هذا الكتاب عبارة عن أطروحة دكتوراه مترجمة للباحث النرويجي توماس هيغهامر، الذي قضى أعواماً يطارد تفاصيل الحالة الجهادية بالسعودية، منذ نشأتها، وتكوّنها، وروافدها الفكرية، ثم تصاعد المواجهات، وانتقالها للسعودية.
الكتاب يدور حول موضوع في غاية الحساسية والتشعّب، ولا يمكن لعمل بحثي بسيط الإلمام بتفاصيله، إلا أن هذا الكتاب جمع أطرافه بشكل مُبهر، حيث حوى كل التفاصيل التي نعرفها والتي لا نعرفها عن كل ما فعله تنظيم القاعدة في جزيرة العرب منذ ما قبل 11 سبتمبر وحتى نهاية 2009م.
مقدمة
كانت امسية هادئة من يوم اثنين في الرياض عندما انفجرت سيارات مفخخة في مجتمعات سكنية . اودى الهجوم الانتحاري الثلاثي في 12 ايار / مايو 2003 بحياة خمسة و ثلاثين شخصا و آذن ببداية موجة عنف طال امدها في المملكة العربية السعودية . و في غضون السنين القليلة التالية حصدت الحملة التي شنها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ارواح نحو 300 شخص و وشهت اخرين كثر . و لم يسبق أن شهدت المملكة في تاريخها الحديث مثل هذا العنف الداخلي إن لجهة نطاقه أو مدته .
إن العنف العنف الذي شهدته الممكلة في عام 203 مثير للاهتمام لانه وضع نهاية للمفارقة التي ميزت الاسلام السياسي السعودي في ثمانينات القرن الماضي و تسعيناته و لا سيما التناقض الغريب بين العدد الكبير من السعوديين الضالعين في انشطة عسكرية خارج البلاد و بين الغياب شبه المطلق للعنف الاسلامي داخلها . فلو استثنينا عدد قليلا من الحوادث المعزولة نجت المملكة إلى حد بعيد من الاضطرابات التي ارقت مصر و الجزائر في العقود السابقة . لماذا اذا انطلقت حملة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في عام 2003 و ليس قبل ذلك ؟
يجادل هذا الكتاب بأن السبب هو اختلاف الحركة الجهادية في المملكة العربية السعودية عن نظيراتها في الجمهوريات العربية كونها مدفوعة اساسا بدعوة متشددة إلى الوحدة الاسلامية لا بأيديولوجيا اجتماعية ثورية . يرجع الطابع الخارجي التوجه للتيار الاسلامي السعودي إلى القلة النسبية للمظالم الاجتماعية و االقتصادية و لتطور ثقافة سياسية معينة اضحت فيها نصرة المسلمين المضطهدين في الخارج مصدرا رئيسيا للشرعية السياسية و المكانة الاجتماعية . كانت اعمال العنف التي شهدتها الممكلة في عام 2003 شذوذا تاريخيا من تدبير الحركة الجهادية السعودية جنح إلى التشدد في معسكرات التدريب الافغانية . لكن على النقيض من حركات التمرد المصرية و الجزائرية التي استمرت سنين فقدت حملة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب زخمها و لم يكد يمضي على انطلاقها ثمانية عشر شهرا لان المسلحين شكلوا مكونا غريبا في المشهد الاسلامي و لم يحظوا بدعم شعبي يذكر .
تحتل المملكة العربية السعودية مكانا محوريا في التاريخ المعاصر للتيار الاسلامي الجهادي . روجت المملكة منذ طفرة النفط في سبعينيات القرن الماضي لتفسيرها الوهابي المحافظ للاسلام في العالم . و اضحت منذ ثمانينات القرن الماضي منبعا اساسيا للمقاتلين و موردا ماليا للفدائيين المسلمين في افغانستان و البوسنة و الشيشان و غيرها من المناطق . و في الامس القريب تضررت سمعة البلاد كونها وطن اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة فضلا عن خمسة عشر من تسعة عشر رجلا نفذوا هجمات 11 ايلول / سبتمبر . و امست المملكة في نظر كثيرين في الغرب مرادفا لصعود التطرف الاسلامي و مسؤولة عنه جزئيا في اواخر القرن العشرين و مستعل القرن الحادي و العشرين .
