علم النفس الثقافي : هل النمو المعرفي متعلق بالثقافة ؟ ... لــ برتران تروداك
هل يكتسبُ النموّ المعرفيّ طابعاً ثقافيّاً؟ لا بدّ للإجابة على هذا السؤال من الانطلاق من تحليل التحديدات المتعلّقة بمفهوم الثقافة. لا شكَّ في أنّ هذه التحديدات تسمحُ بالتمييز ما بين مدرستين للأبحاث في مجال علم النفس عبر الثقافيّ المعاصر: علم النفس الثقافي وعلم النفس عبر الثقافي المقارن. ومهما أظهرَت هاتان المدرستان من اختلافات وتباينات إلاّ أنّ فرادتهما تكمنُ في الاهتمام الذي يوليه كلٌّ منهما بسياقات التطوّر البشريّ وبالتفاعلات القائمة بين هذه السياقات من جهة والفرد من جهة ثانية
المقدمة :
الثقافة بصورة عامة ليست من المفاهيم التي يعرها علماء النفس الذين يهتمون بالنمو المعرفي , الأهتمام الذي يستحق. ما من شك في ان كل عالم من علماء النفس يعترف بإن الثقافة تشكل عنصراً أساسياً أقله ضرورياً على صعيد التنمية العاطفية والاجتماعية والمعرفية لدى كل كائن بشري . غير أن معظم الأبحاث التي يقوم بها هؤلاء العلماء في إطار تنمية المعرفة ونشوئها قلما تجعل الثقافة على الرغم من ضرورتها , فى صلب مادتها. وذلك ما يبدو منافياً للواقع – خصوصاً والبعض من هؤلاء العلماء لا يرون فيها سوي مظهر فولكوري , في حين أنه لو أعيرت هذه القضية الاهتمام الذى تستحق لوجد العلماء أنفسهم فى مواجهة أسئلة مرعبة يفضلون تجنب الإجابة عنها نظراً لما تجره هذه الإجابة من نتائج مربكة بالنسبة إلى علم النفس . نشير فى هذه المناسبة إلى أن علماء النفس الذين قاموا بهذه المحاولة شان جيروم برونير قد اضطروا إلى إدخال تعديلات جذرية على مفاهيمهم . فأول ما يتوخاه هذا لمؤلف هو الإشارة بل الإقناع بضرورة النظر بجدية غلى الثقافة فى مجال الإبحاث السيكولوجية المتعلقة بتنمية المعرفة .
في مقال لا يزال يتمتع بشهرته على الرغم من مرور 40 عاماً على نشره , يشير , جان بياجه تحت عنوان : ضرورة ومعني أبحاض المقارنة في علمنفس الطفل , إلى العناصر الأربعة التي لها تأثيرها , في نظره , على النمو الذهني او المعرفي , لقد لجأ بياجه إلى هذا التقسيم بفعل ما لاحظه من أن كل بحث مقارن يتناول حضارات واوساطاً اجتماعية مختلفة لا بد من ان يثير بداية مشكلة تديد العوامل التى تساهم بصورة خاصة فى التمية العفوية والداخلية للفرد والعوامل الجماعية والقافية التي تشكل خصوصية المجتمع الذي يحتضن الفرد . وبما أنه كان على علم بما ذهب إليه الانتروبولوجيون من أن المحيط الاجتماعي والثقافي له تأثيره على تنمية المؤثرات , الأمر الذي من شأنه ان ينقض الافتراض الذي يري ان مختلف المراحل التى يتحدث عنها فرويد هى بصورة أساسية حصيلة تتالى ظاهرات " غريزة " واحدة , فقد اهتم جان بياجه وكذلك جيروم برونير بحصر هذه الأسباب الداخلية والخارجية وبدراسة تاثيرها على النمو المعرفي .
المحتويات :
v علم النفس ( هو ) ثقافي
Ø الثقافة والعقل
Ø البنائية
Ø الأدوات الثقافية
v القرود المتحضرة والاولاد المتوحشون
Ø القرود المتحضرة
Ø الأولاد المتوحشون
v الرجال العظام وصغار السويسريين
Ø الرجال العظام
Ø صغار السويسريين
v الثقافة والبحث عبر الثقافي
Ø مفهوم الثقافة
Ø البحث ما بين الثقافات
Ø المذاهب
v نماذج السياقات الثقافية
Ø الطفل ضمن سياقات
Ø النموذج البيئى الثقافي
Ø كوات النمو
v التوجيه في إطار المكان
Ø هل تؤثر اللغة في الفكر ؟
Ø السياق المديني البولينيزي
Ø سياق ريفي بولينيزي
Ø السياق الفرنسي
Ø الخاتمة
v التعبير عن الزمان
Ø طبيعة مقنعة
Ø الاستعارات التصورية
Ø الأدوات الثقافية
Ø السياق المغربي
Ø السياق الفرنسي
v تصور الكرة الأرضية
Ø مفاهيم موحدة
Ø مفاهيم تعددية
Ø المفاهيم الاجتماعية – الثقافية
Ø الختام
بيانات الكتاب :
الأسم : علم النفس الثقافي : هل النمو المعرفي متعلق بالثقافة ؟
تأليف : برتران تروادك
ترجمة : حكمة خوري & جوزف بو رزق
الناشر : الفارابي
سنة النشر : 2007
الحجم : 9 ميجا