مقتطفات من الكتاب
مقدمة" الأمر القدسي " كتاب محوري في الثقافة الانسانية المعاصرة ساهم بتكوين معرفة القرن العشرين ومازال حيا فاعلا منذ صدوره بطبعته الأولى عام 1917 حتى الآن يثير التساؤلات ويحفز العقول فهو من الكتب القليلة التي استطاعت أن تعبر الزمن وتبقى خالدة حية وفاعلة .
الذي صدر عام 1957 حتى عندما أراد سي . اس لويس معالجة علاقة المدنس بالألم كان " أوتو " من الشخصيات القليلة التي لجأ اليها كما نرى حضوره في أعمال رينية جيرار في كتابه " الخطيئة الأصلية " ولا يقف حضور " أوتو " هذا الفيلسوف اللاهوتي عند حدود فلاسفة الدين واللاهوتيين انما نرى اسمه يتردد في طيات أعمال الفلاسفة من أمثال مارتن هيدغر وهانز جورج غادمر وماكس شيلر ... وهذا يؤشر الى أهمية دور الكاتب والكتاب .
هذا الدور الذي وعته الثقافة العربية الاسلامية فاستخدمته بكثافة في الدراسات العلمية والأكاديمية ولكن الوعي ترافق مع الوجل الذي رافق الاسم فأحجمت هذه الثقافة عن ترجمته فبقي اسما يتم تداوله في الدراسات دون الدخول الى محتواه مع العلم أن موضعة الكتاب في اطاره وفي الظروف التي نشأ فيها كفيلة برفع الغموض عنه وجعله قابلا للنشر .
فهذا الكتاب جزء من ثقافة عصر كسرت فيه حدود المعرفة وفتحت فيه آفاق الحوار بين الديانات المتعددة وتقلصت المساحات الفاصلة بينها فحاول هذا الكتاب أن يدخل الى هذا النقاش ليساهم بطرح مسائل هامة كالخلاص والتعددية الدينية والجوهري والعرضي في الدين .... هذه الموضوعات التي أدت في فترة لاحقة الى نشوء فلسفة الدين وعلم الأديان المقارنة .
فالكتاب يحمل في طياته أسئلة عصر فهو ينقل مادة لا يمكن الاستغناء عنها لكل باحث في علم مقارنة الأديان وفلسفة الدين وعلم النفس الديني .... يقول الفيلسوف ولتر ستيس : رودولف أوتو من خير الكتاب الذين تعرضوا لدراسة علاقة الرمز الديني بالحقيقة المرموز اليها ... وليس في استطاعتنا أن ننكر ما في آرائه من عمق في البصيرة السيكولوجية والتفسير الجديد المملوء بالايحاءات بالنسبة الى التفكير الديني .
وجميع هذه المعطيات تتضافر لتجعل هذا الكتاب حاجة للمكتبة العربية , التي لم تستطع التعرف اليه بشكله الكامل الا عبر بعض الاستشهادات التي تحمل الثناء له وتظهر أهميته ولكنها لم تقم بترجمته خوفا أو رهبة من المقول فيه , والذي يبقى على أهميته عبارة عن آراء لا تعبر بحد ذاتها عن الحقيقة اللاهوتية أو الدينية انما يمكن موضعتها في اطار النقاش الذي كان سائدا في عصره والذي يظهر بشكل جلي من خلال سجاله مع أفكار شلايرماخر أو بعض استعارته لأفكار كانط .
بيانات الكتاب
تأليف : فكرة القدسي
الناشر : معهد المعارف الحكمية
عدد الصفحات : 274 صفحة
الحجم : 5 ميجا بايت