الاسم : الجهاد فى السعودية
تأليف : توماس هغيهامر
الترجمة : أمين الأيوبي
الناشر : الشبكة العربية للأبحاث والنشر
عدد الصفحات : 402 صفحة
الحجم : 7 ميجا بايت
الكتاب يدور حول موضوع في غاية الحساسية والتشعّب، ولا يمكن لعمل بحثي بسيط الإلمام بتفاصيله، إلا أن هذا الكتاب جمع أطرافه بشكل مُبهر، حيث حوى كل التفاصيل التي نعرفها والتي لا نعرفها عن كل ما فعله تنظيم القاعدة في جزيرة العرب منذ ما قبل 11 سبتمبر وحتى نهاية 2009م.
مقتطفات من الكتاب
كانت امسية هادئة من يوم اثنين في الرياض عندما انفجرت سيارات مفخخة في مجتمعات سكنية . اودى الهجوم الانتحاري الثلاثي في 12 ايار / مايو 2003 بحياة خمسة و ثلاثين شخصا و آذن ببداية موجة عنف طال امدها في المملكة العربية السعودية . و في غضون السنين القليلة التالية حصدت الحملة التي شنها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ارواح نحو 300 شخص و وشهت اخرين كثر . و لم يسبق أن شهدت المملكة في تاريخها الحديث مثل هذا العنف الداخلي إن لجهة نطاقه أو مدته .
إن العنف العنف الذي شهدته الممكلة في عام 203 مثير للاهتمام لانه وضع نهاية للمفارقة التي ميزت الاسلام السياسي السعودي في ثمانينات القرن الماضي و تسعيناته و لا سيما التناقض الغريب بين العدد الكبير من السعوديين الضالعين في انشطة عسكرية خارج البلاد و بين الغياب شبه المطلق للعنف الاسلامي داخلها . فلو استثنينا عدد قليلا من الحوادث المعزولة نجت المملكة إلى حد بعيد من الاضطرابات التي ارقت مصر و الجزائر في العقود السابقة . لماذا اذا انطلقت حملة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في عام 2003 و ليس قبل ذلك ؟
يجادل هذا الكتاب بأن السبب هو اختلاف الحركة الجهادية في المملكة العربية السعودية عن نظيراتها في الجمهوريات العربية كونها مدفوعة اساسا بدعوة متشددة إلى الوحدة الاسلامية لا بأيديولوجيا اجتماعية ثورية . يرجع الطابع الخارجي التوجه للتيار الاسلامي السعودي إلى القلة النسبية للمظالم الاجتماعية و االقتصادية و لتطور ثقافة سياسية معينة اضحت فيها نصرة المسلمين المضطهدين في الخارج مصدرا رئيسيا للشرعية السياسية و المكانة الاجتماعية . كانت اعمال العنف التي شهدتها الممكلة في عام 2003 شذوذا تاريخيا من تدبير الحركة الجهادية السعودية جنح إلى التشدد في معسكرات التدريب الافغانية . لكن على النقيض من حركات التمرد المصرية و الجزائرية التي استمرت سنين فقدت حملة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب زخمها و لم يكد يمضي على انطلاقها ثمانية عشر شهرا لان المسلحين شكلوا مكونا غريبا في المشهد الاسلامي و لم يحظوا بدعم شعبي يذكر .
تحتل المملكة العربية السعودية مكانا محوريا في التاريخ المعاصر للتيار الاسلامي الجهادي . روجت المملكة منذ طفرة النفط في سبعينيات القرن الماضي لتفسيرها الوهابي المحافظ للاسلام في العالم . و اضحت منذ ثمانينات القرن الماضي منبعا اساسيا للمقاتلين و موردا ماليا للفدائيين المسلمين في افغانستان و البوسنة و الشيشان و غيرها من المناطق . و في الامس القريب تضررت سمعة البلاد كونها وطن اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة فضلا عن خمسة عشر من تسعة عشر رجلا نفذوا هجمات 11 ايلول / سبتمبر . و امست المملكة في نظر كثيرين في الغرب مرادفا لصعود التطرف الاسلامي و مسؤولة عنه جزئيا في اواخر القرن العشرين و مستعل القرن الحادي و العشرين .
بيانات الكتاب
الاسم : الجهاد فى السعودية
تأليف : توماس هغيهامر
الترجمة : أمين الأيوبي
الناشر : الشبكة العربية للأبحاث والنشر
عدد الصفحات : 402 صفحة
الحجم : 7 ميجا بايت