لِمَ أكتب؟ وكيف أنشر؟
بعض السُبلِ تسلكُنا قبل أن نسكلها، وبعض الأشياء تختارنا قبل أن يكون لنا الخَيَرةَ فيها.
ولأني ما زِلْتُ على عتباتِ الأحرفِ الأولى للحُلْم..
وجَّب عليّ أن أقوم بنقلِ الصورةِ كاملةً للآخرين ما إن تسنَّ لي ذلك.
في خلالِ العامين الماضيين وُجهت إليّ أسئلة كثيرة ومختلفة عن الكتابة، والآن أحاول جمع لا حصر ما توصَّلتُ إليه.
كبدايةٍ، يجب عليك أن تطرح على ذاتك السؤال الأول:
لمَ أريدُ أن أكتب؟
والإجابة يجب أن تكون صريحةً جدًّا على الأقل بيْنك وبين نفسك.
إن كُنتَ تكْتُب لأنه ما بدا لك أن الأمر صار أقرب إلى “الموضة”، أو لأنه حدث لك نوع من الانبهار “بمن يكتبون” فأحببت لو صِرت مثلهم؟
أم لأنك محاط بفئةٍ منهم فقلت في نفسك.. ولِمَ لا؟
أم أنك منذ البدايةِ ترى أن الكتابة أمرِ سهل وهينِ، فلِم لا أكتب أنا الآخر تابعًا بذلك مبدأ “مش يمكن لو جربت أطلع بعرف؟”
على كلٍ إن كان سببك واحدًا من المذكورين بالأعلى؛ فانصحك بالتوقفِ في الحال لا لشيء، إلا لأنه؛ أولاً: الناس سيتمكنوا فيما بعد من أن يفرقوا جيدًا بين الجيد، والمبتذل، واللا شيء.
وثانيًا: لأنك بذلك تُضيع وقتك بشيء ليس لك من الأساس، ويجب عليك حينها أن تحاول جاهدًا أن تجد مكانك المُناسب.
في هذه النقطة، أدرك جيدًا أني سأسمع صوتًا يخبرني: أنه يعرف شخص ما، كان بهذا الوضع، ثم تعلم هذا الشخص الحِرفة وأصبح جيدًا، في هذه الحالة أحب أن أخبرك “أنه ماشي مع السوق” وهذا يعني أنه قام بتحويل الكتابة من موهبةٍ وشيء روْحِيْ إلى “صنعة”.
……
السؤال الثاني:
كيف لي أن أعرف إن كُنتُ موهوبًا أم لا؟
أولاً: الكِتابة فِعل لا إرادي، كالتنفسِ تمامًا، دون أي سابق إنذار ستجد نفسك تكتب.
سؤال هام هنا:
ماذا كان المؤثر وأنت تكْتُب؟
هناك بعض الأحداث “العَرَضِية” التي قد تؤدي إلى كتابةٍ إن كُنَّا في حالةٍ عاليةٍ من الحزنِ أو السعادةِ.
وهي مجرد حالاتِ فقط، وقد لا تؤدي إلى شيء، ومع زوال الحالة تزول حالة الكتابة.
الكتابة ليستْ حِكرًا على أحدٍ، وليست من حقِ بعضٍ دون البعضِ الآخر، لكن الحديث هنا لمن يريد.. أن يستمر في الكتابة.
من يكْتب لن تكون حالته هي المُلهم الوحيد له، بل سيلهمه أي شيء، من أكبر شيء لأبسطِ أبسطِ شيء، والذي قد يبدو للآخرين تافِهًا، وسيبدو لك بعد أن يكتبه.. كبيرًا وقويًّا.. ومؤثرًا.
في هذِهِ الحالة، سيتوجب عليك أن تتابِع نفسك وتراقبها جيدًا؛ لتعرف ما هي أسباب كتابتك، مع الأخذِ في الاعتبار أن التوقف عن الكتابة شيء عادي جدًّا، وقد تمر أشهر طويلة دون كتابةِ حرفِ واحد.
…….
السؤال الثالث:
حسنًا، الآن أنا لدي موهبة الكتابة، ماذا عليّ أن أفعل؟
وهُنا سيأتيك الرد بالإجماع “اقرأ”.
والقراءة ستساعِدُك في تطوير أسلوبك ورؤيتك، لكن لا تقرأ كتابًا واحدًا وتنتظر أن تتطوَّر، لا تسير الأمور على هذا النحو.
حاول في تلك الأثناء أن تعرف آراء قُرَّاء وكُتَّاب فيما تكتُب، ولا تكتفي برأي شخص واحد فقط أبدًا.
لا تُصدق أن يكون هُناك “كورس” لتعليم الكتابة، إطلاقًا، وإن وُجد فربما تكون محاضرةً مثلاً، وإن حدث فيجب أن يكون كاتبًا كبيرًا، وكبيرًا هُنا ليس سِنًّا، بل خبرةً، ويكون له أعمال أدبية تُحتَرم.
كل كُتَّابُنا العِظام لم تُدرَّس لهم الكِتابة!
إن كُنت تريد تطويرًا لنفسك فعليك بالقراءةِ، تريد شيئًا إضافيًّا؟ قم بمذاكرةِ النحو.
ثم ابدأ في الانخراط في هذا الوَسَط، قُم بحضور ندوات، وحفلات توقيع، كما أن مواقع التواصل قامت بالحد من الفجوة الكبيرة التي كانت بين الكاتب والقراء، وصار بإمكان القارئ أن يتابع كاتبه باستمرار، تابع من تستطيع منهم، ستستفيد بشكلٍ أو بآخر.
……
السؤال الرابع؟
وماذا بعد؟
س: هل أستطيع أن أبداً في نشر أعمالي الآن؟
ج: ليس الآن، ربما بعد خطوة أو اثنين ثم انطلق.
عليكَ الآن أن تقوم باستغلال “السوشيال ميديا” الاستغلال الأنسب
س: ما الذي سيدفع قارئًا لأن يشتري كتابًا لا يدري شيئًا عن كاتِبه؟
سيتوجب عليك أن تُحدد مكانًا ” افتراضيًّا” يسمح للآخرين أن يقرأوا لك ولو شذراتٍ.
ولكن عزيزي رجاء.. لا تنْخدِع “باللايكات” هي ليست مقياسًا لشيء، وإن كانت مقياسًا فهي لشيء واحد فقط “أن لديك عدد مُتابعين كبير”.
س: هل بعد ذلك أقوم بالنشر الورقي؟
هذا الأمر يعود إليك، إما أن تأخذ الخطوة إن كُنتَ واثقًا من نفسك ، وإما تأخذها لكن بشكل آخر إلكتروني “كتاب إلكتروني” pdf.
النشر الإلكتروني له فائدتان:
1-عامل مُساعد للانتشار.
2-تستطيع من خلاله أن تتعرف على آراء القراء فيما تكتب لتتجنب أخطاءك في المرة القادمة “الورقية”.
النشر الإلكتروني مُعرض للسرقة بطبيعة أنه غير موثق، ولا يحمل رقمًا للإيداع، لكن يمكن توثيقه في الشهر العقاري لزيادة الاطمئنان.
الخطوات السابقة قد تكلفك بعض الوقتِ والصبر، والكثير والكثير من الإحباط والآراء المُحطِمَّة للهِمم، لكن سيزول كل ذلك في مقابل أن تصل وأن ترى بين يديك عملك الأول وأن يظهر في صورةٍ ترضى عنها.
……
السؤال الخامس:
وماذا عن النشر؟
المرحلة الأخيرة هي دور النشر:
عدد دور النشر ليس قليلاً، فعليك أن تقوم بإحصائها أولاً، ثم تبدأ بجمع المعلومات وتستشير من سبق لهم التجربة.
س: كيف أتعامل مع دور النشر؟
الأمر بسيط، أنت تقوم فقط بإرسال العمل لها، ثم يتم الرد عليك بعد مدة قد تصل إلى شهرين في بعض الدور، فإما بالرفض وإما بالقبول.
إن تم الرفض فعليك أن تختار دارًا أخرى وقم بمراسلتها.
وإن تمت الموافقة، تبدأ في ترتيبات الاتفاق “شكل الغلاف، والورق، والتوزيع، وحفلات التوقيع”.
نظام الدفع في دور النشر يختلف باختلاف السياسة المُتَّبعة في كل دار، لكن لا تتوقع أن تتحمَّل الدار كل تكاليف النشر لعمَلِك خاصةَ إن كُنت كاتبًا صغيرًا، وهذا عملك الأول، فإمَّا أن تتحمل التكلفة كاملةً، وإمَّا تكون بالمناصفة بينك وبين دار النشر.
على كلٍ التكلفة تتحدد تِبعًا لعدد صفحاتِ الكتاب.
كيف تُحدد عدد صفحات الكتابِ؟
الصفحة على word بما يعادل صفحتين ورقيًّا.
وإليكَ اهم دار نشر يمكنها مساعدتك :
دار الزنبقة للنشر الالكتروني الحر والترجمة
المقال مقتبس عن ساسة بوست .