كتب كتب كتب: روبرت دريفوس

‏إظهار الرسائل ذات التسميات روبرت دريفوس. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 14 ديسمبر 2014

لعبة الشيطان لـ روبرت دريفوس

ويعتمد مؤلف الكتاب على أبحاث واسعة ومقابلات جرت مع شخصيات من وكالة المخابرات المركزية "سي آي إي" ووزارتي الدفاع والخارجية، حتى يصل مؤلف الكتاب إلى حقيقة مفادها "أن العلاقة السرية التي كانت قائمة بين الحركات الإسلامية والولايات المتحدة كانت كفيلة بحدوث الانفجار الإرهابي الآن في العالم".

مقدمة

رغم كثرة الكتب التي قدمت حول دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط إلا أن هذا الكتاب يقدم تناولا فريدا لجانب لم يحظ بكثير من الاهتمام ألا و هو

أبعاد هذا الدور في نشأة و نمو قوى التشدد الإسلامي على النحو الذي وصل بها إلى ما وصلت إليه في المنظور الغربي من تهديد للدول الغربية ذاتها و للأنظمة الوطنية في الدول التي انبثقت منها هذه القوى . و الفرضية التي يقوم عليها الكتاب هي أن الولايات المتحدة قامت على تشجيع و تمويل نشأة ما يصطلح على وصفه بـ " الإسلام السياسي " .
لعبة الشيطان

و لعل هذه الفرضية تصدم الكثيرين ممن يقوم تصورهم على وجود علاقة عداء بين الولايات المتحدة و الإسلام أو الحركات الإسلامية بمعنى اصح و هو الأمر الذي يقوم المؤلف على تفسيره بان ذلك جاء في اطار سعي الادارات الامريكية المتعاقبة أيا كانت لتحقيق مصالحها القومية الأمر الذي رأت فيه ، حسب دريفوس ، ضرورة الاقدام على هذا النهج دون ايلاء الكثير من الاهتمام للاعتبارات الايديولوجية فما كان يهم صانع القرار الامريكي هو البحث عن مصلحة بلاده حتى لو اقتضت التحالف وفق المقولة التقليدية مع الشيطان .
و يحاول الكاتب تقديم اطارا واسعا لموضوعه معتمدا في ذلك على العديد من التقارير الرسمية و المقابلات مع الكثيرون ممن ساهموا في صياغة السياسة الامريكية تجاه الشرق الأوسط سواء في البنتاجون أو الخارجية الامريكية أو السي أي أيه . و يقدم المؤلف في هذا السياق العديد من الرؤى التي لا شك أنها لن تحظى بقدر كبير من التأييد في عالمنا الإسلامي ، الأمر الذي نرى انه لا ينبغي أن يكون في أي حال من الأحوال عائقا دون متابعة و الاطلاع على هذه الرؤى عن قرب و دراستها إذا كان لنا أن نصل إلى رؤية صحيحة بشأن العلاقات بين العالم الإسلامي و الغرب .

و على ذلك نتابع مع المؤلف ما يعتبره أبعاد الدعم الامريكي لحركة الإخوان المسلمين في مصر خلال الخمسينيات و كذلك دور واشنطن في دعم رجال الدين في ايران على النحو الذي انتهى بهم إلى الاطاحة بالشاه حليف أمريكا الاساسي و حركات الجهاد في افغانستان الأمر الذي انتهي بظهور بن لادن و تنظيم القاعدة .

و دون مصادرة حق القارئ في تكوين رؤيته الخاصة لمضمون الكتاب نشير إلى أن الإطار العام له هو تقديم صورة بالغة السلبية للاسلام السياسي دون أن يرى فيه أية ميزة و إن كان المؤلف في ذلك يعمد إلى التأكيد على التمييز بين الإسلام كدين يحظى في بعض تناوله له بقدر من الثناء و بين الحركات التي اعلنت انتسابها له . و رغم صحة هذه النظرة في مضمونها العام إلا أن ما يلاحظ على المؤلف هو محاولة الصاق كافة النقائض بحركات الإسلام السياسي إلى الحد الذي لا تخلو معه حتى المؤسسات الرسمية الدينية في العالم الإسلامي من انتقاداته الأمر الذي يدعونا إلى التساؤل عن ماهية الإسلام الذي يريد لنا أن نكون عليه .