يُعد كتاب "قلب الإخوان" لـ ثروت الخرباوى من أكثر الكتب التى أثارت جدل كبير فى عصرنا
فى بداية الكتاب يحكى ثروت الخرباوى كيف تعرف على الإخوان و كيف كان يبحث عنهم ليصبح منهم و تحدث عن أسماء كالشيخ كشك رحمه الله و الشيخ القرضاوى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح , الذى أصبح فى هذا الوقت نجماً أخوانياً بعد حواره الجرىء مع رئيس الدولة محمد أنور السادات و ثباته فى هذا الموقف الذى تذل فيه أعناق الرجال و يسرد مراحل ألتحاقه بالجماعة و بعض الصدمات و المقولات التى كانت تثير الهواجس و القلق فى نفسه مثل مقوله الهضيبى له عام 1992 م ” أن الإخوان يتعبدون لله بأعمال التنظيم الخاص قبل الثورة ” , و مقولة آخرى لأحد الإخوة و هى ” ينبغى أن يكون الأخ بين يدى مرشده أو نقيبه أو مسئوله , كالميت بين يدى من يغسله يقلبه كيف يشاء “
مقتطفات من الكتاب
كان هذا الكتاب مفاجأة بالنسبة لنا فحين قرأناه أدركنا أننا أمام ثروة من الأسرار الاخوانية المذهلة ومن ينقلها لنا غير ثروت ؟
حيث أورد الكاتب حقائق ووقائع من " قلب الاخوان " حقائق غائبة عن جماعة الاخوان غابت عنها فغابت عنا ولم يعرفها الرأي العام ووقائع رهيبة تدور حوادثها داخل هذه الجماعة التي تحولت من جماعة دعوية الى جماعة سياسية ثم انتهت الى معبد كهنوتي فكان رجال المعبد القطبي نسبة الى سيد قطب كما يقول الكاتب هم السبب الفاعل في " قلب الاخوان " الى وجهة أخرى لم تكن من أهداف مؤسس الجماعة حسن البنا .
أما المفاجأة الأخرى فكانت في الطريقة التي صاغ بها المؤلف كتابه فقد استطاع بحسه الأدبي الراقي أن يحول أحداثا قد تبدو جامدة الى حياة صاخبة مشوقة ممتعة حتى أن القارئ ليتفاعل معها ومعه في كل حدث مربه أو عليه سرد الكاتب تجربته مع الاخوان في صورة أدبية بديعة ومشوقة هي أقرب ما تكون الى السيرة الذاتية وحول تلك السنوات التي قضاها في جماعة الاخوان الى نص أدبي وسياسي واجتماعي في آن واحد جمع فيه بين الأدب المتمثل في لغته الراقية وصياغته المحكمة كما عرفنا من خلاله ما يدور داخل أروقة أخطر جماعة سياسية مرت على مصر في الحقب الأخيرة ومدى تأثير هذه الجماعة في أفرادها وفي عموم الناس تأثيرا اجتماعيا ودينيا وسياسيا .
والآن نترك القارئ مع الكتاب ليقرأه على مهل ويقرأ سطوره وما بين السطور ويستمتع بلغته الأدبية وأحداثه المشوقة ونحن على ثقة من أن أي متصفح لهذا الكتاب لن يتركه الا بعد أن يفرغ منه تماما ويتفرس وثائقه ولكن هذا الكتاب سيعيش طويلا في وجدان القارئ فصاحبه لم يكن يكتب بقدر ما كان ينزف من مشاعره .
فنقل لنا بقلبه وقلمه صورة كاملة من " قلب الاخوان " ومن ينقلها غيره فقد كان يوما ما في " قلب الاخوان " .
في البدء كانت كلمة
عندما ننظر الى القمر في ليلة اكتماله فان نوره سيستلب عيوننا ويخطف أفئدتنا الا أننا لن ندرك تحت وطأة هذا النور أن القمر ما هو الا جسم معتم شديد الظلام والوحشة كثير الصخور والحفر .
لكل شيء بداية ولكل شيء نهاية الحضارات والأمم والجماعات تبدأ ثم تفنى والكائنات تولد ثم تموت هذه حقيقة كونية وليس من شيء يسير تحت الشمس الا وله دفقات قوة وعنفوان وله خفقات ضعف ومرض هذه سنة الحياة والانسان الفرد الذي يدب على الأرض يحمل في مزوده الفجور ويكنز في وعائه التقوى هذا هو تقدير الله أما الأمم أو الجماعات فانها ليست أوعية فارغة اذ فيها بشر تستمد فتوتها وخيريتها منهم فان أحسنوا أحسنت وان شمخوا شمخت أما اذا أساؤا أساءت واذا تدنوا تدنت وعاشت بين الحفر سيان كانت تلك الأمة أو الجماعة مسلمة أو غير ذلك هذه سنة الله في كونه قدرها تقديرا .
أما البداية فكانت كلمة والكلمة ميراث أبينا أدم لنا ألم يتعلم الأسماء كلها من الله سبحانه وتعالى ومنه عرفنا وظائف الأشياء وتوارثناها في كل الحضارات سماء سحبت الشمس الماء من البحر فكانت من السحب وكانت سحابة واحتوت السحابة على ماء وهطل الماء علينا فكانت سماء .
بيانات الكتاب
تأليف : ثروت الخرباوى
الناشر : دار الهلال
عدد الصفحات : 133 صفحة
الحجم : 10 ميجا بايت
تحميل كتاب قلب الإخوان