الحكم والأمثال العربية.. خلاة فلسفة العرب.. وعصارة تقاليدهم وعاداتهم، ومرآة ناصعة لصفاتهم التى تحلوا بها.. تظهر ما تمتع به العرب من ذكاء فطرى وعبقرية فذة نفذوا بها فى أعماق النفس الإنسانية فعبروا عما فيها من كرم وبخل وشجاعة وجبن وحب وبغض ومروءة ولؤم.. فجاءت أمثال العرب وحكمهم مصابيح هدى تنير الطريق وتريح النفس.. غير أن المتعة تزداد إذا تعرفنا على القصص والمواقف التى قيل فيها المثل.. وهذا ما صنعة مؤلف هذا الكتاب.. إذ انتقى أشهر الأمقال العربية وأروعها عرض قصة كل مثل.. بأسلوب شيق رائع، وبين المواضع التى يضرب فيها المثل.. فجاء الكتاب حافلاً بالفائدة والإمتاع
مقتطفات من الكتاب
الأمثال مرآة الشعوب .
خلاصة فلسفتها وعقيدتها ورؤيتها في الحياة .
عصارة تقاليدها وعاداتها على مر السنين والقرون .
الجانب الاجتماعي في تاريخ حياة الأوطان .
والأمثال العربية القديمة تعكس الملامح النفسية والذوقية والفكرية للبيئة العربية في ذلك الزمان لا سيما وأنها ما زالت تعيش في عصورنا الحالية بكل ما تحفل من حكمة وعظة وتجربة .
وقد حفلت كتب التراث العربي بالعديد من المؤلفات التي جمعت الأمثال العربية بكل صنوفها وأشهر هذه الكتب " مجمع الأمثال " للميداني وكتاب الأمثال للسدوسي والذي يعد من أقدم كتب الأمثال العربية التي تناولتها بالشرح والتفسير .
وهناك كتاب " أمثال العرب " للمفضل الضبى .. و " جمهرة الأمثال " لأبي هلال العسكري و " الأمثال " للحمزة الأصفهاني وغيرها وكلها تعكس عادات الشعب العربي وسلوكه وأخلاقه وتقاليده فأصبحت معينا لا ينضب لدراسة المجتمع العربي ولغته وعاداته الشعبية .
وقد تناول ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد أهمية الأمثال وقيمتها وأفرد لها فصلا مستقلا هو " الجوهرة في الأمثال " فقال عنها : " هي وشي الكلام وجوهر اللفظ وحكى المعاني والتي تخيرتها الشعوب وقدمتها العجم ونطق بها في كل زمان وعلى كل لسان " .
فهي أبقى من الشعر وأشرق من الخطابة لم يسر شيء سيرها ولاعم عمومها حتى قيل " أسير من مثل " وفي ذلك قال الشاعر :
ما أنت الا مثل سائر يعرفه الجاهل والخابر
وقد ضرب الله عز وجل الأمثال في كتابه وضربها رسول الله صلى الله عليه وسلم في كلامه .
قال الله عز وجل : " يأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له " وقال " وضرب الله مثلا رجلين " ومثل هذا كثير في القرآن .
وكانت الأمثال عند العرب وسيلة للوصف والحكمة والتدليل على رأيهم ووجهة نظرهم وفلسفتهم في الناس والعادات والتقاليد والقيم والسلوك والصفات والسمات للآخرين .
فقد ضربوا المثل ببعض الشخصيات التي اشتهرت بصفة معينة تميزها مثل قولهم : أسخى من حاتم وأدهى من قيس وأعز من كليب بن وائل وأوفى من السموءل وأبلغ من سحبان بن وائل وأحلم من الأحنف بن قيس وأكذب من مسيلمة الحنفي .
وحين يتمثلون بالحيوانات يقولون : أشجع من أسد وأمضى من ليث وأبصر من عقاب .
أما حين يتمثلون بمظاهر الطبيعة والكون حولهم فيقولون : أهدى من النجم وأسمح من البحر وأمضى من السيل .
وهناك أمثلة تحض على صفات جيدة في الناس مثل الحض على كتمان السر فيقال : صدرك أوسع لسرك وقيل لأعرابي : كيف كتمانك السر ؟ فقال " ما صدري الا قبر " .
وحول انجاز الوعد قالوا : أنجز حر ما وعد , من أخر حاجة فقد ضمنها وعن الحزم قالوا : غثك خير لك من سمين غيرك ومثل قولهم : " قد جنت عليهم براقش " وبراقش كلبة لحي من العرب مربهم جيش ليلا ولم ينتبهوا لهم فنبحت " براقش " فدلت عليهم .
بيانات الكتاب
تأليف : وليد ناصيف
الناشر : دار الكتاب العربي للنشر والتوزيع
عدد الصفحات : 170 صفحة
الحجم : 6 ميجا بايت