مقتطفات من الكتاب
حرية التعبير في مجتمع مفتوحمقدمة
الثقافة المنفتحة
ورغم أن كل رياح المذاهب قد انطلقت من عقالها لكي تهب على الأرض حتى تصبح الحقيقة في الميدان الا أننا نسء فهم قوتها نجرحها بالتقنين تارة والمنع تارة أخرى واذا تركنا الحقيقة والأكذوبة تتصارعان فمن هو ذاك الذي يستطيع أن يقول ان الحقيقة كانت في وضع أسوأ في أي لقاء حر ومفتوح ؟
جون ميلتون
أذكر الحقيقة كلها ولكن بطريقة ملتوية فالنجاح يكمن في اللف والدوران ان المفاجأة الكبرى في الحقيقة أنها براقة أكثر مما ينبغي لابتهاجنا الواهي ومثلما يصبح البرق أخف وطأة على الأطفال عندما نشرح لهم ما جرى بحنان وكذلك الحقيقة يجب أن يكون ابهارها بالتدريج و الا أصبح كل الناس مثل العميان
اميلي ديكنسون
والكلام قد يكون مطمئنا وباعثا على الراحة ولكنه غالبا ما يكون مثيرا للغيظ ومزعجا والكلام قد يؤكد ويثبت شيئا وقد يكون كلاما وطنيا ويساند القيم السائدة والنظام غير أنه قد يكون أيضا باعثا على التحدي ومنذرا ومغريا وقد يصل الى حد الدعوة للخيانة .
وهذا هو الوقت المناسب لكي نتأمل في مستقبل حرية الكلام في مجتمع مفتوح .
ان الأحداث التي تقع في العالم من حولنا تدعونا لأن نفكر في معنى حرية الكلام في المجتمع الدولي الذي تشكل حديثا اننا نواجه تحديا من التطورات الأخاذة في تكنولوجيا الاتصالات وهي تطورات تعتبر ثورية من الناحية الفنية مثلما حدث عند اختراع آلة الطباعة وهي تطورات من المتوقع أن تغير الى حد كبير الطرق التي اعتدنا أن نجمع بها المعلومات ونخزنها وننظمها ثم نبادلها مع الآخرين كما أننا نواجه تحديا آخر من التساؤلات الكبرى الفلسفية بينما نحن نفكر متى يكون من اللائق للدولة أن تفرض الرقابة على النقاش العام اذا كان ذلك يوفر مصلحة أكبر للمجتمع .
والدولة الملتزمة بالثقافة المنفتحة سوف تدافع عن التعبير والضمير الانساني في كل تنوعاتهما الرائعة وتحمي حرية الكلام وحرية الصحافة وحرية العقيدة وحرية الارتباط والتجمع وحرية مسيرات الاحتجاج السلمية , هذه الحريات لن تمتد فقط الى الجدل السياسي ولكنها ستغطي أيضا الأبحاث الفنية والعلمية .
بيانات الكتاب
تأليف : رودنى أ، سموللا
الترجمة : كمال عبد الرءوف
الناشر : الجمعية المصرية لنشر المعرفة
عدد الصفحات : 590 صفحة
الحجم : 13 ميجا بايت