يتناول المؤلف قصص التعذيب في تاريخ الإسلام ومواقف الفئات المختلفة منه وآراء الفقهاء فيه. ويبحث أيضاً ي المقتربات الدينية للتعذيب كاشفاً من خلالها عن دور الأديان في هذه الظاهرية الجنائية.
مقدمة
مسح ترميزي للتعذيب في الاسلام
في الاصطلاح :
التعذيب اشتقاق حديث تقابله ثلاثة اصطلاحات قديمة : العذاب والبسط والمثلة وقد استعمل الأولان في العصور الاسلامية بمعنى واحد يشير الى ايلام الأسير أو المتهم على سبيل الانتقام أو الحصول منه على الاعتراف بشيء ما .
والبسط يتعدى بعبارة " عليه " وهو بهذا المعنى مستعمل في دارجة بغداد ولكن متعديا بنفسه فيقال : بسطه بمعنى ضربه والمبسوط هو المضروب خلافا للمراد منه في بعض اللهجات العربية الأخرى حيث يعني المبسوط المستريح والمسرور وهو اشتقاق من معنى الانبساط يعني الانشراح أما المثلة فهي تشويه الشخص حيا أو ميتا .
يرد العذاب في القرآن عند وصف العقاب الأخروي الذي يتم بتعريض أهل النار لصنوف من العقوبات وصفت في القرآن والحديث , وما يعدده القرآن من هذه العقوبات ينطوي اصطلاحا تحت طائلة التعذيب ومنه : التحريق الشي بانضاج الجلود , التجويع والتعطيش سقي الصديد وهو القيح وسقي المهل أي المعادن المذابة وسيأتي الكلام عن هذه الأمور في القسم الثاني من الرسالة .
أغراض التعذيب وضحاياه :
استخدام التعذيب في العصور الاسلامية المختلفة لأغراض شتى سنقسمها لغرض الدراسة قسمين عريضين :
تعذيب لأغراض سياسية
تعذيب لأغراض أخرى
التعذيب السياسي :
ان التعذيب لغرض سياسي هو الأسبق ظهورا في الدولة ويرتبط ذلك بظاهرة الصراع الطبقي الذي تتولى الدولة ادارته من خلال دورها الشرقي المباشر في سيرورة الانتاج الاجتماعي أو من خلال دورها الأوروبي في التعبير عن حاجات الطبقة السائدة في المجتمع , واحدى الوسائل الأساسية في ادارة الصراع الطبقي هو القمع بأشكاله المختلفة ويتوجه القمع أساسا ضد الطبقات المنتجة مستهدفا غرضين : ادامة الانتاج ومنع المنتجين من الوصول الى السلطة وبوجه عام تلجأ الى القمع السياسي الحكومات التي لا تملك قاعدة شعبية تكفيها لتثبيت حكمها واعتماد وسائل التعذيب في هذه الحالة يخطط له كوسيلة معوضة عن عزلة الحكام بقصد توفير الرادع الذي يمنع المقت الشعبي من أن يتحول الى تحرك يهدد سلطة الحاكم .
أول تطبيق لهذا النوع من التعذيب يرجع الى خلافة معاوية بن أبي سفيان وكان معاوية يملك قاعدة شعبية متينة في الشام ساعدته على أن يشتهر بالحلم المأثور عنه , لكن استقلاله بالسلطة بعد تنازل الحسن بن علي أثار في وجهه عدة اشكالات منها :
موقف جمهور المسلمين الذين اعتادوا حكم الخلفاء المقيد بالشرع والذي تجاوزه معاوية بعد أن أقام سلطته الفردية المطلقة .
موقف العرب الذين لم يتعودوا الخضوع لسلطة لا سيما سلطة مستبدة " اللقاحية الجاهلية " .
معارضة أهل العراق المتمسكين بالولاء لعلي بن أبي طالب وأولاده .
الاسم : من تاريخ التعذيب فى الإسلام
تأليف : هادي العلوي
الناشر : دار المدى
عدد الصفحات : 124 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت
مقتطفات من الكتاب
مسح ترميزي للتعذيب في الاسلام
في الاصطلاح :
التعذيب اشتقاق حديث تقابله ثلاثة اصطلاحات قديمة : العذاب والبسط والمثلة وقد استعمل الأولان في العصور الاسلامية بمعنى واحد يشير الى ايلام الأسير أو المتهم على سبيل الانتقام أو الحصول منه على الاعتراف بشيء ما .
والبسط يتعدى بعبارة " عليه " وهو بهذا المعنى مستعمل في دارجة بغداد ولكن متعديا بنفسه فيقال : بسطه بمعنى ضربه والمبسوط هو المضروب خلافا للمراد منه في بعض اللهجات العربية الأخرى حيث يعني المبسوط المستريح والمسرور وهو اشتقاق من معنى الانبساط يعني الانشراح أما المثلة فهي تشويه الشخص حيا أو ميتا .
يرد العذاب في القرآن عند وصف العقاب الأخروي الذي يتم بتعريض أهل النار لصنوف من العقوبات وصفت في القرآن والحديث , وما يعدده القرآن من هذه العقوبات ينطوي اصطلاحا تحت طائلة التعذيب ومنه : التحريق الشي بانضاج الجلود , التجويع والتعطيش سقي الصديد وهو القيح وسقي المهل أي المعادن المذابة وسيأتي الكلام عن هذه الأمور في القسم الثاني من الرسالة .
أغراض التعذيب وضحاياه :
استخدام التعذيب في العصور الاسلامية المختلفة لأغراض شتى سنقسمها لغرض الدراسة قسمين عريضين :
تعذيب لأغراض سياسية
تعذيب لأغراض أخرى
التعذيب السياسي :
ان التعذيب لغرض سياسي هو الأسبق ظهورا في الدولة ويرتبط ذلك بظاهرة الصراع الطبقي الذي تتولى الدولة ادارته من خلال دورها الشرقي المباشر في سيرورة الانتاج الاجتماعي أو من خلال دورها الأوروبي في التعبير عن حاجات الطبقة السائدة في المجتمع , واحدى الوسائل الأساسية في ادارة الصراع الطبقي هو القمع بأشكاله المختلفة ويتوجه القمع أساسا ضد الطبقات المنتجة مستهدفا غرضين : ادامة الانتاج ومنع المنتجين من الوصول الى السلطة وبوجه عام تلجأ الى القمع السياسي الحكومات التي لا تملك قاعدة شعبية تكفيها لتثبيت حكمها واعتماد وسائل التعذيب في هذه الحالة يخطط له كوسيلة معوضة عن عزلة الحكام بقصد توفير الرادع الذي يمنع المقت الشعبي من أن يتحول الى تحرك يهدد سلطة الحاكم .
أول تطبيق لهذا النوع من التعذيب يرجع الى خلافة معاوية بن أبي سفيان وكان معاوية يملك قاعدة شعبية متينة في الشام ساعدته على أن يشتهر بالحلم المأثور عنه , لكن استقلاله بالسلطة بعد تنازل الحسن بن علي أثار في وجهه عدة اشكالات منها :
موقف جمهور المسلمين الذين اعتادوا حكم الخلفاء المقيد بالشرع والذي تجاوزه معاوية بعد أن أقام سلطته الفردية المطلقة .
موقف العرب الذين لم يتعودوا الخضوع لسلطة لا سيما سلطة مستبدة " اللقاحية الجاهلية " .
معارضة أهل العراق المتمسكين بالولاء لعلي بن أبي طالب وأولاده .
بيانات الكتابب
تأليف : هادي العلوي
الناشر : دار المدى
عدد الصفحات : 124 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت