مقتطفات من الكتاب
مقدمة
خير ما ابدأ به كتاباتي هذه قول الشاعر :
بلادي و إن جارت علي عزيزة و قومي و إن جاروا علي كرام
فبلادي الكبيرة هي البلاد العربية من المحيط الى الخليج و بلادي الصغيرة هي ( العراق ) العراق الذي عاش شامخا زمنا طويلا بعد ان حرره شعبه من الاحتلال البريطاني في ثورة العشرين عام 1920 و حصل على استقلاله عام 1921 ة استلم زمام امره و تمتع بكامل سيادته على ارضه و بدأ شعبه العظيم في بناء الوطن في كافة المجالات السياسية و الثقافية و الاجتماعية بخطى حثيثة لم تخل من كبوات و عثرات وضعتها قوى الظلم و الطغيان امام تقدمه و تطوره حتى يومنا هذا عام 2004 .
إن الذي حدث خلال هذه الحقبة الزمنية التي تظهر للناظر اليها انها كانت طويلة ( منذ عام 1921 الى 2004 ) و إن تخللتها احداث هزت كيان هذا البلد الفتي بشعبه الاصيل القوي الابي القوي الارداة و الاصيل بحضارته الممتدة في عمق التاريخ و الاصيل في خلقه و عاداته و المعتز بقوميته العربية و المتآخي و المتآلف و المتمازج بقومياته الاخرى منذ قرون .
هذه الثورات و الهزات العنيفة المتتالية التي هدمت ما حاولت كل قيادة ثورة البدء ببناءه او التخطيط لبنائه لاعمار البلد حتى جاءت الاخرى فخطأتها و الغت ما بدأت به و عملت على تغييره و البدء من جديد في التخطيط و البناء حسب الافكار و الايديولوجية التي جاءت بها .
كان لقصر عمر هذه الانقلابات و الثورات المتتالية و لاسلوب التغيير الجذري لكل حركة حركة او ثورة لكل ما بدأت به سابقتها السبب المباشر و القوي الذي ادى الى عودة البلاد دوما بلاعمار و البناء الى البداية و بعضها الى نقطة الصفر مجددا إذ يغير كل منهما كل شيء وفق مبادئه و برامج تطبيقها لهذا بقيت البلاد منذ عام 1921 حتى يومنا هذا تدحرج دوما من سفح صعدته بشق الانفس الى سفح ادنى و بالتالي الى القاع مجددا لان كل قيادة جديدة كانت تنسف ما بدأت به سابقتها و ذلك لغياب قدرة تلك القيادات على التخطيط اما لضعفها او جهلها او اعدم كفائتها او اخلاصها او تبعيتها وعمالتها و لان المستعمر كان يضع العراقيل امامها في سبيل افشالها و هو الاغلب عادة في منطقتنا .
هكذا و بشكل موجز عاش عراقنا هذا البلد المظلوم بقياداته التب كانت دائما تقوم على مبادئ عظيمة وطنية و قومية و ديمقراطية في اول ايامها و تمنى الشعب بها و الظاهر ان هذه المبادئ التي كانت تطرحها كل قيادة سرعان ما تذوب و تتطاير حال استلام تلك القيادات السلطة و تربعها على سدة الحكم حيث كانت تبدو في اول ايام وسني حكمها جادة و مخلصة و امينة و إذا بها تميل شيئا فشيئا الى الحكم الديكتاتوري الفردي المبني على اهواء شخصية متعنتة تتدحرج الى حكم فردي ديكتاتوري يكون رأي الشعب فيه مخدرا بالشعارت و بالتالي غائبا عن مسرح الحياة او مغيبا عنها بأساليب قسرية ظالمة و قد تصل الى حد ان تكون دموية .
المحتويات
الباب الاول
اسباب الحرب على العراق
الفصل الاول : الاسباب الحقيقية
الفصل الثاني : الاسباب الظاهرية ( التبريرية )
الباب الثاني
مجريات الحرب على العراق
الفصل الاول : خطة الطرفان
الفصل الثاني : سير الحرب و مجرى الاحداث
الباب الثالث
عوامل الفشل و النجاح للطرفين
الفصل الاول : عوامل فشل القوات العراقية
الفصل الثاني : عوامل نجاح قوات التحالف
الباب الراع
لماذا سقط النظام في العراق
الفصل الاول : الاسباب المتعلقة بالنظام
الفصل الثاني : الاسباب المتعلقة بالمصالح الدولية
الباب الخامس
الابعاد الاستراتيجية القومية و الدولية لاحتلال العراق
الفصل الاول : الابعاد السياسية
الفصل الثاني : الابعاد الاقتصادية
الفصل الثالث : الابعاد الايديولوجية و الفكرية
الخاتمة
بيانات الكتاب
تأليف : طه نورى ياسين كرشجى
الناشر : دار العربية للعلوم
عدد الصفحات : 176 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت