلى الانتكاسات السياسية والعسكرية التي أصابت المجتمعات الإسلامية الناهضة في نهاية الستينيات فأصابت معها الأطروحات البديلة التي كانت سائدة مثل (القومية العربية)كما صاغها عبد الناصر في مصر،ومثل الخيارات الوطنية الضيقة كما صاغتها إيران وباكستان واندونيسيا وغيرها من البلدان الإسلامية بأفريقيا وآسيا،ولقد أنتجت هذه الانتكاسات ضرورة تجاوز تلك الأطروحات إلى أطروحة أكثر رحابة وشمولا،وكان ما سمى بالإسلام السياسي هو هذه الأطروحة.
من هنا كانت هذه الدراسة،حول الإحياء الإسلامي،بوجه عام وداخل مصر وإيران على وجه الخصوص،تمثل محاولة من الباحث للإجابة عن تساؤلين رئيسيين أولهما:يدور حول الأسباب والخصائص والمظاهر الحقيقية للإحياء الإسلامي،كما عاشته دول عالم الإسلام خلال حقبة السبعينيات (1970-1980)وثانيهما:يستخدم أبرز نموذجين إسلاميين معاصرين في تلك الفترة وهما النموذج المصري والنموذج الإيراني في محاولة للإجابة عن سؤال ثان أساسي حول أسباب وخصائص ومظاهر الإحياء الإسلامي كما وضحت في النموذجين خلال حقبة السبعينيات.وكيف ظهرت-تلك الأسباب والخصائص والمظاهر في حالة المقارنة بين النموذجين المصري والإيراني.هذان السؤالان يمثلان مشكلة الدراسة والمحور الرئيسي الذي تدور حوله.

بيانات الكتاب



الاسم: الحركات الإسلامية في مصر و إيران
تأليف: رفعت سيد أحمد
الناشر: سينا للنشر
عدد الصفحات: 260 صفحة
الحجم: 9 ميجا بايت

تحميل كتاب الحركات الإسلامية في مصر و إيران