مقتطفات من الكتاب
مقدمةسمعنا كلنا بالنسبية وأرجعناها جميعا الى أينشتاين فنحن مدينون له بانجازه لثورة حقيقية في طريقة تصورنا للكون هكذا ففي دماغ مستخدم بمكتب براءة الاختراع بالعاصمة السويسرية بيرن تغير شكل المكان وفقد الزمان خاصيته الاطلاقية .
تبدو هذه المفاهيم تأملية بشكل كبير وبعيدة عن الفهم المشترك ومع ذلك فقد أدت بنوع من المعجزة الى تطبيقات تقانية مفيدة تيسر لنا حياتنا اليومية .
لكي نفهم نتائج هذه النظرية التي نشر أينشتاين عناصرها الأولى 1905 يجب علينا العودة الى القرن السابع عشر حيث انبثق مفهوم النسبية مع غاليلي .
1 . النسبية أو الدعوة الى السفر
ليست الأرض مركزا للكون فهي في الواقع خاضعة لحركة مستمرة داخل الكون بل باستطاعتنا الحديث بشأنها عن " حراك " انها لا تدور حول نفسها وحول الشمس فقط بل ان النظام الشمسي في مجموعة يتحرك حول مركز المجرة التي " تقع " وسط مائة مليار من المجرات الأخرى المشكلة للكون لذلك لا توجد نقطة ثابتة يمكن الاستناد عليها فكل هذه الحركات تولد الدوار .
الأرض عبارة عن رحالة كبيرة وهي تجرنا معها في سباقها الجنوني ومع ذلك فنحن لا نشعر بأي شيء عمليا اذ كل شيء يحدث وكأن الأرض ثابتة لكن اذا ما افترضنا كما فعلت فيزياء القرون الوسطى بأنها ثابثة فعلا فانها ستشغل وضعا مركزيا وسيدور الكون حولها وقد سعى غاليلي الى تدقيق حججه ضد هذه الفرضية ولهذا الغرض قام بتوضيح مفهوم الثبات متسائلا : " بالنظر الى أي شيء سيكون هذا الثبات قائما ؟ " .
ومعلوم أن هذا العالم الفيزيائي ولد بمدينة بيزا وهي مدينة شاطئية لذلك كان معتادا على رؤية السفن وهي تغادر الميناء مما مده بالعناصر الأولى لتأملاته فقد لاحظ بأن الشيء الساكن داخل سفينة مبحرة ليس ساكنا بالنظر اليه كملاحظ بالميناء .
وهذا أمر بديهي فطافية النجاة المعلقة بالسفينة تبدو ثابتة للبحار المجاور لها ومتحركة من منظور اليابسة .
لهذا فان مفهوم الثبات يظل نسبيا ولوصفه يتعين تحديد الثبات بالنسبة لأمر آخر .
وبنجمة سيريوس " الشعري " يتجسس علي أحدهم مستعملا منظارا قويا لكنه سيضطر الى متابعة مسير ملتو بشكل كبير ويرجع ذلك الى كون نقطة ملاحظته ليست ثابتة بالنسبة للأرض .
بيانات الكتاب
الاسم : ما النسبيةتأليف : فرانسوا فانوتشى
الترجمة : عز الدين الخطابى
الناشر : هئية ابو ظبى للطباعة
عدد الصفحات : 80 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت