في هذا الكتاب ينشغل الدكتور "فهد العرابي الحارثي" من المملكة العربية السعودية بكثير من القلق وبحسّ المثقف العضوي بمستقبل الجيل العربي الجديد والتحديات التي تواجهه. في كتابه "المعرفة قوة والحرية أيضاً" يناقش الكاتب مستقبل التنمية البشرية في البلدان العربية وذلك بتسليطه الضوء على مسألة التربية والتعليم والتي هي ركن هام في بناء الفرد والمجتمع في آن معاً. يقول "الحارثي" في مقدمة كتابه: "الجغرافيا السياسية والاجتماعية العربية محتشدة بالألغام، والمسالك الوعرة، والمنعطفات الخطرة: تنميات متعثرة، بطالات متنوعة، أميات علمية وثقافية مختلفة، أزمة فقر
مقتطفات من الكتاب
الجغرافيا السياسية والاجتماعية العربية محتشدة بالألغام والمسالك الوعرة والمنعطفات الخطرة : تنميات متعثرة بطالات متنوعة أميات علمية وثقافية مختلفة أزمة فقر أزمة حريات وحقوق انسان أزمة هويات ومواطنة تشرذمات عرقية وطائفية حروب وفتن داخلية تنذر بمزيد من الانحدار أوضاع اقليمية أمنية وسياسية هي في المجمل على حافة الهاوية ومكتنزة بالأوجاع والحقد والأطماع والضغائن وشهوات الدمار .
أما الانسان العربي فقد دفعته هذه الظروف مجتمعة وعلى الرغم منه الى حالات متقدمة جدا من " الاحباط " و " اللامبالاة " والاكتئاب الشديد فانعزل عن همومه الوطنية والقومية ورضي بالانهزام والانكسار والانطواء فلا هو بالكريم في داره ولا هو بذي فيمة تذكر في موازين " القوة " فوق الكوكب الذي يعج اليوم بالأقوياء والأذكياء والفصحاء من بناة الرفاه والمستقبل .
يدخل العرب اليوم القرن الجديد وهم أضعف مما كانوا عليه في القرن الماضي فالأمية الهجائية مازالت فائقة والأمية العلمية والثقافية لا قبل لأحد بمواجهتها وبؤر الفقر والعوز تزداد توسعا والحكومات والميليشيات والطوائف والعرقيات منشغلة بالحروب " ست جبهات مشتعلة الآن في العالم العربي ومثلها جاهزة للانفجار في أي لحظة " والعرب لم ينتبهوا حتى الآن الى الوقت الذي يفر من بين أيديهم وهم يواصلون غرقهم واندثارهم وخروجهم من حلبات السباق .
التنميات العربية تنميات ملفقة عرجاء عمياء انعزالية صممت للاستهلاك السريع وليس للابداع والرسوخ والثبات والشراكة الحقيقة في المنجز البشري على مستوى الكون .
وهي خلقت ثقافة مجتمعية مصابة بأنواع من العلل المستعصية أظهرها وأبرزها ثقافة البطالات المتنوعة التي اكتسبت شرعيتها كما يقول أحد الباحثين من نظام اقتصادي واجتماعي مختل يحتاج الى هيكلة جديدة تضع نصب عينها تنمية الانسان والارتقاء به وتفجير طاقاته وامكاناته فالرفاه الذي يدخل من باب ثقافة " الانتاج " وتنمية القيم المفضية اليه هو شيء آخر مختلف تماما عن الرفاه الذي يداهمنا من أبواب " الاستهلاك " والكسل أو من باب الفهم الخاطئ للمستقبل وشروطه وظروفه وتحدياته .
ولننظر الى حجم " الزيف " فيما يراه العرب من وهم التحضر الذي أحرزوه في تاريخهم الحديث فأي تحضر هذا ان لم يكونوا هم الذين صنعوه بأنفسهم أي : بقواهم البشرية وبسواعد شبابهم المكتنزة بالمعرفة ؟ أما اذا هم " يشترونه " بالسخي من أموالهم كما هو حاصل الآن فهذا ليس سوى مزيف .
ولا نظن أن العرب يجهلون حتى الآن مواطن الضعف في مشروعهم التنموي المترامي فهي من الوضوح والشموخ بدرجة لا يمكن لأي عين أن تخطئها وأبرزها أو أهمها القعود عن اللحاق بعلوم العصر وتقنياته فهم لا يضعون الخطط والبرامج من أجل اعداد الأجيال لخوض غمار هذا التحدي الذي يهون أمامه أي تحد آخر .
ان العرب على غزارة ثرواتهم تعاني أكثر مجتمعاتهم من أسوأ وأرذل أنواع الفقر لأنه فقر القادرين على الثراء فيما لو قدر لهم أن يبنوا تصورا أكثر صلابة للمستقبل ... المستقبل المبني على العلم والمعرفة فالناس الذين يعيشون تحت خط الفقر هم أولئك الذين تكون نشاطاتهم الاجتماعية والاقتصادية محدودة بفعل عدم التأهيل لمجالات الانتاج .
واضافة الى الفقر فان من الشمكلات المتصلة بوجود العرب أنهم على غزارة تراثهم الثقافي والابداعي عملوا دائما على تقزيم " الحرية " وشيطنتها وأبلستها وجعلوها ذات مخالب وأنياب سامة ومميتى فحكموا على عقولهم بالسكون والتشرذم والجمود والركود .
بيانات الكتاب
تأليف : د. فهد العرابي الحارثي
الترجمة :
الناشر :
عدد الصفحات : صفحة
الحجم : ميجا بايت