حول الكتاباستحضر المؤلف من نصوص الشرائع الدينية مجموعة من القيم السلوكية اشتملت على قيم السلوك الإيماني - الروحي وقيم العمل والمعرفة وقيم الحكم والإدارة
كان الدين ولا يزال يشكل المنظومة الروحية الأكثر أثرا وتأثيرا في مدار السلوك الانساني وبعض الأديان قد شكلت جزءا هاما من التراث الحضاري والروحي للكثير من الشعوب وكانت عنصرا حيويا من عناصر توجهاتها الفكرية والحضارية وأنه بقدر ما يكون للدين من الأثر الايجابي مجسدا السيرة الايمانية المثلى والتي مثلت عناوين للشد والجذب الانساني الروحي فانه كان بالمقابل للاستخدام والتفسير السيء لقيم الدين انعكاساته السلبية التي أضرت بالكيان الانساني مشوهة قيم الدين وأصوله الحيوية .
ومهما يكن من أمر نشوء الأديان وطبيعة توجهاتها فانها قد ارتبطت أساسا بتصورات العلاقة ما بين الانسان ككائن أرضي دنيوي وبين السماء ككائن فوقي الهي وانتظام ذلك بعدئذ في محور السلوك الايماني وطقوسه المرتبطة بدءا بمجموعة من الآلهة والتي كان كل منها يمثل ظاهرة من الطقوس المرتبطة بكل اله ثم بالاله الأعظم " الله " حيث تبلورت النظر والموقف الايماني بعدئذ في مدار التوحيد أو الوحدانية وهو ما تعرضنا لأصوله في أول فصل من فصول هذا الكتاب مستدلين على أنه من خلال الموقف الشمولي من مسألة الايمان بالله نلتمس جانبا من النسق التكاملي للفكر الديني بشكل عام وحيث يتجسد السلوك الايماني في منظومة " التقوى " وهي الخير الواسع الذي نجده في الأديان عامة ممثلا بمجموعة القيم والمثل التي تؤكد على هذه الخاصية في السلوك الايماني والتي تتمثل لها الأديان وهي تسير في هذا الاتجاه على جادة واحدة وان تكن على أرصفة ولكنها تتقابل في البعد والغرض الروحي لتؤدي بمجموعها الوظيفة الروحية للدين وسنتناول ضمن منهج هذه البحث موضوع التقوى في جزء خاص عن معالم السلوك الايماني في الأديان .
وقد استحضرنا من نصوص الشرائع الدينية مجموعة من القيم السلوكية اشتملت على قيم السلوك الايماني الروحي وقيم العمل وقيم العلم والمعرفة وقيم الحكم والادارة .
والتي تتفاوت في الغرض والمدار الموضوعي بقدر الدور الذي مثلته الأديان في حياة الشعوب .
ومدى تأثرها بدور الدين وأثره في حياتها .
ومن الاطار الفكري العقائدي للأديان استوضحنا موقفها من بعض المسائل الحيوية ومنها خلق الكون وخلق الانسان والجزاء أو معتقد الآخرة الطوفان وصلة الانتساب السلالي لأنبياء الأديان السماوية الرئيسية متوافقا مع وحدتها المصدرية وهو ما تتعرض له النصوص الدينية وعلى قدر متفاوت من السرد ما نستبين منه معالم التوافق في المسار الرسالي لعامة الأديان وفي انتظامها في محور معتقدي واحد .
واستدللنا في خاتمة هذا الجزء ببعض شهادات المعنيين بالتاريخ والدين ما يعزز حكم التوافق في المنهج الرسالي للأديان فيما أعرضنا عن تفصيل ما يختص بالرسالة الاسلامية والتي نصوصها ومنهجها بالوافر من الدلالات على وحدة المسار الديني اذ أفردنا لذلك كتابا خاصا .
وقد أدركت وأنا استقي مادة البحث من منابع مختلفة قيمة التواصل والتكامل في منطلقات ومعالم الفكر الديني عامة وفي مجمل النتائج التي حصلت مع ذلك القدر من المعاناة والمكاربة التي واجهت عامة الرسل ورواد الدين والتي كانت ثمرتها تمكين هذا الفكر من أن يأخذ مداه في دائرة رحبة من المحيط الانساني لتواصل مسيرة الايمان امتدادها ورسوخها على مر الأجيال وفي وقت تستدعي الضرورة أن تتوافق قنوات الفكر والسلوك الديني وتأتلف مع بعضها ما دامت تستقي مادتها من نبع واحد أو من منهج متوافق , وتبتغي غاية واحدة ليحل السلام والوئام على الأرض محل الخصام بين جماعات لم تعد تدرك من الحقيقة ما يكبح جماح نفوذها وخصامها .
الاسم : موسوعة مقارنة الأديان السماوية
تأليف : مهدي حسين التميمي
الناشر : دار أسامة للنشر والتوزيع
عدد الصفحات : 243 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت
مقتطفات من الكتاب
مقدمةكان الدين ولا يزال يشكل المنظومة الروحية الأكثر أثرا وتأثيرا في مدار السلوك الانساني وبعض الأديان قد شكلت جزءا هاما من التراث الحضاري والروحي للكثير من الشعوب وكانت عنصرا حيويا من عناصر توجهاتها الفكرية والحضارية وأنه بقدر ما يكون للدين من الأثر الايجابي مجسدا السيرة الايمانية المثلى والتي مثلت عناوين للشد والجذب الانساني الروحي فانه كان بالمقابل للاستخدام والتفسير السيء لقيم الدين انعكاساته السلبية التي أضرت بالكيان الانساني مشوهة قيم الدين وأصوله الحيوية .
ومهما يكن من أمر نشوء الأديان وطبيعة توجهاتها فانها قد ارتبطت أساسا بتصورات العلاقة ما بين الانسان ككائن أرضي دنيوي وبين السماء ككائن فوقي الهي وانتظام ذلك بعدئذ في محور السلوك الايماني وطقوسه المرتبطة بدءا بمجموعة من الآلهة والتي كان كل منها يمثل ظاهرة من الطقوس المرتبطة بكل اله ثم بالاله الأعظم " الله " حيث تبلورت النظر والموقف الايماني بعدئذ في مدار التوحيد أو الوحدانية وهو ما تعرضنا لأصوله في أول فصل من فصول هذا الكتاب مستدلين على أنه من خلال الموقف الشمولي من مسألة الايمان بالله نلتمس جانبا من النسق التكاملي للفكر الديني بشكل عام وحيث يتجسد السلوك الايماني في منظومة " التقوى " وهي الخير الواسع الذي نجده في الأديان عامة ممثلا بمجموعة القيم والمثل التي تؤكد على هذه الخاصية في السلوك الايماني والتي تتمثل لها الأديان وهي تسير في هذا الاتجاه على جادة واحدة وان تكن على أرصفة ولكنها تتقابل في البعد والغرض الروحي لتؤدي بمجموعها الوظيفة الروحية للدين وسنتناول ضمن منهج هذه البحث موضوع التقوى في جزء خاص عن معالم السلوك الايماني في الأديان .
والتي تتفاوت في الغرض والمدار الموضوعي بقدر الدور الذي مثلته الأديان في حياة الشعوب .
ومدى تأثرها بدور الدين وأثره في حياتها .
ومن الاطار الفكري العقائدي للأديان استوضحنا موقفها من بعض المسائل الحيوية ومنها خلق الكون وخلق الانسان والجزاء أو معتقد الآخرة الطوفان وصلة الانتساب السلالي لأنبياء الأديان السماوية الرئيسية متوافقا مع وحدتها المصدرية وهو ما تتعرض له النصوص الدينية وعلى قدر متفاوت من السرد ما نستبين منه معالم التوافق في المسار الرسالي لعامة الأديان وفي انتظامها في محور معتقدي واحد .
واستدللنا في خاتمة هذا الجزء ببعض شهادات المعنيين بالتاريخ والدين ما يعزز حكم التوافق في المنهج الرسالي للأديان فيما أعرضنا عن تفصيل ما يختص بالرسالة الاسلامية والتي نصوصها ومنهجها بالوافر من الدلالات على وحدة المسار الديني اذ أفردنا لذلك كتابا خاصا .
وقد أدركت وأنا استقي مادة البحث من منابع مختلفة قيمة التواصل والتكامل في منطلقات ومعالم الفكر الديني عامة وفي مجمل النتائج التي حصلت مع ذلك القدر من المعاناة والمكاربة التي واجهت عامة الرسل ورواد الدين والتي كانت ثمرتها تمكين هذا الفكر من أن يأخذ مداه في دائرة رحبة من المحيط الانساني لتواصل مسيرة الايمان امتدادها ورسوخها على مر الأجيال وفي وقت تستدعي الضرورة أن تتوافق قنوات الفكر والسلوك الديني وتأتلف مع بعضها ما دامت تستقي مادتها من نبع واحد أو من منهج متوافق , وتبتغي غاية واحدة ليحل السلام والوئام على الأرض محل الخصام بين جماعات لم تعد تدرك من الحقيقة ما يكبح جماح نفوذها وخصامها .
بيانات الكتاب
تأليف : مهدي حسين التميمي
الناشر : دار أسامة للنشر والتوزيع
عدد الصفحات : 243 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت