يمثل هذا الكتاب حجر الزاوية في التأسيس لنظرة أصيلة وخالصة ومميزة لمجتمعنا وظرفنا التاريخي وموروثنا .. أنصح بقراءته جنبًا إلى جنب مع كتابي مالك بن نبي : مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي , المسلم في الإقتصاد .
مقتطفات من الكتاب
وتستمر دار الأمير ...
إذا كانت مسؤولية المثقف تجاه أمته وتحديات لحظتها التاريخية هي الهم والرسالة حملها على شريعتي , فإن نشر فكر الوعي الحضاري بدور مسؤولية , إذ كيف يصل هذا الفكر للناس دون ناشر مسؤول ؛ يعطيه العناية ويكفل أن يظل هذا الزاد الثقافي حاضرا في الوعي ؛ متاحا للأجيال لتنهل منه في صياغتها لرؤى التجديد والنهضة وتستثمره في حركة التغيير وصناعة المستقبل .
وقد وعت دار الأمير هذه المسؤولية منذ تأسيسها عام 1991م , وحملتها بأمانة , وتحملت تبعاتها المادية والمعنوية في مواجهة حسابات السوق وفكر الجمود , ورغم الدمار الكلي الذي لحق بالدار في حرب تموز 2006م , والذي كان أول ضحاياها كتب علي شريعتي التي أحرقتها صورايخ الهمجية الصهيونية ؛ حين دكت مقر دار الأمير ي بيروت ومعرض الدار في بنت جبيل , فإن إدارة البقاء وعزيمة الانتصار بقيت متوهجة , وها هي دار الأمير تستأنف دورها ونضالها بعد أشهر معدودة من العدوان , وتقدم من جديد فكر شريعتي في إخراج متميز , وتنهض من بين الركام مستعيدة دورها المسؤول في نشر ثقافة العودة الى الذات , والنهضة , والمقاومة في مسيرة الفلاح التي شعارها : إلهي علمني كيف أحيا .. , أما كيف أموت , فإني سأعرفه .والحمد لله الذي نصر عبده .
محمد حسين بزي
لمحات من حياة الدكتور علي شريعتي
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)
" قرآن كريم"
" في مغبة الفرار الى التاريخ , خوفا من انزواء الحال , التقيت أخي (عين القضاة) الذي خفت نوره في الثالثة والثلاثين من عمره مع بدء تفتحه , لارتكابه جريمة – الوعي والشعور وضراوة الفكر – إذ كانت الذات والشعور والتأملات , أيام الجهل المطبق , جنحة خاصة إذ كان موقعها وسط جمرة المستضعفين وزبائن سوق الباحثين عن ارتقاء الروح وعزة النفس وثبات القلب , أو وسط أرض الغدير , فعلى حد تعبير بوذا : " من وطأت قدمه ( جزر الغدير ) ارتكب جريمة لن تغتفر " .
علي شريعتي
من مقدمة كتاب (كوير)
أجل , كان الوعي والإحساس المرهف وجرأة الفكر وتعالي الروح وشجاعة القلب , من السمات الإنسانية النبيلة التي اشترك بها شريعتي مع ( عين القضاة ) . ولما كان قد استلهم أفكاره الراسخة فأنه سيلقى بلا شك المصير نفسه , الذي يرسم لمن ينهج هذا النهج , ليواجه في عنفوان شبابه الموت الزؤام والمباغت ..
ولا داع للعجب , لأن من يتمتع بمثل هذه الرؤية يمكنه أن يتنبأ بكل شيء , ولا يخشى أن يبوح ما في مكنونات قلبه .ولكنه كان يعلم بأنه يعيش في المجتمع القائم على الظلم والتحقير , في عصر الجهل ووادي الأغفال – ومن الأفضل أن نقول في عصر يغض النظر فيه عن الحقيقة – ولا يمكن للوعي والإحساس العميق أن يرافق جرأة التفكير وبسالة القلب , بل على العكس فإن مقاييس بروز المفكرين أضحت تنحصر بالمال والجاه والآمال العسجدية لتوالي المناصب , وعلى هذه الشاكلة صار المفكر بحد ذاته أداة علة الظلم والتحقير الذي لحق بالوعي .
إنه كان يسخر ممن عدوا أنفسهم في عداد المفكرين الذين لم يتجرؤوا أن يشتركوا حتى في الفساد , وظلوا في حيرة من أمرهم يحترزون أن يعملوا شيئا خشية ألا يروا وجه الهزيمة .
