يتطور عقل الإنسان بحسب الكيفية التي استُخدِم ومازال يُستخدَم بها, لهذا يطرح السؤال الحتمي نفسه: كيف يجب علينا ان نتعامل مع عقولنا حتى نتمكن من استغلال جميع القدرات الكامنة فيها ؟
الأستاذ جيرالد هوتر, طبيب الأعصاب وأستاذ العلوم الطبيعية بجامعة جوتيجن الألمانية, يجيب عن هذا السؤال باسلوب سهل وبلغة تصويرية ثرية, فيفصح عن العديد من الحقائق والخبايا التي تغير الكثير من تصوراتنا عن العالم, ويدفعنا إلى أن نتحمل بانفسنا المسئولية التي طالما ألقيناها على أكتاف الآخرين
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
من المؤكد انك تقود سيارة وأنك تغسل ملابسك في غسالة كهربائية كما أنك تتحدث في الهاتف الجوال , وتبحر بين صفحات الانترنت وتصور لقطات الفيديو الخاصة أثناء اجازاتك وتشاهد التليفزيون وتستمع الى المقطوعات الصوتية المسجلة على الاسطوانات ولا أدري ما الأجهزة الأخرى المفيدة أو غير المفيدة التي اشتريتها على مدى حياتك ولكنني أعرف شيئا واحدا مؤكدا وهو أنه كلما كانت هذه الأجهزة التي تستخدمها أكثر تعقيدا وأغلى سعرا قضيت أنت وقتا أكثر في دراسة دليل الاستخدام أو الكتالوج المرفق معها الذي يشرح كيفية استخدامها وما الأمور التي ينبغي عليك الانتباه اليها اذا كنت ترغب في الحفاظ عليها والاستمتاع بها لأطول فترة ممكنة .
وفي الوقت نفسه فان لديك عقلا وانك تستخدمه أكثر مما تتصور وفي جميع الأحوال فأنت تستخدمه أكثر من كل هذه الأجهزة والآلات مجتمعة وذلك حتى يمكنك التعامل مع المواقف المختلفة في الحياة , ولتحقق لنفسك بعض أسباب السعادة من وقت لآخر على أقل تقدير ولكنك رغم هذا لم يتح لك الاطلاع حتى الآن مطلقا على دليل يتيح لك معرفة خبايا مخك وأسرار التركيب الالهي لهذا المخ .
والسؤال الذي يفرض نفسه هو : لماذا لم تفعل هذا ؟
هل اعتقدت أن عقلك يعمل من تلقاء نفسه بالطريقة الصحيحة التي من المفترض أن يعمل بها ؟ دعني اذن أخبرك أن هذه الفكرة خاطئة فالعقل يتم العمل فيه وفقا للتركيب الالهي الذي أودعه الخالق فيه ويتم ذلك بمساعدة دوائر التحكم التي تكونت فيه .
أما ما دوائر التحكم التي تكونت فيه والتي يمكن استخدامها لحل المشكلات فان ذلك يتوقف على كيفية استخدامك لهذا العقل وعلى الأهداف التي استخدمت عقلك من أجلها فيما مضى وربما عليك أن تسأل نفسك :
ما الطريقة أو الكيفية التي تستخدم بها عقلك وتجعله في بعض الأحيان غير صالح تقريبا للقيام بمهام معينة فيما بعد ؟
أم أنك كنت نعتبر أن المرء ليس في حاجة لأن يشغل باله بشيء لم يتكلف مبلغا كبيرا للحصول عليه بل وجد نفسه ببساطة يمتلكه منذ أمد بعيد فهذه أيضا فكرة أخرى خاطئة فكل ما يحصل عليه المرء كهدية تمنح له مرة واحدة فقط – يحتاج لاهتمام خاص للغاية ولرعاية فائقة مادام ليس جمادا بل هو أمر يتعلق بالحياة وقابل للتطور مثله مثل أي طفل ومثل أية علاقة بشخص آخر , وأيضا مثل الكلب الذي تقتنيه أو حديقة الخضراوات التي تزرعها وكل ما ذكرناه ينطبق على عقلك .
وربما تكون قد فكرت لو أن الخالق القدير قد شكل أو ركب جينات مخك بما يجعلك قادرا باستمرار على أن تشق طريقك في هذا العالم بشكل مثالي يجعل مخك لا يحتاج لأي تغيير فيه .
وهذا بالطبع تصور مريح بمعنى ألا تكون أنت نفسك مسئولا بأي حال من الأحوال عما يصدر عن مخك , وهذا الاعتقاد هو أيضا خطأ آخر فصحيح أن كل انسان يمتلك عقلا خاصا به وحده , يتسم من البداية بنقاط ضعف محددة وأيضا بمواهب محددة ولكن التطور الذي يحدث على مدى الأيام لهذه " التركيبة " سواء بتلافي نقاط الضعف أو بزيادتها أو باطلاق العنان لمواهب محددة أو كبتها كل هذا يتوقف على الطريقة التي يستخدم بها الانسان عقله .
ورغم أن هذا كله قد يبدو غير مريح للبعض فان قيام المرء بدفن راسه في الرمال أمام هذه الحقائق لن يغير منها شيئا في جميع الأحوال .
ففي وقت ما ستعيد التفكير مرة أخرى , وستجد نفسك أمام حقيقة مؤكدة , وهي أن كل هذه التبريرات ليست أسبابا حقيقية بل هي حجج للهروب من المسئولية وواقع الأمر أن هناك مبررا واحدا يمكنك ذكره وأنت مستريح الضمير وهو ما منعك من التفكير في كيفية استخدامك لعقلك حيث لم يسبق أن أوضح لك أحد ما العوامل التي تحكم هذا الأمر
بيانات الكتاب
الاسم : خبايا العقل
تأليف : جيرالد هوتر
الترجمة : عبد الله حسان الأنصاري
الناشر : نهضة مصر
عدد الصفحات : 144 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت
الأستاذ جيرالد هوتر, طبيب الأعصاب وأستاذ العلوم الطبيعية بجامعة جوتيجن الألمانية, يجيب عن هذا السؤال باسلوب سهل وبلغة تصويرية ثرية, فيفصح عن العديد من الحقائق والخبايا التي تغير الكثير من تصوراتنا عن العالم, ويدفعنا إلى أن نتحمل بانفسنا المسئولية التي طالما ألقيناها على أكتاف الآخرين
مقتطفات من الكتاب
من المؤكد انك تقود سيارة وأنك تغسل ملابسك في غسالة كهربائية كما أنك تتحدث في الهاتف الجوال , وتبحر بين صفحات الانترنت وتصور لقطات الفيديو الخاصة أثناء اجازاتك وتشاهد التليفزيون وتستمع الى المقطوعات الصوتية المسجلة على الاسطوانات ولا أدري ما الأجهزة الأخرى المفيدة أو غير المفيدة التي اشتريتها على مدى حياتك ولكنني أعرف شيئا واحدا مؤكدا وهو أنه كلما كانت هذه الأجهزة التي تستخدمها أكثر تعقيدا وأغلى سعرا قضيت أنت وقتا أكثر في دراسة دليل الاستخدام أو الكتالوج المرفق معها الذي يشرح كيفية استخدامها وما الأمور التي ينبغي عليك الانتباه اليها اذا كنت ترغب في الحفاظ عليها والاستمتاع بها لأطول فترة ممكنة .
وفي الوقت نفسه فان لديك عقلا وانك تستخدمه أكثر مما تتصور وفي جميع الأحوال فأنت تستخدمه أكثر من كل هذه الأجهزة والآلات مجتمعة وذلك حتى يمكنك التعامل مع المواقف المختلفة في الحياة , ولتحقق لنفسك بعض أسباب السعادة من وقت لآخر على أقل تقدير ولكنك رغم هذا لم يتح لك الاطلاع حتى الآن مطلقا على دليل يتيح لك معرفة خبايا مخك وأسرار التركيب الالهي لهذا المخ .
والسؤال الذي يفرض نفسه هو : لماذا لم تفعل هذا ؟
هل اعتقدت أن عقلك يعمل من تلقاء نفسه بالطريقة الصحيحة التي من المفترض أن يعمل بها ؟ دعني اذن أخبرك أن هذه الفكرة خاطئة فالعقل يتم العمل فيه وفقا للتركيب الالهي الذي أودعه الخالق فيه ويتم ذلك بمساعدة دوائر التحكم التي تكونت فيه .
أما ما دوائر التحكم التي تكونت فيه والتي يمكن استخدامها لحل المشكلات فان ذلك يتوقف على كيفية استخدامك لهذا العقل وعلى الأهداف التي استخدمت عقلك من أجلها فيما مضى وربما عليك أن تسأل نفسك :
ما الطريقة أو الكيفية التي تستخدم بها عقلك وتجعله في بعض الأحيان غير صالح تقريبا للقيام بمهام معينة فيما بعد ؟
أم أنك كنت نعتبر أن المرء ليس في حاجة لأن يشغل باله بشيء لم يتكلف مبلغا كبيرا للحصول عليه بل وجد نفسه ببساطة يمتلكه منذ أمد بعيد فهذه أيضا فكرة أخرى خاطئة فكل ما يحصل عليه المرء كهدية تمنح له مرة واحدة فقط – يحتاج لاهتمام خاص للغاية ولرعاية فائقة مادام ليس جمادا بل هو أمر يتعلق بالحياة وقابل للتطور مثله مثل أي طفل ومثل أية علاقة بشخص آخر , وأيضا مثل الكلب الذي تقتنيه أو حديقة الخضراوات التي تزرعها وكل ما ذكرناه ينطبق على عقلك .
وربما تكون قد فكرت لو أن الخالق القدير قد شكل أو ركب جينات مخك بما يجعلك قادرا باستمرار على أن تشق طريقك في هذا العالم بشكل مثالي يجعل مخك لا يحتاج لأي تغيير فيه .
وهذا بالطبع تصور مريح بمعنى ألا تكون أنت نفسك مسئولا بأي حال من الأحوال عما يصدر عن مخك , وهذا الاعتقاد هو أيضا خطأ آخر فصحيح أن كل انسان يمتلك عقلا خاصا به وحده , يتسم من البداية بنقاط ضعف محددة وأيضا بمواهب محددة ولكن التطور الذي يحدث على مدى الأيام لهذه " التركيبة " سواء بتلافي نقاط الضعف أو بزيادتها أو باطلاق العنان لمواهب محددة أو كبتها كل هذا يتوقف على الطريقة التي يستخدم بها الانسان عقله .
ورغم أن هذا كله قد يبدو غير مريح للبعض فان قيام المرء بدفن راسه في الرمال أمام هذه الحقائق لن يغير منها شيئا في جميع الأحوال .
ففي وقت ما ستعيد التفكير مرة أخرى , وستجد نفسك أمام حقيقة مؤكدة , وهي أن كل هذه التبريرات ليست أسبابا حقيقية بل هي حجج للهروب من المسئولية وواقع الأمر أن هناك مبررا واحدا يمكنك ذكره وأنت مستريح الضمير وهو ما منعك من التفكير في كيفية استخدامك لعقلك حيث لم يسبق أن أوضح لك أحد ما العوامل التي تحكم هذا الأمر
بيانات الكتاب
الاسم : خبايا العقل
تأليف : جيرالد هوتر
الترجمة : عبد الله حسان الأنصاري
الناشر : نهضة مصر
عدد الصفحات : 144 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت