لحقائق الشرق الأوسط مع روبرت فيسك طعم آخر بالنظر إلى جرأته وخبرته الواسعة في العمل الصحفي ومتابعته ميدانيّاً، ولأنه يجيد العربية ويعرف المنطقة العربية أكثر من أصحابها، ولأن له علاقات متشعِّبة مع كبار المسؤولين والقادة، فضلاً عن كونه موضوعيّاً مستقلاً لا يخضع لسلطة أو نفوذ..
طرح أكثر الموضوعات سخونة وإثارة للجدل والخلاف مثل الحرب على العراق، الحرب على لبنان، المحرقة اليهودية، مذبحة الأرمن، التمييز العرقي في فلسطين.
المقدمة :
يمكن العراق ان يحدد هوية عالمنا اليوم , حتي بالنسبة إلى الذين يبعدون مسافة الآف الأميال عن حدوده . بديهي أن تن1رنا الخسائر الهائلة التى ولدتها الحرب , من حيث موت المواطنين ومقتلهم , وأغلبهم من الجنسية العراقية بالطبع , والأكاذيب التي تذرع بها جنود الاجتياح من بلدنا عام 2003 , بالنواعات التى ستواجهها فى الأيام المقبلة : أسلحة الدمار الشامل , نشاطات القاعدة والجرائم ضد الإنسنانية المجسدة بكارثة 11 سبتمبر 2001 . تعرضنا للأحتيال وعلى رغم ذلك , اعتقد احيانا اننا أردنا ان نتعرض للاحتيال , وان نتبع رؤساءنا في اتجاه المجازر , وأن نتسابق نحو القمة مع حماسة المفجر المنتحر واليائس . ايقظنا حدسنا بامور كان من الجلي أن تدفن فى هايستينغز , او واترلو أو انتيتيام , او برلين أو حتي دا نانج , وأتساءل : هل نحتاج إلي الحرب ؟ هل نحتاج إلى الحروب حاجتنا إلى الهواء والحب والاولاد والسلام ؟
هذا ليس كتاب حرب بالمعني التقليدي . تجدون الشرق الأوسط مبعثراً وممزقاً فى محطتين تاريختين عايشتهما : حرب لبنان , وتدخل الغرب فى المنطقة فى القرن السابق . غمرني ألم أثناء صساغتي هذا الكتاب , لما يحمل فى طياته من عذابات , وسيتبعه جزء ثان ياخذ القاريء إلى طريق الضياع الذى سبق ان خطت الرمال حدودها عبر جنوننا في العراق وأفغانسنات وفلسطين ولبنان إيران وسطوة العالم الإسلامي .
نشر اغلب مقالات هذا الكتاب في صحيفة ذي إندبندنت فى السنوات الخمس المنصرمة . لذا , جاء اختيارها تعبيراً عن غضبس أكثر منه عما تنطوي عليه من وحشية ودموية , مؤثراً الأسلوب الساخر وهو في رايي , تسجل أفكار مراسل أجنبي وسط الحرب , وزاوية من عقل الصحافي التى عادة لا تسجل . وتعبر عن الحاجة الإسبوعية ألي كتابة ما هو صحيح في ظل أيامنا التي تمضي , والحاجة إلى التعبير عن غضبنا وعن الاوقات الأفضل والأكثر وداً في حياة عشناها – من دون مجاملة – وتم استغلالها وتبديدها خلال مشاهدة الجنون الإنسناي في مستوي هائل , لا يمكن ردعه .
الغضب مخلوق وحشي . وعلى الصحافيين أن يتجنبوا هذا الكابوس الحيواني لمراقبة هذا الوحش بـ " موضوعية " . واعتقد ان غياب " الأنحياز " المتوقع من الصحافي , أسوأ مرض اصاب الصحافة والاعلام المرئي الغربيين .وبالتالي اصبح تقيض الشغور الشخصي , وعذراً لتجنب الحقيقة : تسجيل غضب الفلسطيني الذى سلبه ارضه المستوطنون الإسرائيليون , مع الأشارة دوماً إلى " المتطلبات الامنية " إسرائيل وما يسمي " حربها على الإرهاب " , وإذا انتهت اميركا بـ " الإرهاب" سميناً ذلك استغلالاً , وإذا اغتالت إسرائيل فلسطينيا , قلنا إنها اصطادت هدفاً , وما إذا بكي الارمن مجرقة 150000 شخص منهم سنة 1915 , نذكر القراء بإنكار تركيا الإبادة الجماعية الواقعية , الموثقة , فأذا اصبح العراق جحيماص على الأرض , لا ننسى التذكير بشناعة صدام , وإذا كان حليفنا دكتاتوراً سميناه " الرجل القوي " .
المحتويات :
- عاصفة نارية تلوح في الأفق
- النشر وتلقي الذم , ام الاستمرار فى السكوت ؟
- كلمات , كلمات , كلمات
- صورة العالم فى عين السينما
- الازمة الكبري منذ الازمة الكبري الأخيرة
- عندما كنت طفلاً .. فهمت كطفل
- الانتداب القديم
- طائفة القسوة
- لقد فقدنا غيماننا , لكنهم لم يفقدوه
- أمر منيع
- أميركا , اميركا
- أسئلة لا أجوبة لها
- العدو الأخير
بيانات الكتاب :
الاسم : زمن المحارب
تأليف : روبرت فيسك
الناشر : شركة المطبوعات للتوزيع والنشر
تاريح النشر : الطبعة الاولى 2010
الحجم : 10 ميجا