إننا حين نتحدث عن الإسلام والإعلام في الغرب فإننا نعالج هذه القضية من زاويتين اثنتين مختلفتين
الزاوية الأولى : نتناول من خلالها الإسلام باعتباره نسقاً من المبادئ والأفكار والمعتقدات ، تمثل رؤية دينية للكون والوجود
الزاوية الثانية : نتناول من خلالها التطبيق العملي لتلك الرؤية الإسلامية المتكاملة ، ونقصد ممارسة الشعائر الدينية الواجبة على الإنسان المسلم .
يستطيع الدارس للانتاج الفكري الغربي ان يخلص إلى ان جزءا كبيرا منه متصل بالاسلام في ابعاده الفكرية و التاريخية و الفنية و الحضارية و ذلك ان مفكري الغرب رأوا في هذا الدين خصائص وصفات استدعت منهم تقليب النظر و اجالة الفكر بل دفعت بالعديد منهم إلى مخالطة اهله و شعوبه و مجتمعاته بغية الظفر بصورته النظرية و العلمية .
و البحث في صورة الاسلام في الاعلام بالغرب بحث يتجدد في كل مرحلة بل مع كل نازلة لكن الثابت ان التطورات تلاحقت في اتجاه توسيع دائرة الاهتمام بالاسلام و المسلمين .
و بالنظر إلى تعدد وسائل الاعلام الغربي و تطورها فإن الدائرة تصير اوسع و هذا يعني ان جهود الاعلام الغربي في رسم صورة الاسلام و المسلمين تمثل مادة خصبة للبحث و التحليل و هي مناسبة للمسلمين قبل غيرهم للسعى إلى تفكيك هذه الصورة من خلال قراءتهم لذاتهم و قراءة غيرهم لهم لأن من شأن ذلك ان يكشف السلبيات مقدمة للعمل على تجاوزها .
الا ان الدراسة العلمية تقتضي ان يبحث في الاصول الفكرية و التاريخية و النفسية الثاوية خلف تلك الصورة فهي ليست وليدة احداث عابرة و لكنها متجذرة في تاريخ الانسان الغربي و مختلطة بآثار من الماضي القائم في بعض جوانبه على الصراع و الاقصاء .
و تأتي اهمية كتاب (( الاسلام و الاعلام في الغرب )) للباحث د . عبد الكريم وفرة من كونه لا يغفل تلك الجذور و لكنه لا يقف عندها لأن من شأن الوقوف عندها ان يلون تحليله بلون المواجهة و الصراع بل جعل همه الاساس محصورا في كشف خصائص المنظور الثقافي الغربي لذاته و لغيره و في ابراز العلاقة الاحتوائية القائمة من جهة اصحاب القرار السياسي لوسائل الاعلام بشكل يخرجها عن حياديتها و علميتها المطلوبة أو المفترضة .
و ما ايراده لوقائع من هنا و هناك الا للتدليل على صحة تفسيره لأثر المنظور الثقافي في التعامل مع مختلف المواد الاعلامية و خاصة الاسلام و المسلمين .
و من ابرز ما وقف عنده الباحث ان نظرة الاعلام الغربي للاسلام و المسلمين تتأثر بالاستثناء و ليس القاعدة فالاصل ان يعمد بين يدي الرغبة في فهم الاسلام إلى نصوصه في القرآن فلا يرسم صورته الا بالتقاط ما عليه المسلمون من جهة و ما اسسه هو في لا وعيه عن مفهوم الدين و دوره في الحياة الغربية من جهة ثانية .
و معلوم ان المسلمين اليوم متأثرون بأوضاعهم و اعرافهم و احوالهم و لا يمكن ان يدان الاسلام بتصرفاتهم و سلوكاتهم و إن كان الامر محرجا لأن المسلمين مطالبون دينيا بأن يهتدوا بهدى تعاليم الاسلام و يجسدوها واقعا في حياتهم الخاصة و العامة .
ثم إن الاعلام الغربي يسحب رؤيته للدين بالمفهوم المسيحي على رؤيته للاسلام دون ان يدرك الفارق الكبير بين الامرين و خاصة فيما له صلة بموضوع الابعاد الاجتماعية و الحياتيه و الحضارية للاسلام التي تجعل واقع الملسمين متناغما مع رؤيتهم الاسلامية و عقيدتهم أو على الاقل تدعوهم و تحثهم على ان يكون واقعهم كذلك .
الاسم : من قضايا الاسلام و الاعلام في الغرب
المؤلف : د. عبد الكريم بوفرة
الناشر : آفاق
عدد الصفحات : 158
الحجم : 2 ميجا
تحميل كتاب من قضايا الاسلام و الاعلام في الغرب
رابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
الزاوية الأولى : نتناول من خلالها الإسلام باعتباره نسقاً من المبادئ والأفكار والمعتقدات ، تمثل رؤية دينية للكون والوجود
الزاوية الثانية : نتناول من خلالها التطبيق العملي لتلك الرؤية الإسلامية المتكاملة ، ونقصد ممارسة الشعائر الدينية الواجبة على الإنسان المسلم .
مقدمة
يستطيع الدارس للانتاج الفكري الغربي ان يخلص إلى ان جزءا كبيرا منه متصل بالاسلام في ابعاده الفكرية و التاريخية و الفنية و الحضارية و ذلك ان مفكري الغرب رأوا في هذا الدين خصائص وصفات استدعت منهم تقليب النظر و اجالة الفكر بل دفعت بالعديد منهم إلى مخالطة اهله و شعوبه و مجتمعاته بغية الظفر بصورته النظرية و العلمية .
و البحث في صورة الاسلام في الاعلام بالغرب بحث يتجدد في كل مرحلة بل مع كل نازلة لكن الثابت ان التطورات تلاحقت في اتجاه توسيع دائرة الاهتمام بالاسلام و المسلمين .
و بالنظر إلى تعدد وسائل الاعلام الغربي و تطورها فإن الدائرة تصير اوسع و هذا يعني ان جهود الاعلام الغربي في رسم صورة الاسلام و المسلمين تمثل مادة خصبة للبحث و التحليل و هي مناسبة للمسلمين قبل غيرهم للسعى إلى تفكيك هذه الصورة من خلال قراءتهم لذاتهم و قراءة غيرهم لهم لأن من شأن ذلك ان يكشف السلبيات مقدمة للعمل على تجاوزها .
الا ان الدراسة العلمية تقتضي ان يبحث في الاصول الفكرية و التاريخية و النفسية الثاوية خلف تلك الصورة فهي ليست وليدة احداث عابرة و لكنها متجذرة في تاريخ الانسان الغربي و مختلطة بآثار من الماضي القائم في بعض جوانبه على الصراع و الاقصاء .
و تأتي اهمية كتاب (( الاسلام و الاعلام في الغرب )) للباحث د . عبد الكريم وفرة من كونه لا يغفل تلك الجذور و لكنه لا يقف عندها لأن من شأن الوقوف عندها ان يلون تحليله بلون المواجهة و الصراع بل جعل همه الاساس محصورا في كشف خصائص المنظور الثقافي الغربي لذاته و لغيره و في ابراز العلاقة الاحتوائية القائمة من جهة اصحاب القرار السياسي لوسائل الاعلام بشكل يخرجها عن حياديتها و علميتها المطلوبة أو المفترضة .
و ما ايراده لوقائع من هنا و هناك الا للتدليل على صحة تفسيره لأثر المنظور الثقافي في التعامل مع مختلف المواد الاعلامية و خاصة الاسلام و المسلمين .
ثم إن الاعلام الغربي يسحب رؤيته للدين بالمفهوم المسيحي على رؤيته للاسلام دون ان يدرك الفارق الكبير بين الامرين و خاصة فيما له صلة بموضوع الابعاد الاجتماعية و الحياتيه و الحضارية للاسلام التي تجعل واقع الملسمين متناغما مع رؤيتهم الاسلامية و عقيدتهم أو على الاقل تدعوهم و تحثهم على ان يكون واقعهم كذلك .
بيانات الكتاب
الاسم : من قضايا الاسلام و الاعلام في الغرب
المؤلف : د. عبد الكريم بوفرة
الناشر : آفاق
عدد الصفحات : 158
الحجم : 2 ميجا
تحميل كتاب من قضايا الاسلام و الاعلام في الغرب
روابط تحميل كتاب من قضايا الاسلام و الاعلام في الغرب
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفالتواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة