يوضح هذا الكتاب اعلاقات الدولية والسياسية بين مصر وأمريكا في حقبة تاريخة مهمة وهى منذ عبد الناصر إلى سقوط مبارك
مقتطفات من الكتاب
مقدمة" كلينتون بميدان التحرير بالقاهرة تشجع الثورة بعد أن كانت قد استنكرتها "
عنوان مقال استيفن لي مايررز - النيويورك تايمز 16 مارس 2011
كانت هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أمريكا أول مسؤول عالمي المستوى بادارة أوباما يذهب الى القاهرة بعد اندلاع الثورة الشعبية التي أطاحت بحسني مبارك أكثر حلفاء الولايات المتحدة الموثوقين في الشرق الأوسط لعقود عديدة .
صاحت مبتهجة أثناء " تمشيتها " بالميدان " انها لتجربة استثنائية بالنسبة للعالم " بيد أن النيويورك تايمز عنونت مقال " تمشيتها " بما يضمر أكثر من مجرد محاولة اللحاق بسلسلة متلاحقة من الأحداث كانت قد تركت الولايات المتحدة غير متأكدة من موقعها بعد اختفاء عامود سياستها في الشرق الأوسط .
عكس التردد الذي أظهرته ادارة أوباما لدى بدء الاحتجاجات في 25 يناير 2011 شعورها بعدم اليقين والخوف من المستقبل كانت الوزيرة كلينتون قد صرحت قائلة في اليوم الأول للثورة " تقديرنا هو أن الحكومة المصرية مستقرة وأنها تسعى الى سبل تستجيب بها لاحتياجات الشعب المصري ومطالبه المشروعة "
الحل السلمي ورفض أن يدعو مبارك طاغية , تلى ذلك وعلى مدى الأسابيع التالية مهاتفات من جانب روبرت جيتس وزير الدفاع والأميرال مايك مولن رئيس الاركان العامة لنظيريهما بالقاهرة في محاولة لمعرفة رأي القوات المسلحة المصرية في المحتجين ثم وعندما أصبح من الواضح رفض مبارك التخلي عن منصبه حاولت الولايات المتحدة منع الجيش من الانضمام الى أي من الجانبين والالتزام بموقف حيادي .
وفيما انصب اهتمام البنتاجون الأساسي على عدم فقدان الصلة مع الجيش المصري الذي استثمر فيه 50 مليار دولار منذ أن أمسك مبارك بالسلطة , أظهرت حليفتا الولايات المتحدة اسرائيل والسعودية بالغ قلقهما وغضبهما وذلك لأن الولايات المتحدة " تخلت " عن الديكتاتور الذي تقدم به العمر والذي ظل متحكما في الحياة السياسية المصرية مع دعم الجيش الكامل له .
ومن الناحية الأخرى فلم يكن الأمريكيون قد اهتموا كثيرا بالتدقيق في السياسات التي اتبعها بلدهم أثناء زمن مبارك ناهيك عن الخلفية التي طورت بها واشنطون مثل تلك العلاقات الوثيقة معه بعد سلسلة من الخطوات الخاطئة التي اتخذتها منذ ثورة 1952 .
والآن وبأكثر من أي وقت مضى ومع استلهام المحتجين تلك الروح الثورية في بلد بعد الآخر يقتضي النقاش حول السياسات المستقبلية الالمام بالماضي وهذا الكتاب يفتح الباب على الماضي .
في البداية كان جمال عبد الناصر الذي أجبر اصراره على قيادة العالم العربي بعيدا عن الاعتماد عن الولايات المتحدة والغرب أثناء الحرب الباردة أجبر ادارة أيزنهاور البائسة على اتخاذ قرار صعب بمعارضة حلفائها الأوربيين أثناء أزمة السويس .
ثم كانت مبادرات السادات الجسورة والمتهورة بدءا بحرب أكتوبر عام 1973 والتي فاجأت نيكسون وكسينجر وجيمي كارتر وأخيرا وبعد اغتيال السادات ظهر مبارك الذي توافق طموحه الهائل في الحكم مع رغبة واشنطون جعل مصر ما ظلت دائما تريده لها : حليفا تابعا ومواليا لها يتصدى للمشاعر والتوجهات القومية الراديكالية في العالم العربي ويثبطها .
بيانات الكتاب
تأليف : لويس سى . جاردن
الترجمة : فاطمة نصر
الناشر : دار سطور الجديدة
عدد الصفحات : صفحة
الحجم : ميجا بايت