يعدد بالقسم الأول بعضاً من أهم الأساطير المعاصرة وماتشير إليه مثل المصارعة كترفيه للطبقات الكادحة والغير مثقفة بعكس الأوبرا،، وأمثلة أخرى
ثم يقوم بالجزء الثاني (والذي أظنه الأهم ) بتحليلها مستعيناً بعلم الرموز ونظرية سوسير في النظر إلى تلك الأساطير كرمز يتكون من دال ومدلول ودلالة وما إلى ذلك ويركز كثير على دور الايدولوجيا في إنشاء تلك الأساطير جعلها تظهر بمظهر عفوي بعد أن تشوه طبيعتها التاريخية والسياسية .
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
يخطئ من يظن أنه قادر على الامساك بعالم رولان بارت لمجرد قراءة عمل أو اثنين أو حتى عشرة من أعماله .
ليس لأن بارت صعب وحسب بل لأنه يرفض تماما أن تلتقي معه انه يريدك دائما باحثا عما يبحث هون نفسه عنه فقد رفض بارت كل " التهم الموجهة اليه " أي التصنيفات فما أن تضعه في تيار أو مدرسة أو في حيز معين مهما اختلف نوعه حتى تراه يكذب استنتاجاتك أو التصنيف الذي تضعه فيه , مع أنه أساس لكثير من التيارات والمدارس لا سيما التيار السيميولوجي وبالتالي فهو ليس ما تعتقد أنك توصلت الى معرفته انه يهرب ما أن تتعرف اليه لكي تلتقي معه في موضع آخر غير الذي اعتقدت بأنك عرفته فيه بارت لا يسلم قياد بحثه لأحد .
صحيح أنه يقودك الى ... لكنه يتركك جائعا وعطشانا ... دائما ..... يتركك باحثا لأنه هو كذلك لا يرضى ولا يقتنع بما وصل هو اليه انه ينفر من الاستقرار .
بارت ينزلق من بين يديك أو من عقلك كما ينزلق الزمن وهذا كله بسبب تجرئه على اللغة لقد خرق قوانينها المعيارية وكون لغته الخاصة به لدرجة دفعت بعض الباحثين الى القول أنه لا يكتب باللغة التي يعرفونها .
بارت لغة أولا وأخيرا .... ولا معنى لبارت الا من خلال اللغة وفي اللغة التي تستمر في الحياة بفضل ما يلحقه بها مستخدمها من تطوير وتجديد فتتطور معها المفاهيم والمصطلحات وأحيانا المفردات أو بشكل أدق الدالات التي يلبسها مدلولات قد لا تخطر على بالنا .
أكثر ما يحسب لبارت هو المساهمة في علمنة الأدب وربما الكثير من فروع العلوم الانسانية الأخرى فبارت أديب أولا " الدرجة صفر في الكتابة " وحتى " الغرفة المضيئة " قدم بارت أشياء كثيرة الى السيميولوجيا وللتحليل النصي وللسانيات ولعلم الاجتماع لكنه في هذا كله لم يطرح نظرية انما نظرة وحدسا .
لكن هذه النظرة علمت آلاف القراء أن بهارج المجتمع والحوادث المتفرقة والصور والملصقات والممارسات اليومية كانت عبارة عن علامات وبالتالي فقد ساهم مساهمة كبيرة في ايقاظ القارئ على قضية المعنى .
قد لا تتفق مع بارت في نظرته حول محاكمة دومينيشي والنقد الأدبي والخطاب الاستعماري وسباق فرنسا والمصارعة الخ .... هذه النظرة التي غيرت آلاف النظرات الأخرى وبينت للناس قدرة المجتمع على الافصاح عن نفسه من خلال العلامات التي يرسلها .
لقد دلنا بارت الى أننا نعيش في عالم يغص بالمعاني .
صحيح أنه لم يترك لنا نظرية بعينها لكن يكفيه أنه قرأ لنا النظريات من سوسير مرورا بييلمسلف وانتهاء بتشومسكي قرأ لنا بمعنى أنه بسط أمامنا النظريات من خلال موشوره الخاص وأضاف اليها اضافات كبرى ما تزال تحسب له رغم رحيله عنا منذ عام 1981 .
في " أسطورياته " هذه التي نضعها بين أيدي القارئ باللغة العربية أراد بارت أن يقول لنا بكل بساطة لا تعودوا الى الماضي للبحث عن الأساطير بالمعنى الدارج لعبارة أسطورة فللحاضر أساطيره مثلما كان للماضي أساطيره الخاصة به .
بيانات الكتاب
الاسم : أسطوريات
تأليف : رولان بارت
الترجمة : قاسم المقداد
الناشر :
عدد الصفحات : 283 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت
تحميل كتاب أسطوريات