المدارس الفكرية التي تأثر بها المفكر الكبير ابن خلدون ، وبالتالي يناقش الفكر الخلدوني من خلال استعراضه وفهمة للحياة وتطورها .
إن الكتاب يغني القارئ الكريم عن مطالعة عدد كبير من الكتب والمصادر وهو أقرب أن يكون الجامع الشامل .
مقدمة
لا حاجة بنا إلى تعريف ابن خلدون فهو أشهر من أن يعرف انه يعد من أعظم المفكرين في العالم و قد جاءت شهرته من كونه أول من درس المجتمع البشري بطريقة واقعية حيث خرج بها عن الطريقة الوعظية التي كانت مسيطرة على الأذهان طيلة القرون القديمة و الوسطى .
و قد كثرت الدراسات حول ابن خلدون في الآونة الأخيرة و ظهرت كتب و مقالات عديدة عنه في البلاد العربية و الأجنبية . و مما يلفت النظر بصفة خاصة أن بعض الباحثين العرب أولعوا بعقد المقارنات بين ابن خلدون و بين رواد علم الاجتماع في العصر الحديث من أمثال مكيافلي و فيكو و مونتسكيو و هيجل و ماركس و كونت و سبنسر و دركهام وتارد . و كان قصدهم من ذلك في الغالب أن يظهروا ما كان لابن خلدون من فضل و أسبقية على أولئك الرواد في تأسيس علم الاجتماع .
و إني إذ أقدم اليوم بحثي حول ابن خلدون لا أريد أن أسير به على نفس المنهج الذي سار عليه هؤلاء الباحثون . الواقع إني لا استطيع أن أضيف على ما جاءوا به في هذا الشأن شيئا جديدا . إن بحثي سيدور حول ناحيتين من نظرية ابن خلدون . الأولى دراسة المنطق الذي جرى عليه تفكير ابن خلدون عند إنشاء نظريته و الثانية دراسة العوامل الفكرية و اللافكرية التي ساعدته على إنشائها . و لهذا جعلت الكتاب على قسمين حيث خصصت كل قسم منهما لإحدى تينك الناحيتين .
بداية الاهتمام :
مما يجدر ذكره قبل بداية البحث هو أن اهتمامي بدراسة ابن خلدون ليس جديدا بل هو يمتد إلى ما يناهز الخمسة عشر عاما . و قد جعلت لابن خلدون القسط الأوفى في الرسالة التي نلت بها شهادة الدكتوراه من جامعة تكساس عام 1950 . و لم يقف اهتمامي به عند حد تقديم الرسالة و قبولها من قبل الجامعة إنما بقيت مولعا به احرص على اقتناء كل ما يظهر حوله من كتب و مقالات و أحاول جمع المعلومات عنه من بطون المؤلفات العربية القديمة ما استطعت إلى ذلك سبيلا .
و كان من نتائج هذا الاهتمام المتواصل بدراسة ابن خلدون إني اكتشفت فيه ناحية كنت غافلا عنها عند كتابة الرسالة هي الناحية المنطقية . و قد أخذت اسأل نفسي من جراء ذلك : أكان ابن خلدون يجري في تفكيره على منهج المنطق الأرسطي الذي كان فلاسفة الإسلام يجرون عليه أم انه ابتكر لنفسه منطقا جديدا خاصا به .
و مما يلفت نظري من هذه الناحية ظهور كتاب عن ابن خلدون في اللغة الانكليزية عام 1957 نشرته إحدى شركات النشر المعروفة في انكلترا . و الكتاب لباحث عراقي هو الدكتور محسن مهدي و هو يتضمن الرسالة التي قدمها المؤلف لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة شيكاغو . و يمتاز هذا الكتاب بأنه أول بحث من نوعه يدرس الناحية الفلسفية و المنطقية في نظرية ابن خلدون . يقول الأستاذ تياي : إن الباحثين عند تحليلهم لنظرية ابن خلدون لم يشيروا إلا إلى الناحية الاجتماعية منها أما الناحية الفلسفية المحضة من نظريته فهم أهملوها إهمالا اللهم إلا إذا استثنينا من ذلك الدراسة القيمة التي ألفها السيد محسن مهدي حول فلسفة التاريخ عند ابن خلدون .
الاسم : منطق ابن خلدون
تأليف :علي الوردي
الناشر : ددار كوفان لندن
عدد الصفحات : 290 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت
إن الكتاب يغني القارئ الكريم عن مطالعة عدد كبير من الكتب والمصادر وهو أقرب أن يكون الجامع الشامل .
مقتطفات من الكتاب
لا حاجة بنا إلى تعريف ابن خلدون فهو أشهر من أن يعرف انه يعد من أعظم المفكرين في العالم و قد جاءت شهرته من كونه أول من درس المجتمع البشري بطريقة واقعية حيث خرج بها عن الطريقة الوعظية التي كانت مسيطرة على الأذهان طيلة القرون القديمة و الوسطى .
و قد كثرت الدراسات حول ابن خلدون في الآونة الأخيرة و ظهرت كتب و مقالات عديدة عنه في البلاد العربية و الأجنبية . و مما يلفت النظر بصفة خاصة أن بعض الباحثين العرب أولعوا بعقد المقارنات بين ابن خلدون و بين رواد علم الاجتماع في العصر الحديث من أمثال مكيافلي و فيكو و مونتسكيو و هيجل و ماركس و كونت و سبنسر و دركهام وتارد . و كان قصدهم من ذلك في الغالب أن يظهروا ما كان لابن خلدون من فضل و أسبقية على أولئك الرواد في تأسيس علم الاجتماع .
و إني إذ أقدم اليوم بحثي حول ابن خلدون لا أريد أن أسير به على نفس المنهج الذي سار عليه هؤلاء الباحثون . الواقع إني لا استطيع أن أضيف على ما جاءوا به في هذا الشأن شيئا جديدا . إن بحثي سيدور حول ناحيتين من نظرية ابن خلدون . الأولى دراسة المنطق الذي جرى عليه تفكير ابن خلدون عند إنشاء نظريته و الثانية دراسة العوامل الفكرية و اللافكرية التي ساعدته على إنشائها . و لهذا جعلت الكتاب على قسمين حيث خصصت كل قسم منهما لإحدى تينك الناحيتين .
بداية الاهتمام :
مما يجدر ذكره قبل بداية البحث هو أن اهتمامي بدراسة ابن خلدون ليس جديدا بل هو يمتد إلى ما يناهز الخمسة عشر عاما . و قد جعلت لابن خلدون القسط الأوفى في الرسالة التي نلت بها شهادة الدكتوراه من جامعة تكساس عام 1950 . و لم يقف اهتمامي به عند حد تقديم الرسالة و قبولها من قبل الجامعة إنما بقيت مولعا به احرص على اقتناء كل ما يظهر حوله من كتب و مقالات و أحاول جمع المعلومات عنه من بطون المؤلفات العربية القديمة ما استطعت إلى ذلك سبيلا .
و كان من نتائج هذا الاهتمام المتواصل بدراسة ابن خلدون إني اكتشفت فيه ناحية كنت غافلا عنها عند كتابة الرسالة هي الناحية المنطقية . و قد أخذت اسأل نفسي من جراء ذلك : أكان ابن خلدون يجري في تفكيره على منهج المنطق الأرسطي الذي كان فلاسفة الإسلام يجرون عليه أم انه ابتكر لنفسه منطقا جديدا خاصا به .
و مما يلفت نظري من هذه الناحية ظهور كتاب عن ابن خلدون في اللغة الانكليزية عام 1957 نشرته إحدى شركات النشر المعروفة في انكلترا . و الكتاب لباحث عراقي هو الدكتور محسن مهدي و هو يتضمن الرسالة التي قدمها المؤلف لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة شيكاغو . و يمتاز هذا الكتاب بأنه أول بحث من نوعه يدرس الناحية الفلسفية و المنطقية في نظرية ابن خلدون . يقول الأستاذ تياي : إن الباحثين عند تحليلهم لنظرية ابن خلدون لم يشيروا إلا إلى الناحية الاجتماعية منها أما الناحية الفلسفية المحضة من نظريته فهم أهملوها إهمالا اللهم إلا إذا استثنينا من ذلك الدراسة القيمة التي ألفها السيد محسن مهدي حول فلسفة التاريخ عند ابن خلدون .
بيانات الكتاب
تأليف :علي الوردي
الناشر : ددار كوفان لندن
عدد الصفحات : 290 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت