يرتبط مفهوم العولمة، بحسب معظم الأبحاث، بالقضايا الاقتصادية، ومنها: الرأسمالية، النقود، الشركات المتعددة الجنسيات... الخ.
إلا أن هذا الموضوع لا يزال أمراً متنازعاً عليه، لذلك حاول هذا الكتاب تعريف بعض المصطلحات الأساسية والمفاهيم الخاصة في مجال العولمة وتحديد المعالم الرئيسية للمناقشات والمناظرات المركزية التي يثيرها مختلف الدارسون.
مقتطفات من الكتاب
ان كلمة العولمة هي الكلمة الأحجية في الوقت الحاضر داخل الجامعات والحكومة والمجتمع حيث ان الكلمة ذاتها وكل ما تجلبه معها من قوة هي هائلة " مثلا : 1999" فالبعض يخبرنا أن العولمة أمر حتمي وأنها تستلزم أحداثا بعينها يخبرنا البعض الآخر بأنها شيء ينبغي الحاق الهزيمة به .
هناك العديد من التعريفات والمقاربات الخاصة بالعولمة في الدوائر الأكاديمية حيث يرجع السبب ببساطة الى أن العولمة ليست مجالا دراسيا مقتصرا على أي نظام بمفرده كما ينتمي متخصصو العولمة الى مختلف المحالات مثل الدراسات الثقافية وعلم الاجتماع والعلوم الاقتصادية والعلاقات الدولية والنظريات السياسية والىداب واللسانيات وربما تعد هذه الطبيعة المتضمنة للعديد من المعارف احدى الملامح المميزة للعولمة حيث انها مجال يستعير عددا كبيرا من المصطلحات والمفاهيم من المعاجم المتوفرة وهكذا فان ما ينتج كمعنى للعولمة يظل دائما محلا للنزاع وفي النهاية يمكن القول ان العولمة تخص مجال بحث يعرف بشكل أكبر من خلال الأسئلة التي يطرحها والغرض من دراسته : ألا وهو العالم ككل وأجزاؤه وعلاقتها بهذا الكيان ككل .
ومع ذلك تشير الابحاث مؤخرا الى ما يشبه اجماعا للرأي حول المقصود من العولمة خارج المجتمع الأكاديمي حيث يتجه من يتم سؤالهم عما تجعلهم كلمة العولمة يفكرون به في اجاباتهم الى التركيز على القضايا الاقتصادية ومنها الرأسمالية والنقود وقطاع الأعمال الكبيرة والتوسع في عدد المؤسسات الكبرى كما يذكر في الأغلب الوجود القوي المستمر للشركات المتعددة الجنسيات والتي تتزايد أعدادها بشكل مستمر .
لماذا يعد ما سبق أحد أبرز الملامح بالنسبة الى الرأي العام ؟ سؤال لم نجد له اجابة حتى الآن الا أن هذا يلقي الضوء على اختلاف تصور العولمة ما بين العامة والأكاديميين وتشير الدراسات الخاصة بالعولمة بشكل واضح الى صعوبة فهم ووضع نظريات حول المرحلة الحالية من التاريخ .
ويهدف هذا الكتاب الى المساعدة في اجتياز متاهة مجموع ما كتب حول دراسات العولمة حيث يعبر تعقد المفاهيم الأساسية عن تعدد وتعقيد قضايا هذا المجال وحيث ان معنى العولمة ما زال أمرا متنازعا عليه وحيث انه موضوع يتناوله الدارسون في العديد من فروع المعرفة فان مهمتنا ليست بالهينة وبطبيعة الحال لم يكن بالامكان بالنسبة الينا أن نضم الى هذا الكتاب كل المفاهيم في دراسات العولمة خاصة وأن المدخلات كانت موجزة للضرورة ويحاول هذا الكتاب التعرف على بعض المصطلحات الأساسية والمفاهيم الخاصة بهذا المجال وتحديد المعالم الرئيسية للمناقشات والمناظرات المركزية التي يثيرها مختلف الدارسون وقد تم اختيار المصطلحات التي استشفت من خلال معاينة النصوص ذات التأثير والفعالية في مجال العولمة وكذلك المقترحات المتخصصة ممن ساهموا معنا كما يحتمل ألا توجد بعض المصطلحات الأساسية التي تعد أساسية لعدد صغير من واضعي النظريات .
فلقد حاولنا تعريف المصطلحات التي تعد أكثر شيوعا في مجال العولمة بالرغم من اشتقاقها من فرع معين من فروع المعرفة أي أننا قمنا باختصار بتحديد مدى استخدام المصطلح في دراسات العولمة كما لم نضم المصطلحات التي قد تعد أساسية في فرع ما من فروع المعرفة ما لم تكن محورا لاهتمام محدد في دراسات العولمة وهكذا فبعض المدخلات قد تتطلب استيعابا مسبقا لبعض أساسيات المجالات المختلفة ومن جهة أخرى فقد قمنا أيضا بضم أي مصطلح أساسي مستخدم خارج نطاق مجاله الفعلي المعتاد في ما يتعلق بدراسات العولمة والأهم من ذلك فان هذا النص يتيح للقارئ نقطة الانطلاق لعالم العولمة .
ويعني انتشار تبني خطاب العولمة ومنظورها أن ما تعنيه العولمة سوف يتفاوت السياق وعلى هذا يجب أن يضع القارئ في حسابه أنه بالرغم من استخدام دارس لمصطلح ما بشكل ما لا يعني بالضرورة أن يتم استخدامه بالطريقة نفسها من الجميع حيث يمكن بالفعل أن يصادف القارئ في هذا الكتاب بعض المصطلحات التي استخدمت بطرق أخرى في أماكن أخرى .
بيانات الكتاب
تأليف : أنابيل مونى
الترجمة : آسيا دسوقى
الناشر : الشبكة العربية للأبحاث والنشر
عدد الصفحات : 373 صفحة
الحجم : 8 ميجا بايت