يتناول أول فصول الكتاب خلفيات القضية الفلسطينية حتى سنة 1918، مستعرضاً أبرز محطات فلسطين عبر التاريخ. وهو يشير إلى أن الكنعانيين بقدومهم من جزيرة العرب (نحو 2500 ق.م) أصبحوا السكان الأساسيين للبلاد، وفي المقابل فإن حكم مملكة بني إسرائيل لم يَطُل في أرض فلسطين أكثر من أربعة قرون، وكان في غالب الوقت ضعيفاً ومفككاً ولم يشمل كامل أرضها، في حين ظلّ أبناء فلسطين من الكنعانيين وغيرهم في أرضهم ولم يهجروها.
ويضيف أن أكثر من 80% من يهود العصر الحالي لا يمتّون إلى بني إسرائيل الذين سكنوا فلسطين بأية صلة، بل هم من يهود "الخزر" الذين ترجع أصولهم إلى قبائل تترية تركية قديمة استوطنت منطقة شمال القوقاز وتهوّدت في القرن الثامن الميلادي، ثم انتشروا في روسيا وشرق أوروبا، وهؤلاء هم من يُعرفون الآن باليهود الأشكناز.
وحول خلفيات ظهور المشروع الصهيوني في التاريخ الحديث، يتحدث الفصل عن دور ظهور الحركة البروتستانتية وما رافقها من ظهور "الصهيونية غير اليهودية"، ونشوء الدولة الأوروبية الحديثة وانتشار الفكرة القومية وما رافقها من تراجع دور الكنيسة وإنشاء أنظمة علمانية في أوروبا الغربية، سهلت لليهود زيادة نفوذهم في دوائر السياسة والاقتصاد والإعلام بعد تمتعهم بكافة حقوق المواطنة. كما يتحدث عن نشوء "المشكلة اليهودية" إثر الاضطهاد الذي تعرضوا له في روسيا على يد الحكومة القيصرية، إلى جانب ضعف الدولة العثمانية، وتوافق ذلك كله مع فكرة "الدولة الحاجزة" التي تحقق المصالح الاستعمارية للغرب.
ويتناول التطور السياسي للقضية الفلسطينية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، مشيراً إلى إنشاء المنظمة الصهيونية العالمية وانعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في بال بسويسرا عام 1897، وإلى التطورات التي أثرت على مستقبل فلسطين في أثناء تلك الحرب، بما في ذلك الثورة العربية الكبرى، واتفاقية سايكس بيكو، ووعد بلفور.