فى هذه السيرة الذاتية الواقعية المعبرة التى تستحوذ على كيان القارىء. يبحث ابن رجل أفريقى وسيدة أمريكية عن معنىً حقيقى لحياته كأمريكى أسود. وتبدأ أحداث هذه القصة فى نيويورك حيث تلقى باراك أوباما خبر وفاة والده فى حادث سيارة؛ والده الذى كان فى عينيه أسطورة أكثر من كونه إنساناً عادياً. وهذا الموت المفاجىء أشعل بداخله فتيل رحلة عاطفية تبدأ فى مدينة صغيرة فى كانساس يتعقب منها هجرة عائلة والدته إلى هاواى، ثم تأخذه الرحلة إلى كينيا حيث يقابل الفرع الكينى من شجرة عائلته، ويواجه الحقيقة المرة لحياة والده، وفى النهاية ينجح فى رأب الصدع بين شقى إرثه الممزق
مقدمة
مر ما يقرب من عقد من الزمان منذ نشر هذا الكتاب للمرة الأولى وكما أذكر في التمهيد الأصلي تسنت لي فرصة تأليف هذا الكتاب وأنا في كلية الحقوق بعد انتخابي أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي لمجلة " هارفارد لو ريفيو " .
ففي أعقاب نيلي نصيبا متواضعا من الشهرة تلقيت عرضا من أحد الناشرين وحصلت منه على دفعة مقدمة من مبلغ التعاقد وبدأت العمل وأنا أؤمن أن قصة عائلتي ومحاولاتي لفهم تلك القصة قد تخاطب بصورة ما صدوع العنصرية التي كانت سمة التجربة الأمريكية وأيضا حالة الهوية غير الثابتة – القفزات عبر الزمن وتصادم الثقافات – التي تمثل سمة حياتنا العصرية .
وعلى غرار من يؤلف كتابا للمرة الأولى غمرتني مشاعر الأمل واليأس فور نشر الشابة ويأس من أن أكون قد فشلت في أن أقول شيئا كان ينبغي أن أقوله .
أما الحقيقة فكانت تقع في مكانة بين هذا وذاك فجاءت المقالات النقدية عن الكتاب ايجابية شيئا ما وكانت الجماهير تحضر بالفعل الندوات التي نظمها الناشر وتجري فيها قراءة أجزاء من الكتاب .
لم تكن المبيعات مبهرة وبعد بضعة أشهر مضيت قدما في حياتي المهنية وكلي ثقة بأن مستقبلي في تأليف الكتب سيكون قصيرا لكني كنت سعيدا بأني خضت تلك التجربة وخرجت منها دون مساس بكرامتي .
لم يتسن لي الكثير من الوقت للتفكير طوال السنوات العشر التالية فقد أدرت مشروعا لتسجيل الناخبين في دورة انتخابات عام 1992 م وبدأت العمل محاميا في مجال الدفاع عن الحقوق المدينة وشرعت أدرس مادة القانون الدستوري في جامعة شيكاغو واشتريت أنا وزوجتي منزلا ورزقنا بطفلتين رائعتين ومشاغبتين تتمتعان بصحة جيدة وكنا نجاهد لدفع تكاليف معيشتنا وعندما أصبح أحد المقاعد في المجلس التشريعي في ولاية الينوي شاغرا عام 1996 م , أقنعني بعض الأصدقاء أن أرشح نفسي وبالفعل فزت بالمقعد .
حذرني البعض قبل أن أشغل المنصب من أن السياسات داخل الولاية تفتقد الى البريق الذي يشع من نظيرتها في واشنطن فالمرء يمدح لكن وراء الستار وغالبا في موضوعات تعني الكثير للبعض ولكن رجل الشارع يمكنه أن يغض طرفه عنها دون أن يشوب تصرفه هذا شائبة " مثل اللوائح المتعلقة بالمنازل المتنقلة أو التداعيات الضريبية لانخفاض قيمة معدات الزراعة " .
ومع ذلك وجدت العمل مرضيا غالبا لأن نطاق السياسات داخل الولاية يسمح بالتوصل الى نتائج ملموسة – توسيع خدمة التأمين الصحي لتشمل أطفال الفقراء أو تعديل القوانين التي تتسبب في ارسال الأبرياء لصفوف الموت – في ظل اطار زمني معقول وأيضا لأنه بداخل مبنى المجلس التشريعي لولاية صناعية كبيرة مثل الينوي يرى المرء كل يوم وجه أمة في حوار مستمر : أمهات من الأحياء المكتظة بالسكان ومزارعي الذرة والفول والعمال والمهاجرين الذين يعملون باليومية الى جانب المصرفيين في البنوك الاستثمارية في الضواحي جميعهم يتدافعون ليحصلوا على فرصة لسماعهم وجميعهم مستعدون بقصص ليرووتها .
قبل بضعة شهور فزت بترشيح الحزب الديمقراطي لمقعد في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية الينوي .
كان سباقا صعبا في ساحة تزدحم بالمرشحين الماهرين البارزين الذين يحظون بتمويل كبير .
وكان ينظر الي – وأنا رجل أسود له اسم مضحك لا يحظى بأي دعم مؤسسي ولا يمتلك ثروة شخصية – على أن امكانية فوزي مسألة بعيدة المنال , وهكذا عندما فزت بأغلبية الأصوات في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي .
الاسم : أحلام من أبي
تأليف : باراك أوباما
الترجمة : هبة نجيب
الناشر : منشورات كلمة
عدد الصفحات : 506 صفحة
الحجم : 8 ميجا بايت
مقتطفات من الكتاب
مر ما يقرب من عقد من الزمان منذ نشر هذا الكتاب للمرة الأولى وكما أذكر في التمهيد الأصلي تسنت لي فرصة تأليف هذا الكتاب وأنا في كلية الحقوق بعد انتخابي أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي لمجلة " هارفارد لو ريفيو " .
ففي أعقاب نيلي نصيبا متواضعا من الشهرة تلقيت عرضا من أحد الناشرين وحصلت منه على دفعة مقدمة من مبلغ التعاقد وبدأت العمل وأنا أؤمن أن قصة عائلتي ومحاولاتي لفهم تلك القصة قد تخاطب بصورة ما صدوع العنصرية التي كانت سمة التجربة الأمريكية وأيضا حالة الهوية غير الثابتة – القفزات عبر الزمن وتصادم الثقافات – التي تمثل سمة حياتنا العصرية .
وعلى غرار من يؤلف كتابا للمرة الأولى غمرتني مشاعر الأمل واليأس فور نشر الشابة ويأس من أن أكون قد فشلت في أن أقول شيئا كان ينبغي أن أقوله .
أما الحقيقة فكانت تقع في مكانة بين هذا وذاك فجاءت المقالات النقدية عن الكتاب ايجابية شيئا ما وكانت الجماهير تحضر بالفعل الندوات التي نظمها الناشر وتجري فيها قراءة أجزاء من الكتاب .
لم تكن المبيعات مبهرة وبعد بضعة أشهر مضيت قدما في حياتي المهنية وكلي ثقة بأن مستقبلي في تأليف الكتب سيكون قصيرا لكني كنت سعيدا بأني خضت تلك التجربة وخرجت منها دون مساس بكرامتي .
لم يتسن لي الكثير من الوقت للتفكير طوال السنوات العشر التالية فقد أدرت مشروعا لتسجيل الناخبين في دورة انتخابات عام 1992 م وبدأت العمل محاميا في مجال الدفاع عن الحقوق المدينة وشرعت أدرس مادة القانون الدستوري في جامعة شيكاغو واشتريت أنا وزوجتي منزلا ورزقنا بطفلتين رائعتين ومشاغبتين تتمتعان بصحة جيدة وكنا نجاهد لدفع تكاليف معيشتنا وعندما أصبح أحد المقاعد في المجلس التشريعي في ولاية الينوي شاغرا عام 1996 م , أقنعني بعض الأصدقاء أن أرشح نفسي وبالفعل فزت بالمقعد .
حذرني البعض قبل أن أشغل المنصب من أن السياسات داخل الولاية تفتقد الى البريق الذي يشع من نظيرتها في واشنطن فالمرء يمدح لكن وراء الستار وغالبا في موضوعات تعني الكثير للبعض ولكن رجل الشارع يمكنه أن يغض طرفه عنها دون أن يشوب تصرفه هذا شائبة " مثل اللوائح المتعلقة بالمنازل المتنقلة أو التداعيات الضريبية لانخفاض قيمة معدات الزراعة " .
ومع ذلك وجدت العمل مرضيا غالبا لأن نطاق السياسات داخل الولاية يسمح بالتوصل الى نتائج ملموسة – توسيع خدمة التأمين الصحي لتشمل أطفال الفقراء أو تعديل القوانين التي تتسبب في ارسال الأبرياء لصفوف الموت – في ظل اطار زمني معقول وأيضا لأنه بداخل مبنى المجلس التشريعي لولاية صناعية كبيرة مثل الينوي يرى المرء كل يوم وجه أمة في حوار مستمر : أمهات من الأحياء المكتظة بالسكان ومزارعي الذرة والفول والعمال والمهاجرين الذين يعملون باليومية الى جانب المصرفيين في البنوك الاستثمارية في الضواحي جميعهم يتدافعون ليحصلوا على فرصة لسماعهم وجميعهم مستعدون بقصص ليرووتها .
قبل بضعة شهور فزت بترشيح الحزب الديمقراطي لمقعد في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية الينوي .
كان سباقا صعبا في ساحة تزدحم بالمرشحين الماهرين البارزين الذين يحظون بتمويل كبير .
وكان ينظر الي – وأنا رجل أسود له اسم مضحك لا يحظى بأي دعم مؤسسي ولا يمتلك ثروة شخصية – على أن امكانية فوزي مسألة بعيدة المنال , وهكذا عندما فزت بأغلبية الأصوات في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي .
بيانات الكتاب
تأليف : باراك أوباما
الترجمة : هبة نجيب
الناشر : منشورات كلمة
عدد الصفحات : 506 صفحة
الحجم : 8 ميجا بايت