طفل يقرأ لـ د.عبدالكريم بكار |
كيف أجعل طفلي يقرأ؟، كيف أجعله محبًا للكتاب والقراءة؟ كيف أجذب طفلي إلى أن يكون الكتاب صديقًا عزيزًا لديه؛ يؤنس أوقاته وينعم بصحبته خلال سنوات طفولته وفيما بعد من أوقات حياته؟.. كل تلك الأسئلة - وأكثر - يطرحها الأب والأم دومًا في سبيل العودة بطفلهما لعهد
"الكتاب الورقي" بعد أن طغت وسائل التكنولوجيا الحديثة على حياتنا المعاصرة، وصار الطفل لصيق التلفاز والحاسوب أغلب وقته، حجم استفادته من محتواهما قليل، بل إن هناك من الأطفال من يُؤثِّر هذين الجهازين اللدودين على دراستهم وتحصيلهم العلمي.. بل؛ وفي بعض الأحيان على معدلات ذكائهم كذلك.
يضع الأستاذ الدكتور "عبدالكريم بكار" في كتابه: "طفلٌ يقرأ: أفكار عملية لتشجيع الأطفال على القراءة"؛ وصفاتٌ حياتية من تجارب الحياة لتحبيب النشء في القراءة، وتشجيعهم على التآلف مع الكتاب منذ الصغر، ويبين الكاتب أهمية هذا الأمر اجتماعيًا في مقدمة كتابه؛ فيقول: "إنني أستطيع أن أقول بثقة تامة: إن عصرنا هذا هو عصر العلم والمعرفة والمعلومة و(الكتاب)، وإن من غير الممكن لأي أمة أن تكون في مصاف الدول الصناعية الكبرى من غير تحسين السوية المعرفية لدي شعوبها، وإن تنشئة الأجيال الجديدة على حب القراءة هي الخطوة الأولى والشاقة في هذا السبيل"؛ صـ6.
والكتاب هو الجزء السادس من (سلسلة التربية الرشيدة) التي يطمح من خلالها الدكتور عبدالكريم بكار تأصيل التربية الإسلامية القويمة في أسرنا ومجتمعاتنا العربية، وكان الجزء الأول من هذه السلسلة بعنوان: "مسار الأسرة"، والجزء الثاني بعنوان: "القواعد العشر"، أما الجزء الثالث بعنوان:"التواصل الأسري"، والجزء الرابع بعنوان: "المراهق"، والجزء الخامس حمل عنوان: "مشكلات الأطفال".
والكاتب هو الدكتور عبدالكريم بن محمد الحسن بكار أحد المؤلفين المرموقين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، حصل على درجة البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر (1393هـ/1973م)، وعلى الماجستير في عام (1395هـ/1975م)، والدكتوراه عام (1939هـ/1979م) من قسم أصول اللغة بالكلية نفسها بجامعة الأزهر وكان عنوان رسالة الدكتوراه: "الأصوات واللهجات في قراءة الكسائي"، وتركزت المسيرة الأكاديمية للدكتور بكار على تدريس اللغويات واللسانيات وفقه اللغة وعلوم النحو والصرف، حيث تولى التدريس في عدد من الجامعات المرموقة منها: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم، وجامعة الملك خالد في أبها والتي حصل من خلالها على درجة الأستاذية عام (1412هـ/1992م)، والتي بقى يدرس بها حتى استقال عام (1422هـ/2002م) منها ليتفرغ للتأليف والعمل الثقافي والتربوي، ويقيم حاليًا في العاصمة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
وللدكتور حصاد فكري وتربوي يوالي نشره منذ سنوات من خلال مشاركته الواسعة في الصحف والمجلات المتخصصة، والندوات التي يحضرها، ومن أهم الصحف والمجلات المتخصصة التي يكتب بها مقالاته: مجلة "البيان" اللندنية، ومجلة "الإسلام اليوم" الشهرية، ومجلة "مهارتي" الصادرة عن جامعة الملك سعود، كما يكتب بصفة دورية في موقع "الإسلام اليوم"، ويقدم الدكتور بالإضافة لذلك برنامجًا أسبوعيًا في قناة "دليل" الإسلامية بعنوان "آفاق حضارية"، وبرنامجًا شهريًا بقناة "المجد" باسم "معالي"، ومن أهم مؤلفاته في مجال التربية: "فصول في التفكير الموضوعي" عام 1994م، و"نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي" عام 1995م، و"من أجل انطلاقة حضارية شاملة" عام 1995، و"مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي" عام 1996م، و"مدخل إلى التنمية المتكاملة" عام 1997م، و"من أجل شباب جديد" عام 1998م، و"حول التربية والتعليم" عام 1999م، و"العولمة" عام 1999م، و"القراءة المثمرة" عام 2000م، و"العيش في الزمن الصعب" عام 2000م.
وصف الكتاب:
قام الكاتب بالتصدير لكتابه بمدخل تقديمي مختصر عن سبب وضعه الكتاب ضمن سلسلته المعنونة بـ"التربية الرشيدة" التي يهدف من ورائها لضرورة تنمية الثقافة التربوية عند مجتمعاتنا العربية، ونادى بضرورة الاهتمام بتحبيب الأطفال منذ صغرهم في القراءة والكتاب، وتشجيعهم عليها، ووضح الكاتب منهجه في هذا الكتاب - والكتب التي سبقته - من حيث حرصه على تقديم وجبة معرفية سهلة الهضم والاستيعاب على جمهور القارئين؛ حيث يقول: "حاولت في هذا الكتاب - كما هو الشأن في باقي أجزاء هذه السلسلة - أن أكسر المعادلة الصعبة من خلال تقديم مضمون راق وعميق وموثوق، لكن بصياغة سهلة وميسرة قدر الإمكان؛ حتى يكون متاحًا لأكبر شريحة ممكنة من القراء"؛ صـ6.
ثم تبعه بسبعة فصول وضع فيهم بعض الأفكار العملية لبداية تشجيع الطفل على الإمساك بالكتاب، ومطالعته؛ حتى تتكون عنده عادة القراءة، وتكون جزءً من أسلوب حياته.
وجاءت عناوين فصول الكتاب على النحو التالي:
1- لماذا نهتم بتشجيع الأطفال على القراءة؟
2- وعي لابد منه.
3- بيئة حافزة على القراءة.
4- أساليب ووسائل لتشجيع الطفل على القراءة.
5- كيف نحكي للطفل؟
6- حكاية ما قبل النوم.
7- تشجيع المراهق على القراءة.
وختم الكاتب دراسته بوضع ملحق لبعض كتب قصص وحكايات الأطفال المفيدة، التي يُستحَسن مطالعتها وقصها على الأطفال أو تشجيعهم على مطالعتها، وراعى الكاتب في اختياره الفروق العمرية والعقلية، فقسمها حسب أعمار الأطفال على النحو التالي: سن ما قبل المدرسة- قصص وحكايات لأطفال الصفوف الدنيا من المرحلة الابتدائية- قصص وحكايات لأطفال الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية- قصص وحكايات للمراهقين.
ملاحظات على الكتاب:
1- رغم أن الكتاب يصب في معين كتب تطوير الذات وتنمية الشخصية، إلا أنه يختلف عن كتب البرمجة العصبية والتربية التي تحتذي نهج مثيلاتها من الكتب الغربية حتى تكاد تكون ترجمة حرفية لبعضها، فالدكتور عبدالكريم بكار له باع واسع في ذلك المجال من الكتب التي تعتمد في مرجعيتها على آداب الدين الإسلامي حتى إن وضع اسمه على إحدى تلك الكتب لعلامة على محتواها الطيب الذي يستقي من تجارب الحياة ودروسها إرشادات قيمة تملأ صفحات كتبه.
2- رغم أسلوب الكاتب المميز في تقسيم مادته التربوية إلى فصول ونقاط من باب ترتيب المادة وسهولة استيعابها من جانب جمهور القارئين، إلا أن كثرة التقسيمات الداخلية داخل الفصل الواحد، وتشعب النقاط، والاستطراد في العناوين الجانبية تحت عنوان الفصل الواحد؛ كل ذلك قد يصيب القارئ بالبلبلة وفقدان التركيز حول موضوع الفصل، وهذا ما واجهته - حقيقةً - عند تلخيص أهم ما جاء بفصول الكتاب.
3- وضع الكاتب أعلى كل صفحة من صفحات الكتاب اقتباسات من بعض مما جاء بفصول الكتاب، أو من منثور الحكم والفوائد الخاصة بحب القراءة وتربية النشء عليها، وذلك تحت عنوان "إضاءة" وجعل لها رمزًا عبارة عن مصباح مضيء، وأغلبها جاء متسقًا مع محتوى كل صفحة، وأعطى شكلًا خاصًا مميزًا لمادة الكتاب، ومن هذه الإضاءات نقرأ: حين يعلو صوت الرغبة يخفت صوت العقل، ملء وقت الطفل بالقراءة يشغله عما يضره، الكتاب معلم صامت، قطار الإقبال على القراءة لا يفوت أبدًا مهما بلغ سنك، اكتشاف الذات أهم من اكتشاف العالم، أحيانًا تكون قراءة الكتب أقوى من أي معركة.
4- جاء الإخراج الجيد من جانب الدار الناشرة للكتاب ومحتواه وغلافه من أهم العوامل التي جعلت للكتاب رونقًا خاصًا، فنلمح حجم الإتقان الفني في ترتيب فصول الكتاب ومراجعتها، وتلوين العناوين الجانبية والفقرات المهمة الملخصة لمحتوى الفصل أو الفقرة بألوان جميلة، مغايرة، غير فجة مع اللون الأساسي للنص، إلى جانب وجود "استمارة" استبيان في نهاية الكتاب عن الملاحظات التي لاحظها القارئ بشأن الكتاب، وانطباعه عنه، وحجم الأخطاء الإملائية التي تعثَّرَ بها القارئ في الكتاب، وتصحيحها، من باب بناء جسر من التواصل بين القارئ والناشر.
الكتاب : طفل يقرأ - أفكار عملية لتشجيع الأطفال علي القراءة
المؤلف: د.عبدالكريم بكار
الناشر : دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع - القاهرة
الحجم : 8.5 م.ب.
عدد الصفحات : 153
معاينة الكتاب : Archive