يضم هذا المجلد ما كتبه خورخي لويس بورخس من شعر ونثر في الفترة من 1976 إلى 1969، ويعد إصداره إحتفالاً ببلوغ كاتبه السبعين من العمر،
فاذا كان " الحيوان قد مات أو شبه مات " في هذه السن كما يقول الكاتب فان الروح يبقى وتبقى الجذور وبين هذين الطرفين يوجد الظل " الظل الذي يشبه الخلود " .
في مقدمة الديوان يشير الكاتب الى العديد من هواجسه المطروحة في نظمه ونثره اضافة الى غرضي الشيخوخة والأخلاق البارزين على هذه الصفحات ولعل أحدهما أو كليهما يستوقفنا هنيهة , يقول بورخس " ان الانسان هو الكائن الوحيد الذي يلتفت الى هرمه وعجزه " ومادة " مديح الظل " هي الزمن الذي يبلى الجسد ويبلى الانسان , في بداية القصيدة التي تحمل عنوان الديوان هنالك محاولة لاعتبار الشيخوخة نشيدا للتجربة من حيث كونها عصارة للحياة تجمع بين الجسد والنفس ولكن ما ان يستحضر الشاعر صورا من ماضيه ينتقل الى حال أخرى يتخذ فيها موقف المراقب مترددا بين الذاكرة والخيال , ليست بكائية بل أنشودة للحزن نظرة حنين الى ما لا سيكون فالكاتب هنا يرى أنه في بداية كفاف البصر ونهاية الحياة لذا تستحيل نظرته التأملية استقصاء موضوعيا ومثابرا لمفردات الهوية الذاتية وللأشياء المحيطة به , الأشياء المتغيرة والمتضامنة والعديدة وهذا التأمل يلوح بطيئا ومستسلما لكن هناك بيتا قرب نهاية القصيدة – لا حروف بصفحات الكتب " يعرى مأساة جسد بلا حياة لكن فقد البصر لا ينبغي له أن يعني سوء العاقبة بل هو منحة من الزمن كي يقوى عالم الشاعر الداخلي , والذهني ففقدان البصر لا يعني أن يفقد نظرته التي تهمل ما هو خارجي كي تهيم بمراتع الفانتازيا .
ولكن لنعد الى عنوان الديوان " مديح الظل " الذي ألمحنا اليه في غير مرة لماذا " الظل " ؟ اتساقا مع ما سبق ذكره فان النفس تكتسي نورا فيما يبقى الجسد في الظل وهي مسألة بالغة الثراء تتداعى اليها الفكر نكتفي هنا بالملح منها .
من ذلك أن من ثوابت بورخس قوله انه بعد أن فقد بصره وعلى غير المتوقع تمنى أن يرى الظلمة أن ينعم بالظلام باللون الأسود لعله يهنأ بالراحة والسكون اذ لم يعد يرى سوى ظل شبحي يختلط فيه الوردي والأزرق بدرجاتهما على خلفية صفراء وفي هذا الظل يتذكر كل شيء بكل تفاصيله المؤرقة ولبورخس قصة شهيرة " ذاكرة فونس " هي في واقع الحال استعارة أوتوبيوغرافية , يقول الكاتب : " ما زلت قادرا على تبين بعض الألوان ... وهناك لون لم يخنى اللون الأصفر {…} حتى الآن مازال الأصفر يرافقني كتبت قصيدة عنوانها " ذهب النمور " أشير فيها الى هذه الصداقة وأود أن أنتقل الى حقيقة من المعتاد أن يجهلها الناس ... فهم يتخيلون الضرير حبيس عالم أسود .
هناك بيت لشكسبير يبرر ذلك " Looking on darkness , which the blind to do see “ لو فهم الظلام هنا بمعنى السواد فان بيت شكسبير هذا خطأ .