كان ينظر الى مسألة (اختيار الطريق) بأنها ليست الخطوة الأولى فحسب , بل معنى الحياة برمته , معتبرا التريث والشك والتردد على أنهما من نتائج العبودية الفكرية , وهو ما يسميه ب(المفكرين المتشبهين والمقلدين) . وفي مجمل حياته القصيرة والزاخرة بالتجارب المثمرة , ناضل بكل ما امتلك من حول وقوة , ضد أمثال أولئك الأعداء المعروفين , ومن لحق بركاب
بيانات الكتاب
الاسم : مسؤولية المثقف
تأليف : على شريعتى
الترجمة : ابرهيم دسوقى
الناشر : دار الأمير للثقافة والعلوم
عدد الصفحات : 199 صفحة
الحجم : 9 ميجا بايت
تحميل كتاب مسؤولية المثقف
مقتطفات من الكتاب
وتستمر دار الأمير ...
وقد وعت دار الأمير هذه المسؤولية منذ تأسيسها عام 1991م , وحملتها بأمانة , وتحملت تبعاتها المادية والمعنوية في مواجهة حسابات السوق وفكر الجمود , ورغم الدمار الكلي الذي لحق بالدار في حرب تموز 2006م , والذي كان أول ضحاياها كتب علي شريعتي التي أحرقتها صورايخ الهمجية الصهيونية ؛ حين دكت مقر دار الأمير ي بيروت ومعرض الدار في بنت جبيل , فإن إدارة البقاء وعزيمة الانتصار بقيت متوهجة , وها هي دار الأمير تستأنف دورها ونضالها بعد أشهر معدودة من العدوان , وتقدم من جديد فكر شريعتي في إخراج متميز , وتنهض من بين الركام مستعيدة دورها المسؤول في نشر ثقافة العودة الى الذات , والنهضة , والمقاومة في مسيرة الفلاح التي شعارها : إلهي علمني كيف أحيا .. , أما كيف أموت , فإني سأعرفه .والحمد لله الذي نصر عبده .
محمد حسين بزي
لمحات من حياة الدكتور علي شريعتي
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)
" قرآن كريم"
" في مغبة الفرار الى التاريخ , خوفا من انزواء الحال , التقيت أخي (عين القضاة) الذي خفت نوره في الثالثة والثلاثين من عمره مع بدء تفتحه , لارتكابه جريمة – الوعي والشعور وضراوة الفكر – إذ كانت الذات والشعور والتأملات , أيام الجهل المطبق , جنحة خاصة إذ كان موقعها وسط جمرة المستضعفين وزبائن سوق الباحثين عن ارتقاء الروح وعزة النفس وثبات القلب , أو وسط أرض الغدير , فعلى حد تعبير بوذا : " من وطأت قدمه ( جزر الغدير ) ارتكب جريمة لن تغتفر " .
علي شريعتي
من مقدمة كتاب (كوير)
أجل , كان الوعي والإحساس المرهف وجرأة الفكر وتعالي الروح وشجاعة القلب , من السمات الإنسانية النبيلة التي اشترك بها شريعتي مع ( عين القضاة ) . ولما كان قد استلهم أفكاره الراسخة فأنه سيلقى بلا شك المصير نفسه , الذي يرسم لمن ينهج هذا النهج , ليواجه في عنفوان شبابه الموت الزؤام والمباغت ..
إنه كان يسخر ممن عدوا أنفسهم في عداد المفكرين الذين لم يتجرؤوا أن يشتركوا حتى في الفساد , وظلوا في حيرة من أمرهم يحترزون أن يعملوا شيئا خشية ألا يروا وجه الهزيمة .
كان ينظر الى مسألة (اختيار الطريق) بأنها ليست الخطوة الأولى فحسب , بل معنى الحياة برمته , معتبرا التريث والشك والتردد على أنهما من نتائج العبودية الفكرية , وهو ما يسميه ب(المفكرين المتشبهين والمقلدين) . وفي مجمل حياته القصيرة والزاخرة بالتجارب المثمرة , ناضل بكل ما امتلك من حول وقوة , ضد أمثال أولئك الأعداء المعروفين , ومن لحق بركاب
بيانات الكتاب
الاسم : مسؤولية المثقف
تأليف : على شريعتى
الترجمة : ابرهيم دسوقى
الناشر : دار الأمير للثقافة والعلوم
عدد الصفحات : 199 صفحة
الحجم : 9 ميجا بايت
تحميل كتاب مسؤولية المثقف