الصهيونية والعنف لــ عبد الوهاب المسيري
يتناول الكتاب قضية العنف والصهيونية بشكل عام، ويتناول ما يمكن تسميته "النقد الصهيوني للشخصية اليهودية" وهو مستمد من أدبيات معاداة السامية أي معادة اليهود، فالصهيونية، على عكس ما يتصور الكثيرون، "تكره " اليهود وتطرح نفسها بديلا للعقيدة اليهودية. ومن ثم نجد ان وصف الصهاينة لليهود واليهودية لا يختلف في أساسياته عن وصف أعداء اليهود لهما، فيتهم الصهاينة يعود المنفي، أي يهود العالم، بالهامشية والشذوذ والطفيلية والعجز، وأنهم لا نفع لهم.
المقدمة
تناولت عدة دراسات باللغة العربية قضيتي الإرهاب الصهيوني والعنصرية الصهيونية. وتميل معظم هذه الدراسات إلى التركيز على الجرائم (الإرهابية والعنصرية) التي ارتكبها الصهاينة (كأفراد وكجماعات وكمؤسسات) ضد الفلسطينيين العرب، ولا تتناول-إلا فيما ندر-الأسباب التي أدت إلى النتائج، والأنماط العامة المتكررة التي تنضوي تحتها هذه "الجرائم"، أي أن هذه الدراسات –في معظمها-تميل إلى السرد التاريخي (دون أن نتناول الاتجاه العام لهذا التاريخ) وإلى حشد المعلومات (دون أن تتناول النموذج الكامن وراءها). ونظراً لالتصاق هذه الدراسات بالأحداث المتفرقة، فقدنا الرؤية الكلية للظواهر، وأصبحت نماذجنا التفسيرية في غاية الضعف ووحل البكاء والعويل محل الفهم والتحليل والتفسير.
لكل هذا وجدنا ان المكتبة العربية تحتاج لدراسة تتناول الأبعاد الدنيوية اللصيقة بالظاهرة الصهيونية والنموذج الكامن وراء الحوادث الإرهابية والعنصرية المتفرقة. وقد وجدنا ضالتنا في موضوع العنف (الذي يتجاوز كلاً من الإرهاب والعنصرية ولكنه يتضمنها في الوقت ذاته). ومن هنا عنوان هذه الدراسة الصهيونية والعنف.
القول بانه جزء عضوي من الظاهرة الصهيونية نفسها، وهي ظاهرة غريبة وعرقية، وإمبريالية وليست ظاهرة يهودية (كما يظن البعض وكما نبين في هذا الكتاب).
والعنف –شأنه شأن العنصرية-جزء لا يتجزأ من التشكيل الإمبريالي الغربي الذي لم يحصل على ما حصل عليه من مكاسب، ولم ينهب ما نهب من ثروات من خلال المفاوضات والحديث العقلاني الهادئ، وإنما من خلال الإبادة والإحلال والقمع العسكري.
يبدا الكتاب بالفصل الأول والثاني اللذين يتناولان النقد الصهيوني للشخصية اليهودية (هامشيتها وشذوذها وعجزها) والحلول الصهيونية لهذه الإشكالية (إعادة تعريفها في إطار عرقي واثني –تحديثها بحيث تصبح شخصية داروينية. إلخ).
ويتناول الفصل الثالث الرؤية الصهيونية للذات. أما الفصل الرابع فيتناول الإرهاب الناجم عن وضع الرؤية الصهيونية لليهود موضع التنفيذ.
وابتداء من الفصل الخامس يبدأ الكتاب في التعامل مع العنف الصهيوني ضد العرب، فيتناول هذا الفصل العنف الفكري ضد العرب. اما الفصلان السادس والسابع فيتناولان الصهيونية باعتبارها ظاهرة استعمارية استيطانية. وتتناول الفصول التالية (الثامن والتاسع والعاشر) أثر هذه الاستيطانية على نظرية الأمن الإسرائيلية، وعلى المفهوم الإسرائيلي للصراع وللحكم الذاتي، وعلى علاقة الاقتصاد الإسرائيلي بالاستيطان. أما الفصل الحادي عشر فيتعامل مع جانب آخر من الصهيونية، وهو الصهيونية لا باعتبارها استعماراً استيطانيا وحسب، وإنما باعتبارها استعماراً استيطانية إحلاليه.
وتتناول الفصول الأخيرة تراث الإرهاب الصهيوني ومؤسساته المختلفة، باعتبارها جزءاً عضويا من العنف الصهيوني ومرحلي متبلورة منه، وليس أمراً عرضيا دخيلاُ عليه.
وهناك ملحق للكتاب يتناول المصطلحات الأساسية التي يستخدمها الكتاب (الحولية العلمانية الشاملة – الجماعات الوظيفية والدولة والوظيفية – الصيغة الصهيونية الأساسية الشاملة وتهويدها – الديباجات الصهيونية المختلفة). وبإمكان القارئ أن يعود لها، أو أن يبدأ بقراءة الملحق إن شاء.
بيانات الكتاب
الاسم: الصهيونية والعنف من بداية الاستيطان إلى انتفاضة الأقصى
تأليف: عبد الوهاب المسيري
الناشر: دار الشروق
رقم الطبعة: الطبعة الثانية
سنة النشر: 2002
الحجم: 11 ميجا
تحميل الكتاب مجاناً
قراءة الكتاب اونلاين
أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب