سياسة التحرير والفتح التي انطلقت في عهد الخلفاء الراشدين قد حققت نجاحاً باهراً، حيث استطاعت الجيوش الإسلامية في عهد الدولة العباسية أن تصل حدودها إلى الأندلس غرباً والصين شرقاً. وقد استطاعت الجيوش الإسلامية أن تهزم أكبر إمبراطوريتين في العالم حيث تمكنت من خلال توحيد أبناء القبائل العربية ضمن إطار الأمة الواحدة، وتأمين المجال الحيوي للدولة العربية الإسلامية أن تنمو وتتطور على أرضية ملائمة اقتصادياً واجتماعياً وحضارياً. لقد تساءل العديد من الباحثين عن السر الذي يقف وراء هذا النجاح العظيم الذي حققه العرب المسلمون في حروب التحرير، وحاول البعض البحث عن ذلك السر في الضعف الداخلي الذي كانت تعاني منه الإمبراطوريتان الساسانية والبيزنطية من انقسام ديني وتباين اجتماعي وإنهاك نتيجة الحروب الطويلة، غير أن هذه العوامل على أهميتها هي سلبية ساعدت العرب المسلمين على التغلب على هاتين الإمبراطوريتين.
إن العامل الإيجابي المحرك للأحداث الذي وحد أبناء القبائل العربية المتفرقة، وأوجد لديهم الحافز المعنوي على الجهاد والاندفاع في حروب التحرير هو الإسلام فالقوة الدافعة في الدين الجديد، وقوة الشعب العربي وتحفزه واجتماع حكمته كانت سر تفوقه. وهكذا حقق العرب أعظم أمجادهم بالإسلام، وحقق الإسلام أكبر نجاحاته بالعرب، فلا عجب أن يبقى الإسلام والعرب متلازمين في نظر مختلف شعوب الأرض مدة طويلة من الزمن. وما يسعى إليه هذه الموسوعة هو تسجل الأحداث التاريخية الإسلامية ممثلة بالفتوحات التي قام بها المسلمون وسطروا من خلالها أروع البطولات في التضحية والعطاء وأعظم الانتصارات على ساحات المعارك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق