كتاب يتحدث عن ابادة الهنود الحمر والتبرير الالهي لها واستعارة الامريكان الاوائل
لفكرة اسرائيل والشعب المختار وحق التضحية بالاخر, وحق الحرب,,, كلها امور تطبق في الوقت الحالي على العرب
" هذا ربهم " !
" يزعمون أن الله هو الذي أرسلهم لفتح هذه البلاد الآمنة المطمئنة وأنه هو الذي وهبهم حق تدميرها ونهب خيراتها . انهم لا يختلفون عن أولئك يقتلون ويسرقون ثم يقولون : " مبارك هو الرب لقد صرنا أغنياء " .
برتولومي دي لاسكازاس
لم يكد بريق الذهب يخطف عيني كريستوفر كولومبوس في معابد " الهنود " وبيوتهم وزينة نسائهم حتى باح في يومياته " 26 كانون الأول – ديسمبر 1492 " عن رغبته في أن ينكب الاسبان ثلاث سنوات كاملة على حصاد ذهب العالم الجديد ليعد به عرش اسبانيا ما يستطيع من قوة وعتاد لازمين لتحرير " أورشليم " ثم انه كتب الى الملكة ايزابيلا والى البابا يحضهما على انفاق غنائم أميركا وثرواتها في سبيل تحرير " أورشليم " .
وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة كتب " وصية " أمر بها ابنه أو من يرثه من بعده بأن يتولى هذه المهمة اذا ما تخلى عنها عرش اسبانيا خلال السنوات التي انقضت بين رحلة كولومبوس الأولى الى العالم الجديد " 1492 " وبين موته في العشرين من أيار – مايو 1506
كما روى شاهد الرحمة الانسانية المطران بوتولومي دي لاسكازاس في كتابه " غشي الاسبان هذه الخراف الوديعة غشيان الذئاب والنمور والأسود الجائعة فقطعوا أوصالها وقتلوها وروعوها وفتكوا بها وعذبوها وأبادوها من أجل الذهب ... كل يوم فظاعة جديدة غريبة مختلفة لم نسمع بها ولم نقرأ عن مثلها من قبل مما أحال هذه البلاد الى قفار بعد أن كانت تصخب بالحياة وتعج بالبشر الذين كانوا فيها مثل خلايا النحل حتى ليظن المرء بأن الله أسكن فيها كل خلقه .
لقد قتلوا كل هذه الأنفس البهية وفتكوا بها ليسرقوا ذهبها وينهبوا ثرواتها " .
غير أن الفاتحين الاسبان لم يكونوا في عير " أورشليم " ولا نفيرها ولم يكن يعنيهم من وصية كولومبس الا الذهب فبعد أن يروي لاسكازاس كيف سرق الغزاة من احدى ممالك كوبا " 4 مليون غرام من الذهب لم يرسلوا منه الى ملك قشتالة الا النزر القليل "
يقول : ان زعيما هنديا يدعى " هاتوي " سأل رعيته : هل تعلمون لماذا يريد الاسبان أن يقتلونا ؟ فأجابه بعض البسطاء : انهم يفعلون ذلك من أجل ربهم انهم يريدوننا أن نؤمن به ولهذا يقتلوننا وكان بين يدي الزعيم الهندي سلة صغيرة مملوءة بالذهب فابتسم وقال لهم : " هذا هو ربهم " ! هيا نرقص له ونرضيه فلعله اذا سمع دعاءنا يأمرهم بأن لا يذبحونا ثم رقص الناس حتى الانهاك وبعدها قال " هاتوي " : اسمعوني جيدا سوف أرمي بهذا الذهب في النهر لأنهم سوف يقتلوننا بسببه .
ولما علم الاسبان بقصته شنقوه وقتلوا من استطاعوا من رعيته .
أما الانكليز الذين اجتاحوا الشمال الأميركي فقد بزوا الاسبان في القتل والفتك لكنهم كانوا أكثر روحانية في عبادة عجل الذهب .
فمنذ وصول ما يسمى بالحجاج الانكليز الى العالم الجديد كانت " الرأسمالية المتوحشة " وتجارة العبيد ونهب أملاك الهنود أسمى تعاليم " اله التراب " الذي لقنوه ذرائعية جون ديوي وأنكلزوه ثم عينوه مسؤولا فخريا عن ادارة " مملكة الله " في وزارة المستعمرات البريطانية .
على مدى أكثر من أربعة قرون ظلت " فكرة أميركا " تخطف روح الدين وتطوعه لأهدافها الأمبراطورية الثلاثة التي استعارتها من " فكرة اسرائيل " التاريخية :
1 . اجتياح أرض الغير
2 . استبدال سكانها بسكان غرباء أو استعباد من يعصي منهم على الموت
3 . و استبدال ثقافتها وتاريخها بثقافة المحتلين الغرباء وتاريخهم .
ومنذ ما يعرف بالصحوة الكبرى " 1720 – 1740 " وهذه الروح الرأسمالية تعيد صياغة الظاهرة الدينية الأميركية لتناسب مجتمعات لا تعبد الا السوق ولا تتخلق الا بأخلاق العرض والطلب فالمضارب الأكبر في الوول ستريت هو الذي يحتل العرش الأعلى في البانثيون الأميركي .
يكفي أن يصبح اجتياح هذا البلد أو ذلك مفيدا لمصلحة أي أخطبوط صناعي أو تجاري حتى تبدأ عملية غسيل الدماغ على المستوى الشعبي بوضع ملابسات الأحداث في اطار " قيامي " وسرعان ما يحضر الله الى البيت الأبيض ليظل تلك المصلحة النفعية بظلال عرشه ويحفها بملائكته ورسله يتقدمهم أنبياء العبرانيين وأبطالهم .
تلك العصا السحرية لآدم سميث تعمل دائما على النفعية الخاصة الى خير عام مقدس يستأهل حربا نفعية مقدسة .
خلال الزحف باتجاه الغرب أباد الغزاة الانكليز أكثر من 400 أمة وشعب في هذه المنطقة التي يطلق عليها اليوم اسم الولايات المتحدة لكنهم نذروا كل ذلك لربهم الذي كان يكلمهم قبل كل مذبحة ويخوض بهم في دم أعدائهم ويضفي على " فكرة أميركا " وما تتضمنه من ابادات عرقية وثقافية بعدا أخلاقيا نبيلا مستعارا بكل تفاصيله من " فكرة اسرائيل " التاريخية .
كل بلاغة العنف الأميركية كانت وما تزال تستمد استعاراتها من أدبيات " فكرة اسرائيل " التاريخية وأساطيرها المقدسة وأنماط سلوك أبطالها .
بدءا من " العهد المقدس " الذي أبرمه الحجاج في سفينة ماي فلور مع يهوه في عرض المحيط الأطلسي وانتهاء بمكالمة الرئيس جورج بوش معه في البيت الأبيض قبل اعلان الحرب على العراق واعتقاده بأنه " موسى العصر " .
هذه الصيغة الانكليزية من " فكرة اسرائيل " لازمت تاريخ أميركا منذ موجة الاستعمار الأولى تبناها المحافظون واللاهوتيون بصيغتها المقدسة .
كما تبناها العلمانيون والليبراليون في صيغة ما يسمى اليوم بالدين المدني , ان تاريخ الدين المدني في الولايات المتحدة كما يروي المؤرخ مونراد شيري هو " تاريخ القناعة الراسخة بأن الأميركيين هم الاسرائيليون فعلا وشعب الله المختار حقا " وخطر هذه القناعة لا يكمن في تلبسها بمصالح شركات النفط ومصانع السلاح وداء الكلب الامبراطوري وحسب بل يمكن أيضا في استيعاب هذه القناعة لكل ميتافيزيقا الكراهية العبرانية لحضارات العالم العربي القديم وفي تجسدها في النزعة القيامية التي تنام وتصحو على سعار الانتقام من أعداء اسرائيل الأبديين الذين تترصد دماءهم منذ الأزل " معصرة غضب الرب " .
وهي قيامة لم تعد بحاجة الى الله بعد أن تولى أمرها الجنرالات .
الاسم : تلمود العم سام
تأليف : منير العكش
الناشر : رياض الريس للكتب والنشر
عدد الصفحات : 324 صفحة
الحجم : 5 ميجا بايت
لفكرة اسرائيل والشعب المختار وحق التضحية بالاخر, وحق الحرب,,, كلها امور تطبق في الوقت الحالي على العرب
مقتطفات من الكتاب
مقدمة" هذا ربهم " !
" يزعمون أن الله هو الذي أرسلهم لفتح هذه البلاد الآمنة المطمئنة وأنه هو الذي وهبهم حق تدميرها ونهب خيراتها . انهم لا يختلفون عن أولئك يقتلون ويسرقون ثم يقولون : " مبارك هو الرب لقد صرنا أغنياء " .
برتولومي دي لاسكازاس
لم يكد بريق الذهب يخطف عيني كريستوفر كولومبوس في معابد " الهنود " وبيوتهم وزينة نسائهم حتى باح في يومياته " 26 كانون الأول – ديسمبر 1492 " عن رغبته في أن ينكب الاسبان ثلاث سنوات كاملة على حصاد ذهب العالم الجديد ليعد به عرش اسبانيا ما يستطيع من قوة وعتاد لازمين لتحرير " أورشليم " ثم انه كتب الى الملكة ايزابيلا والى البابا يحضهما على انفاق غنائم أميركا وثرواتها في سبيل تحرير " أورشليم " .
وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة كتب " وصية " أمر بها ابنه أو من يرثه من بعده بأن يتولى هذه المهمة اذا ما تخلى عنها عرش اسبانيا خلال السنوات التي انقضت بين رحلة كولومبوس الأولى الى العالم الجديد " 1492 " وبين موته في العشرين من أيار – مايو 1506
لقد قتلوا كل هذه الأنفس البهية وفتكوا بها ليسرقوا ذهبها وينهبوا ثرواتها " .
غير أن الفاتحين الاسبان لم يكونوا في عير " أورشليم " ولا نفيرها ولم يكن يعنيهم من وصية كولومبس الا الذهب فبعد أن يروي لاسكازاس كيف سرق الغزاة من احدى ممالك كوبا " 4 مليون غرام من الذهب لم يرسلوا منه الى ملك قشتالة الا النزر القليل "
يقول : ان زعيما هنديا يدعى " هاتوي " سأل رعيته : هل تعلمون لماذا يريد الاسبان أن يقتلونا ؟ فأجابه بعض البسطاء : انهم يفعلون ذلك من أجل ربهم انهم يريدوننا أن نؤمن به ولهذا يقتلوننا وكان بين يدي الزعيم الهندي سلة صغيرة مملوءة بالذهب فابتسم وقال لهم : " هذا هو ربهم " ! هيا نرقص له ونرضيه فلعله اذا سمع دعاءنا يأمرهم بأن لا يذبحونا ثم رقص الناس حتى الانهاك وبعدها قال " هاتوي " : اسمعوني جيدا سوف أرمي بهذا الذهب في النهر لأنهم سوف يقتلوننا بسببه .
ولما علم الاسبان بقصته شنقوه وقتلوا من استطاعوا من رعيته .
أما الانكليز الذين اجتاحوا الشمال الأميركي فقد بزوا الاسبان في القتل والفتك لكنهم كانوا أكثر روحانية في عبادة عجل الذهب .
فمنذ وصول ما يسمى بالحجاج الانكليز الى العالم الجديد كانت " الرأسمالية المتوحشة " وتجارة العبيد ونهب أملاك الهنود أسمى تعاليم " اله التراب " الذي لقنوه ذرائعية جون ديوي وأنكلزوه ثم عينوه مسؤولا فخريا عن ادارة " مملكة الله " في وزارة المستعمرات البريطانية .
على مدى أكثر من أربعة قرون ظلت " فكرة أميركا " تخطف روح الدين وتطوعه لأهدافها الأمبراطورية الثلاثة التي استعارتها من " فكرة اسرائيل " التاريخية :
1 . اجتياح أرض الغير
2 . استبدال سكانها بسكان غرباء أو استعباد من يعصي منهم على الموت
3 . و استبدال ثقافتها وتاريخها بثقافة المحتلين الغرباء وتاريخهم .
ومنذ ما يعرف بالصحوة الكبرى " 1720 – 1740 " وهذه الروح الرأسمالية تعيد صياغة الظاهرة الدينية الأميركية لتناسب مجتمعات لا تعبد الا السوق ولا تتخلق الا بأخلاق العرض والطلب فالمضارب الأكبر في الوول ستريت هو الذي يحتل العرش الأعلى في البانثيون الأميركي .
يكفي أن يصبح اجتياح هذا البلد أو ذلك مفيدا لمصلحة أي أخطبوط صناعي أو تجاري حتى تبدأ عملية غسيل الدماغ على المستوى الشعبي بوضع ملابسات الأحداث في اطار " قيامي " وسرعان ما يحضر الله الى البيت الأبيض ليظل تلك المصلحة النفعية بظلال عرشه ويحفها بملائكته ورسله يتقدمهم أنبياء العبرانيين وأبطالهم .
تلك العصا السحرية لآدم سميث تعمل دائما على النفعية الخاصة الى خير عام مقدس يستأهل حربا نفعية مقدسة .
خلال الزحف باتجاه الغرب أباد الغزاة الانكليز أكثر من 400 أمة وشعب في هذه المنطقة التي يطلق عليها اليوم اسم الولايات المتحدة لكنهم نذروا كل ذلك لربهم الذي كان يكلمهم قبل كل مذبحة ويخوض بهم في دم أعدائهم ويضفي على " فكرة أميركا " وما تتضمنه من ابادات عرقية وثقافية بعدا أخلاقيا نبيلا مستعارا بكل تفاصيله من " فكرة اسرائيل " التاريخية .
كل بلاغة العنف الأميركية كانت وما تزال تستمد استعاراتها من أدبيات " فكرة اسرائيل " التاريخية وأساطيرها المقدسة وأنماط سلوك أبطالها .
بدءا من " العهد المقدس " الذي أبرمه الحجاج في سفينة ماي فلور مع يهوه في عرض المحيط الأطلسي وانتهاء بمكالمة الرئيس جورج بوش معه في البيت الأبيض قبل اعلان الحرب على العراق واعتقاده بأنه " موسى العصر " .
هذه الصيغة الانكليزية من " فكرة اسرائيل " لازمت تاريخ أميركا منذ موجة الاستعمار الأولى تبناها المحافظون واللاهوتيون بصيغتها المقدسة .
كما تبناها العلمانيون والليبراليون في صيغة ما يسمى اليوم بالدين المدني , ان تاريخ الدين المدني في الولايات المتحدة كما يروي المؤرخ مونراد شيري هو " تاريخ القناعة الراسخة بأن الأميركيين هم الاسرائيليون فعلا وشعب الله المختار حقا " وخطر هذه القناعة لا يكمن في تلبسها بمصالح شركات النفط ومصانع السلاح وداء الكلب الامبراطوري وحسب بل يمكن أيضا في استيعاب هذه القناعة لكل ميتافيزيقا الكراهية العبرانية لحضارات العالم العربي القديم وفي تجسدها في النزعة القيامية التي تنام وتصحو على سعار الانتقام من أعداء اسرائيل الأبديين الذين تترصد دماءهم منذ الأزل " معصرة غضب الرب " .
وهي قيامة لم تعد بحاجة الى الله بعد أن تولى أمرها الجنرالات .
بيانات الكتاب
تأليف : منير العكش
الناشر : رياض الريس للكتب والنشر
عدد الصفحات : 324 صفحة
الحجم : 5 ميجا بايت