إن مبدأ إيقاظ الوعى هو تسليط لعدسة ، وبحث بمجهر، وحمل مشعل نور نحو الإتجاة الذى سنسلكه .
اليقظة الواعية ليست مجرد صحوة فيها مد وجزر و فشل ونجاح ، وتخبط وعدم وضوح ، إنها يقظة تحمل شعار التغيير والتخطيط وتبحث عن مشروع نجاح .
إن إيقاظ الوعى يعنى قمة التركيز ، توجيه للتفكيرفى غرض معين . ولن تتكون الصورةلهذا المبدأ إلا بعد الإنتهاء من هذا الكتاب مع ما فيه من معطيات ، وكل له الحرية فى أن يضيف ويلغى ، ويعترض وينتقد ، لأنه فى الأخير هو المسئول عن نفسه وما هذه سوىإضاءة ونرجو أن تكون كذلك
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
الوعي يصنع الواقع ... وأنت من يصنع الوعي !
قال قتادة : الأذن الواعية أذن عقلت عن الله تعالى , وانتفعت بما سمعت من كتاب الله عز وجل .
وقال الضحاك " وتعيها أذن واعية " سمعتها أذن ووعت أي من له سمع صحيح وعقل رجيح وهذا عام في كل من فهم ووعى , والوعي كما عرفه علماء النفس هو : شعور الكائن الحي بنفسه وما يحيط به .
وتعرف الموسوعة الفلسفية " مفهوم الوعي " بوصفه حالة عقلية من اليقظة يدرك فيها الانسان نفسه وعلاقاته بما حوله من زمان ومكان وأشخاص كما يستجيب للمؤثرات البيئية استجابة صحيحة .
والوعي بدأ يأخذ مكانته وتتجلى قوته في حياة الناس فبدأت تنميته والحديث عنه مع ارتباط بعدد من القضايا فنسمع بالوعي الذاتي والوعي السياسي والوعي الاجتماعي وما الى ذلك .
والحقيقة أن الوعي محصلة لعمليات ذهنية وشعورية معقدة فالتفكير وحده لا يتفرد بتشكيل الوعي بل للحدس والخيال والمشاعر تأثير كما يتشكل أيضا من تلك المبادئ والقيم والمفاهيم التي نمتلكها وهو بذلك يعمل على نحو معقد ونتيجة هذا العمل فالاختلاف بين شخص وآخر وارد وبامكاننا أن نقول أن لكل شخص وعي خاص به , بناء على اختلافنا في ما نمتلك من قيم ومفاهيم ومعارف .
هذه المكونات التي تكون الوعي لدينا لا تظهر بشكل جلي لتظهر اختلافا فيما بيننا لأنها في الحقيقة تكمن في تراكمات وتراكيب حفظها العقل وفهمها وارتضى لها البقاء لأنها تعمل بشكل خفي لا نشعر به فالفرق واضح بين شخص يتعلم أن يقود سيارة لأول مرة وآخر يقودها منذ عشر سنوات فالذي يقود فترة طويلة تجده يحرك يديه وقدميه بسهولة ومن حيث لا يشعر لأن المعرفة المطلوبة للقيادة أصبحت جزء منه يمارسها بعفوية ومن دون وعي وادراك بينما الذي لتوه يتعلم نجده يحسب لك حركة وقتها ويبذل جهدا مضاعفا حتى يعتاد الأمر .
والوعي هنا هو هذه الوصلة بين ما نستخدمه من مفاهيم ومعارف ومشاعر وبين الواقع المعاش , فهو يسلط الضوء عليها وينظمها ويستخدمها كما أنه أيضا الوقود الذي من خلاله نعيش الواقع ومن هنا كان للمطالبة بالوعي فمضينا في الحياة وما نتلقاه منها سواء من قيم تشكلت لدينا منذ صغرنا أو مبادئ زرعتها فينا البيئة أو معارف اكتسبناها من هنا وهناك كل ذلك يشكلنا ويوجهنا ونحن في الحقيقة نألفه ونحاول المحافظة عليه والدفاع عنه ومن النادر أن نذهب لنفتش فيه .
ليأتي الوعي هنا ويحاول تنظيم كل ما اكتسبناه وهو بذلك ينظم جزء يسيرا وتنظيمه ليس اعادة ترتيب وحسب بل حذف والغاء واضافة فبقدر ما ان الوعي هو معرفة المرء بوجوده وادراكه لأفكاره ومشاعره فانه حين تتسع دائرة وعي الانسان ويركز عليها سيصبح مدركا لمحيطه وزمانه وما فيه من مصادر السرور وبواعث الحزن والاكتئاب كما يصبح مدركا للفرص والتحديات والامكانات المتوفرة في ذلك المحيط .
والوعي " ليس ما تراه بل ما تريده أن تراه " فلو وقفت بجوار فندق فأنت لا ترى الفندق فقط بل ترى ما بجوار الفندق من مواقف وسيارات ومحلات تجارية وما تحيطه عينيك ولكن لو سألك أحدهم ما اسم الفندق لركزت نظرك وبحثت عن اللافتة التي تحمل اسمه , هذه اللحظة الخاطفة التي حولت نظر عينيك من محيط واسع الى البحث عن لافتة تشبه الى حد كبير تسليط الوعي على القضايا المهمة والمحورية التي تخصنا فنحن نركز في أمر ما لهدف ما باستخدام وسائل معينة يختارها الوعي وتناسب ما نريد بلوغه .
فالطالب الذي يريد أن يجتاز امتحان مادة دراسية في فترة مقبلة فانه يركز في هذه المادة لهدف النجاح ويستخدم وسائل معينة تعينه على ذلك , هذه الوسائل تختلف من طالب لآخر فبعضهم يحفظ جيدا وذاكرته تسعفه لأن تبقى بمجرد أن يقرأ أكثر من مرة , وبعضهم يحب أن يكتب في ورقة المعلومات المهمة والبعض يفضل بعد أن ينهي جزء معينا أن يقوم بفهرسته في ذهنه بما يناسب فهمه وغيرهم يستخدم القلم ليضع خطوطا ....
بيانات الكتاب
الاسم : إيقاظ الوعي
تأليف : عادل سعيد آل عوض
الناشر : مكتبة الملك فهد للطباعة والنشر
عدد الصفحات : 230 صفحة
الحجم : 2 ميجا بايت
تحميل كتاب إيقاظ الوعي
اليقظة الواعية ليست مجرد صحوة فيها مد وجزر و فشل ونجاح ، وتخبط وعدم وضوح ، إنها يقظة تحمل شعار التغيير والتخطيط وتبحث عن مشروع نجاح .
إن إيقاظ الوعى يعنى قمة التركيز ، توجيه للتفكيرفى غرض معين . ولن تتكون الصورةلهذا المبدأ إلا بعد الإنتهاء من هذا الكتاب مع ما فيه من معطيات ، وكل له الحرية فى أن يضيف ويلغى ، ويعترض وينتقد ، لأنه فى الأخير هو المسئول عن نفسه وما هذه سوىإضاءة ونرجو أن تكون كذلك
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
الوعي يصنع الواقع ... وأنت من يصنع الوعي !
قال قتادة : الأذن الواعية أذن عقلت عن الله تعالى , وانتفعت بما سمعت من كتاب الله عز وجل .
وقال الضحاك " وتعيها أذن واعية " سمعتها أذن ووعت أي من له سمع صحيح وعقل رجيح وهذا عام في كل من فهم ووعى , والوعي كما عرفه علماء النفس هو : شعور الكائن الحي بنفسه وما يحيط به .
وتعرف الموسوعة الفلسفية " مفهوم الوعي " بوصفه حالة عقلية من اليقظة يدرك فيها الانسان نفسه وعلاقاته بما حوله من زمان ومكان وأشخاص كما يستجيب للمؤثرات البيئية استجابة صحيحة .
والوعي بدأ يأخذ مكانته وتتجلى قوته في حياة الناس فبدأت تنميته والحديث عنه مع ارتباط بعدد من القضايا فنسمع بالوعي الذاتي والوعي السياسي والوعي الاجتماعي وما الى ذلك .
هذه المكونات التي تكون الوعي لدينا لا تظهر بشكل جلي لتظهر اختلافا فيما بيننا لأنها في الحقيقة تكمن في تراكمات وتراكيب حفظها العقل وفهمها وارتضى لها البقاء لأنها تعمل بشكل خفي لا نشعر به فالفرق واضح بين شخص يتعلم أن يقود سيارة لأول مرة وآخر يقودها منذ عشر سنوات فالذي يقود فترة طويلة تجده يحرك يديه وقدميه بسهولة ومن حيث لا يشعر لأن المعرفة المطلوبة للقيادة أصبحت جزء منه يمارسها بعفوية ومن دون وعي وادراك بينما الذي لتوه يتعلم نجده يحسب لك حركة وقتها ويبذل جهدا مضاعفا حتى يعتاد الأمر .
والوعي هنا هو هذه الوصلة بين ما نستخدمه من مفاهيم ومعارف ومشاعر وبين الواقع المعاش , فهو يسلط الضوء عليها وينظمها ويستخدمها كما أنه أيضا الوقود الذي من خلاله نعيش الواقع ومن هنا كان للمطالبة بالوعي فمضينا في الحياة وما نتلقاه منها سواء من قيم تشكلت لدينا منذ صغرنا أو مبادئ زرعتها فينا البيئة أو معارف اكتسبناها من هنا وهناك كل ذلك يشكلنا ويوجهنا ونحن في الحقيقة نألفه ونحاول المحافظة عليه والدفاع عنه ومن النادر أن نذهب لنفتش فيه .
ليأتي الوعي هنا ويحاول تنظيم كل ما اكتسبناه وهو بذلك ينظم جزء يسيرا وتنظيمه ليس اعادة ترتيب وحسب بل حذف والغاء واضافة فبقدر ما ان الوعي هو معرفة المرء بوجوده وادراكه لأفكاره ومشاعره فانه حين تتسع دائرة وعي الانسان ويركز عليها سيصبح مدركا لمحيطه وزمانه وما فيه من مصادر السرور وبواعث الحزن والاكتئاب كما يصبح مدركا للفرص والتحديات والامكانات المتوفرة في ذلك المحيط .
والوعي " ليس ما تراه بل ما تريده أن تراه " فلو وقفت بجوار فندق فأنت لا ترى الفندق فقط بل ترى ما بجوار الفندق من مواقف وسيارات ومحلات تجارية وما تحيطه عينيك ولكن لو سألك أحدهم ما اسم الفندق لركزت نظرك وبحثت عن اللافتة التي تحمل اسمه , هذه اللحظة الخاطفة التي حولت نظر عينيك من محيط واسع الى البحث عن لافتة تشبه الى حد كبير تسليط الوعي على القضايا المهمة والمحورية التي تخصنا فنحن نركز في أمر ما لهدف ما باستخدام وسائل معينة يختارها الوعي وتناسب ما نريد بلوغه .
بيانات الكتاب
الاسم : إيقاظ الوعي
تأليف : عادل سعيد آل عوض
الناشر : مكتبة الملك فهد للطباعة والنشر
عدد الصفحات : 230 صفحة
الحجم : 2 ميجا بايت
تحميل كتاب إيقاظ الوعي