مقتطفات من الكتاب
مقدمة
لنتأمل هذا الطفل الصغير الذي ينام معظم الوقت وهو يتخلق في الرحم لنتابعه أثناء الوضع حيث ينام حتى والتقلصات الرحمية على أشدها وبعد أن يولد ينام ثماني عشرة ساعة يوميا ولا يستيقظ الا للرضاعة ليستغرق بعدها مباشرة في النوم .
تلاحظ أمه أن طفلها اما ينام نوما هادئا أو نوما مضطربا خاصة خلال اثنتي عشرة ساعة حيث يرضع في الفراغ أو يبتسم أو يرفع حاجبيه بينما يكون جسده عرضة لارتجاجات خفيفة كما لو كان يحلم وعلي غرار صغار الحيوانات التي لا تكون ناضجة بعد عند الولادة يحتاج الى النوم كي يعزز ما تعلمه وشيئا فشيئا ينام وقتا أقل في النهار بينما يتواصل نومه ليلا ومن ثم العبارة الفرنسية ومعناها أن الطفل ينام الليل كله الأمر الذي ينتظره الأبوان بفارغ الصبر وهو لا يزال في حاجة الى أن ينام القيلولة مرتين في اليوم .
وعندما يلتحق بالحضانة يحتاج الى قيلولة واحدة واثنتي عشرة ساعة من النوم وفي سن العاشرة يصبح شديد الحركة متيقظا في النهار حد الافراط أحيانا ليستغرق ليلا في نوم عميق يمتد الى عشر ساعات تقريبا وفي بداية المراهقة لا ينام سوى تسع ساعات ويبدأ في السهر الى وقت متأخر من الليل وفي نهاية الأسبوع يظل نائما حتى ساعات متأخرة من النهار وحوالي السابعة عشرة من عمره ينام القدر نفسه الذي ينامه الراشدون وفي أوقات نومهم العادية ويتواصل نومه على هذه الوتيرة عموما الى أن يتراوح عمره ما بين 40 و 45 سنة , حيث تتراجع نسبة النوم العميق الذي يعد أهم فترة للتعويض كما يقل ميله الى النوم حتى ساعات متأخرة من النهار وتكثر حالات الاستيقاظ في آخر الليل وتقل القدرة على التعويض مقارنة بالماضي ومع التقدم في السن تزداد هذه الحالة حيث يقل النوم ليلا ويكثر الاستيقاظ الباكر مما قد يعد في حد ذاته مشكلة وبعد التقاعد يظهر الميل الى الاستمتاع بالقيلولةوفي المراحل المتقدمة من العمر قد يغادر الانسان الحياة وهو نائم .
هكذا نقضي ثلث عمرنا نائمين وقد نولد ونسلم الروح ونحن نيام ...
يمثل النوم بوصفه حاجة لا غنى عنها حالة من حالات الجسم الفسيولوجية وخلاله تنعدم اليقظة وتنخفض درجة الانفعال بالمؤثرات الخارجية الى مستويات دنيا .
والاهتمام بالنوم ليس وليد اليوم فقد حاول العلماء فهم آليات النوم والأحلام قبل فترة طويلة لكن الأبحاث في هذا المجال لم تحرز تقدما يذكر الا ابتداء من النصف الثاني من القرن العشرين بفضل التطور الكبير الذي عرفته علوم الأعصاب ومع اكتشاف تخطيط الدماغ الكهربائي سنة 1929 , الذي يقدم خطاطة النشاط الكهربائي للخلايا العصبية على سطح الدماغ .
حققت الدراسات المنصبة على النعاس طفرة كبرى اذ كشفت عن وجود مستويات نوم مختلفة أصبحت موضوع دراسة وفي مستهل الخمسينيات لاحظ ثلاثة باحثين وهم الأمريكيان ناثانييل كليتمان ووليام ديمون من جهة , والفرنسي ميشيل جوفي من جهة ثانية .
كل على حدة وجود نوعين مختلفين من النوم وهما النوم العميق والنوم المفارق الذي هو بمثابة عاصفة دماغية تدوي داخل جسم نائم مما قلب رأسا على عقب الرؤية التقليدية عن النعاس بوصفه مجرد انعدام اليقظة .
بيانات الكتاب
الاسم : كيف تنام
تأليف : ارنوف ود.اودييت
الترجمة : رشيد برهون
الناشر : هئية ابو ظبى للسياحة والطباعة
عدد الصفحات : 88 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل كتاب كيف تنام
مقدمة
لنتأمل هذا الطفل الصغير الذي ينام معظم الوقت وهو يتخلق في الرحم لنتابعه أثناء الوضع حيث ينام حتى والتقلصات الرحمية على أشدها وبعد أن يولد ينام ثماني عشرة ساعة يوميا ولا يستيقظ الا للرضاعة ليستغرق بعدها مباشرة في النوم .
وعندما يلتحق بالحضانة يحتاج الى قيلولة واحدة واثنتي عشرة ساعة من النوم وفي سن العاشرة يصبح شديد الحركة متيقظا في النهار حد الافراط أحيانا ليستغرق ليلا في نوم عميق يمتد الى عشر ساعات تقريبا وفي بداية المراهقة لا ينام سوى تسع ساعات ويبدأ في السهر الى وقت متأخر من الليل وفي نهاية الأسبوع يظل نائما حتى ساعات متأخرة من النهار وحوالي السابعة عشرة من عمره ينام القدر نفسه الذي ينامه الراشدون وفي أوقات نومهم العادية ويتواصل نومه على هذه الوتيرة عموما الى أن يتراوح عمره ما بين 40 و 45 سنة , حيث تتراجع نسبة النوم العميق الذي يعد أهم فترة للتعويض كما يقل ميله الى النوم حتى ساعات متأخرة من النهار وتكثر حالات الاستيقاظ في آخر الليل وتقل القدرة على التعويض مقارنة بالماضي ومع التقدم في السن تزداد هذه الحالة حيث يقل النوم ليلا ويكثر الاستيقاظ الباكر مما قد يعد في حد ذاته مشكلة وبعد التقاعد يظهر الميل الى الاستمتاع بالقيلولةوفي المراحل المتقدمة من العمر قد يغادر الانسان الحياة وهو نائم .
هكذا نقضي ثلث عمرنا نائمين وقد نولد ونسلم الروح ونحن نيام ...
يمثل النوم بوصفه حاجة لا غنى عنها حالة من حالات الجسم الفسيولوجية وخلاله تنعدم اليقظة وتنخفض درجة الانفعال بالمؤثرات الخارجية الى مستويات دنيا .
والاهتمام بالنوم ليس وليد اليوم فقد حاول العلماء فهم آليات النوم والأحلام قبل فترة طويلة لكن الأبحاث في هذا المجال لم تحرز تقدما يذكر الا ابتداء من النصف الثاني من القرن العشرين بفضل التطور الكبير الذي عرفته علوم الأعصاب ومع اكتشاف تخطيط الدماغ الكهربائي سنة 1929 , الذي يقدم خطاطة النشاط الكهربائي للخلايا العصبية على سطح الدماغ .
كل على حدة وجود نوعين مختلفين من النوم وهما النوم العميق والنوم المفارق الذي هو بمثابة عاصفة دماغية تدوي داخل جسم نائم مما قلب رأسا على عقب الرؤية التقليدية عن النعاس بوصفه مجرد انعدام اليقظة .
بيانات الكتاب
الاسم : كيف تنام
تأليف : ارنوف ود.اودييت
الترجمة : رشيد برهون
الناشر : هئية ابو ظبى للسياحة والطباعة
عدد الصفحات : 88 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل كتاب كيف تنام