مذكرات فريدة مكتوبة بتواضع وشغف وإنسانية، يتضافر الحزن والبهجة، والحنين والأمل. قصة غنية بالوحي عن امرأة جديرة بالاهتمام وعن معركة في سبيل روح أمة تتخذ موقعاً صعباً في أحداث الشرق الأوسط والعالم.
مقتطفات من الكتاب
مقدمةان العمل الذي أتولاه عادة أوضاع الأطفال الذين يتعرضون للضرب والنساء اللواتي يصبحن رهائن زيجات مفروضة والسجناء السياسيون يضعني في احتكاك يومي مع القسوة البشرية لكن القضية التي توليتها انطوت على تهديد من طراز مختلف .
فقد اعترفت الحكومة أخيرا بأنها متواطئة جزئيا في مجموعة كبيرة من عمليات القتل المتعمد التي وقعت في أواخر التسعينيات وقضت على حياة الشعرات من المثقفين .
وقد خنق بعضهم بينما كان في الخارج يهتم بشؤونه وآخرون قطعوا اربا اربا في بيوتهم وقد مثلت عائلتي اثنين من الضحايا وانتظرت بقلق رؤية ملفات التحقيق القضائي .
منح القاضي الذي يترأس المحكمة محامي الضحايا عشرة أيام فقط لقراءة الملف برمته وستكون الأيام القصيرة هذه مدخلنا الوحيد الى نتائج التحقيق وفرصتنا الوحيدة لاستخراج دليل نبني قضيتنا عليه .
وكان ارتباك التحقيق ومحاولات تعمية دور الدولة والانتحار الغامض في السجن للمشتبه فيه الأبرز تشكل جميعها الصعوبات التي واجهتنا في تجميع رواية لما رشح حقا من الفتاوى التي أمرت بعمليات القتل الى تنفيذها .
وكانت الرهانات غاية في الجسامة فهذه المرة الأولى في تاريخ الجمهورية الاسلامية التي تعترف فيها الدولة بأنها ارتكبت جرائم قتل بحق منتقديها وهي المرة الأولى التي ستجري فيها محاكمة لمحاسبة المرتكبين .
واعترفت الحكومة بأن فريقا مارقا يعمل في وزارة الاستخبارات يتحمل مسؤولية عمليات القتل لكن القضية لم تكن قد أحيلت على المحكمة بعد .
وعندما حل الوقت أخيرا وصلنا الى قاعة المحكمة يتملكنا توتر ناجم عن شدة تصميمنا .
بعد أن تحققنا من حجم الملفات الكاملة وهي أكوام ترتفع الى مستوى رؤوسنا أدركنا أنه يتعين علينا قراءتها وأن ذلك غير قابل للتنفيذ باستثناء أن يقوم كل واحد منا بقراءتها بدوره .
وعملا بتراتبية العمر سمح لي محامو عائلات الضحايا الآخرين بأن أبدأ بالقراءة لذا كنت أستعجل تقليب صفحاته لكي تسبق عيناي عيون الناظرين .
كانت المقاطع المهمة من محاضر استجوابات المتهمين بالقتل متناثرة في العديد من الملفات ومدفونة في صفحات من الحشو البيروقراطي .
وبدت المادة كالحة مع وصف مفصل لعمليات القتل الوحشية . وثمة مقاطع يقول فيها قاتل بما يبدو كتلذذ انه صرخ " يا زهراء " في تحية قاتمة الى ابنة النبي محمد مع كل طعنة كان يصوبها الى ضحيته .
بيانات الكتاب
الاسم : إيران تستيقظ؛ مذكرات الثورة والأملتأليف : شيرين عبادي
الناشر : دار الساقي للطباعة والنشر
عدد الصفحات : 266 صفحة
الحجم : 5 ميجا بايت
تحميل كتاب إيران تستيقظ؛ مذكرات الثورة والأمل