العنف في أميركا لـ جيل ديلافون
يتناول الكتاب تحقيق صحفي عن الارهاب الداخلي الذي يعيشه الامريكيون ويحميه النظام والقانون أعده جيل ديلافون كبير المحققين الصحفيين في صحيفة الاحد الفرنسية (جرنال دو ديمانش)المقدمة
فلو وجد قليل من هذا العنف في إي بلد آخر لكانت أصداؤه ملأت الدنيا وشغلت الناس ولربما كانت " جيوش الأمم المتحدة " قد دخلت العاصمة "للمحافظة على الأمن والسلام العالميين". ولكنه في أميركا بالذات لا يثير غير قلق وهلع فئة واسعة من الأميركيين والأوروبيين أخرها كتاب أدوارد بهر كبير المحققين في مجلة نيوزويك بعنوان "أميركا تثير الهلع، هل أصبحت الحرية أداة استبداد جديدة؟". والأدهى أن زعماء ذلك البلد يفرضون على العالم تنفيذ قرارهم بتجويع شعوب آمنة ومحاصرتها بحجة محاربة العنف والإرهاب.
إن سخرية هذه المفارقات التاريخية لا تغير من واقع الأمر كبير شيء. فالعنف في أميركا مستفحل في جذور المجتمع وفى كل آليات حركته على الرغم من المعاندة بحرف الأنظار عنه وتحويره بإصبع الإشارة إلى أماكن أخرى. والحقيقة أن مبدأ العنف في أميركا ليس مستجداً بل كان ركيزة نشأة هذا البلد سواء من خلال إبادة الشعوب الأصلية في القارة الأميركية أو من خلال الصراعات بين شعوب البيض الغزاة إذ أن الغازي الأبيض أصبح مواطناً أميركياً بمقدار ما كان يوسع أرضه ويقتل أصحابها الحقيقيين. وبهذا المعني فإن المواطنة الأميركية لم تتعد الاستيطان بمعناه القسري الاستعماري.
وعند هذ الحد ظل ذاك المستوطن فردانياً يشرع له القانون حرية السلب والقتل تحت بند "حرية الدفاع عن النفس" بمواجهة المجموع سواء كانوا سكاناً اصليين يدافعون عن حقوقهم، أو كانوا من العبيد او حتى من بعض البيض الأكثر شراهة. ولأول مرة شكل أولئك الفردانيين جماعة مجتمعية حين اتحدت مصالح البيض في رفض مطالبة بريطانيا اقتطاع جزء من النهب كضريبة للدولة الاستعمارية.
غير أن هذه اللحظة المجتمعية لم تغير في طبيعة الفردانية العنيفة بل زادت في زهوها وغلبتها على الانتماءات الأخرى (القومية الأصلية في أوروبا، العادات ...). بهذا المعنى يصف الفرنسي "هيكتار سان جان وكريف كور" وهو أحد المستوطنين البيض قبل توكفيل في سنة 1759، يصف طبيعة اختلاط الأعلاق الأوروبية في كتابه (رسائل مزاراع أميركي) مفاده أن هذا الاختلاط بين الأوروبيين يقوم على انسلاخ كل فرد عن الجماعة وارتكازه على فردانيته التوسعية وقدرته على حماية ذاته أو توسعه وحماية مصالحه مع امثاله من الأوروبيين بمواجهة الآخرين شرط المحافظة على فردانية كل فرد.
المحتويات
- الفصل الأول: القتل هو حقي
- الفصل الثاني: الحالة الرديئة
- الفصل الثالث: الصبية هم الذين يقتلون
- الفصل الرابع: الثمن الواجب دفعه
- الفصل الخامس: الأسلحة في كل مكان
- الفصل السادس: كل شيء مباح
- الفصل السابع: اعمال تدر ذهباً
- الفصل الثامن: " لوبي " الأسلحة
- الفصل التاسع: مهووسو المسدسات
- الفصل العاشر: تسويات الحسابات فب الكابيتول
- الفصل الحادي عشر: تمرد الضحايا
- الفصل الثاني عشر: أسطورة المحارب بالسلاح الأزلية
بيانات الكتاب
الاسم: العنف في أميركا-ديموقراطية مدججة بالسلاحالمؤلف: جيل ديلافون
ترجمة: نخلة فريفر
الناشر: الدار الجماهيرية
الطبعة: الاولي
تاريخ النشر: 1995
الحجم: 5 ميجا