المؤلف: خورخي لويس بورخس
الناشر: دار سلسلة الشعر
عدد الصفحات: 176
الحجم: 2 ميغا بايت
تحميل كتاب ديوان مديح الظل
رابط تحميل ميديا فاير
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
يضم هذا المجلد ما كتبه خورخى لويس بورخس من شعر ونثر في الفترة من 1967م الى 1969 ويعد اصداره احتفالا ببلوغ كاتبه السبعين من العمر وقد لقى ترحابا من القراء والنقاد وهو بمثل بورخس في أوج نضجه ويعود فيه كاتبه الى موضوعاته الجوهرية .فاذا كان " الحيوان قد مات أو شبه مات " في هذه السن كما يقول الكاتب فان الروح يبقى وتبقى الجذور وبين هذين الطرفين يوجد الظل " الظل الذي يشبه الخلود " .
في مقدمة الديوان يشير الكاتب الى العديد من هواجسه المطروحة في نظمه ونثره اضافة الى غرضي الشيخوخة والأخلاق البارزين على هذه الصفحات ولعل أحدهما أو كليهما يستوقفنا هنيهة , يقول بورخس " ان الانسان هو الكائن الوحيد الذي يلتفت الى هرمه وعجزه " ومادة " مديح الظل " هي الزمن الذي يبلى الجسد ويبلى الانسان , في بداية القصيدة التي تحمل عنوان الديوان هنالك محاولة لاعتبار الشيخوخة نشيدا للتجربة من حيث كونها عصارة للحياة تجمع بين الجسد والنفس ولكن ما ان يستحضر الشاعر صورا من ماضيه ينتقل الى حال أخرى يتخذ فيها موقف المراقب مترددا بين الذاكرة والخيال , ليست بكائية بل أنشودة للحزن نظرة حنين الى ما لا سيكون فالكاتب هنا يرى أنه في بداية كفاف البصر ونهاية الحياة لذا تستحيل نظرته التأملية استقصاء موضوعيا ومثابرا لمفردات الهوية الذاتية وللأشياء المحيطة به , الأشياء المتغيرة والمتضامنة والعديدة وهذا التأمل يلوح بطيئا ومستسلما لكن هناك بيتا قرب نهاية القصيدة – لا حروف بصفحات الكتب " يعرى مأساة جسد بلا حياة لكن فقد البصر لا ينبغي له أن يعني سوء العاقبة بل هو منحة من الزمن كي يقوى عالم الشاعر الداخلي , والذهني ففقدان البصر لا يعني أن يفقد نظرته التي تهمل ما هو خارجي كي تهيم بمراتع الفانتازيا .
من ذلك أن من ثوابت بورخس قوله انه بعد أن فقد بصره وعلى غير المتوقع تمنى أن يرى الظلمة أن ينعم بالظلام باللون الأسود لعله يهنأ بالراحة والسكون اذ لم يعد يرى سوى ظل شبحي يختلط فيه الوردي والأزرق بدرجاتهما على خلفية صفراء وفي هذا الظل يتذكر كل شيء بكل تفاصيله المؤرقة ولبورخس قصة شهيرة " ذاكرة فونس " هي في واقع الحال استعارة أوتوبيوغرافية , يقول الكاتب : " ما زلت قادرا على تبين بعض الألوان ... وهناك لون لم يخنى اللون الأصفر {…} حتى الآن مازال الأصفر يرافقني كتبت قصيدة عنوانها " ذهب النمور " أشير فيها الى هذه الصداقة وأود أن أنتقل الى حقيقة من المعتاد أن يجهلها الناس ... فهم يتخيلون الضرير حبيس عالم أسود .
هناك بيت لشكسبير يبرر ذلك " Looking on darkness , which the blind to do see “ لو فهم الظلام هنا بمعنى السواد فان بيت شكسبير هذا خطأ .
بيانات الكتاب
الأسم: ديوان مديح الظلالمؤلف: خورخي لويس بورخس
الناشر: دار سلسلة الشعر
عدد الصفحات: 176
الحجم: 2 ميغا بايت
تحميل كتاب ديوان مديح الظل
روابط تحميل كتاب ديوان مديح الظل
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل ميديا فاير
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة