مقتطفات من الكتاب
تقديم
بسم الله الرحمن الرحيم . والحمد لله رب العالمين . وصلي اللهم على سيدنا محمد وآله والتابعين بإحسان الى يوم الدين . وبعد .
فهذا هو الكتاب الثالث لي عن إمبراطوريات المغول , أختص به دولة التتار , التي أسسها جنكيز خان .
ولكن لكي نتكلم عن التتار , لابد في البداية أن نتكلم عن الدول الإسلامية المجاورة لتلك البقعة , التي انبثت منه هذه الفئة من البشر التي علت في الأرض , فهاجت وماجت , واكتسحت أمامها القوي والضعيف من بلاد العلم الإسلامي وغيره . حتى وصلت آسيا الصغرى , وحاربت بايازيد الأول أحد أهم ملوك العثمانيين فأسرته واحتلت بلاده . ولو أرادوا لأخذوا أوربا بأثرها , ولغيروا تاريخ وخريطة العالم بأثره .
لقد ظهرت تلك الدولة الغريبة الأطوار , في زمان هو بالضبط زمانها , ففي وقت الضعف تطفوا الشوائب , وتتأسد الحشرات , وتسود الفئات الخاملة , والتي لم يكن لها من قبل من الأمر شيئا . فتصول وتجول ثم تأتي الصحوة , وينتبه الغافلون , فتهدأ تلك الفورة , وترجع الأمور الى نصابها .
فبينما كانت الدولة الإسلامية في أشد أوقات تشرذمها , واقتتال أهلها مع بعضهم البعض , طمعا في الحكم , وغفلة عن الدين , ظهر أمر تلك الشعوب المغولية . فانتشرت وتطورت وأرعدت وسادت في زمن قياسي . ليس بالقصير , ولكنه بالنسبة لم تحقق من سيطرتها وتملكها لتلك المساحات الشاسعة من العالم , وما وقع من تخريب ودمار , يعد في عمر الزمان قصير .
وكما تخالفت الأسباب لظهورهم . فقد جاء نفاذ أمرهم وذهاب أسطورتهم على يد مملوك من مصر . أخلص النية هو ورجاله لله , فكانوا سببا في عتق العالم من هذا التوسونامي البشري المخرب . لقد توقف زحف المغول , وذهب الروع عن العالم بتوفيق الله لهذه الفئة الصادقة , التي تكاتفت من أجل الذب عن دينها وعرضها وأهلها . فكسروا تلك الشوكة الحادة التي كسحت أمامها الأخضر واليابس . وما راعت حرمة ولا دين . وما تركت صغيرا ولا كبيرا .ولا رجل ولا امرأة ولا طفل . لقد وصفها الكتاب والمؤرخون بكل نقيصة , وهي أهلا لذلك . وكان الزمان يسمح بذلك , وكانت الظروف كلها مواتية لأفعالهم ففعلوه ولم يتوانوا .
لقد كانت الهجمة التتارية على العالم الإسلامي خاصة . ابتلاء من الله على تفرقهم وشرذمتهم وقتل بعضهم بعضا . وسعي كل واحد من الأمراء لاستفراغ ما في إناء أخيه . ولو بسفك دمه , فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا . وقذف في قلوبه الرعب , فكان الواحد منهم يسلم نفسه ويستسلم دون مقاومة . أو طمعا في رشوة قائد هؤلاء الغزاة . الذين لم يكن لهم بقاء على من استسلم أو قاوم . لقد أتوا على الصغير قبل الكبير . وعلى النساء قبل الرجال . وهدموا البيوت وقطعوا الأشجار والزروع . لقد أرادوها بقدر الله خرابا وعبرة , والحكمة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
ولولا أن قيض الله لهذه الأمة , هذا القائد المخلص , وهذا المحارب الجسور , وألهمه الفكر السليم , وأطوع له قلوب الناس , لبادت بقية دول الإسلام . في إفريقيا كما تم على بلاد آسيا . ولكن الله سلم , وكانت نهاية المد المغولي على يد قطز ورجاله المخلصون .
فهل ننتبه . وهل يعرف الناس طريق الصواب فيسلكوه ؟
مقدمة وتمهيد
إذا كنا في هذا الكتاب بصدد الكلام عن السلطان قطز . هذا الرجل الذي قهر التتار وأوقف تقدمهم في بلاد المسلمين بإفريقية . بل وأخرجهم من بلاد الشام , فهذا سيجرنا بالطبع للكلام عن المماليك وتاريخهم بصورة مختصرة . بناء على أننا سنفصل هذا داخل الكتاب . أما كلامنا عن المماليك فأساسه أن هذا السلطان الذي يعد محور هذا الكتاب , هو مملوك أيوبي , وبناء عليه فيجب الحديث عن المماليك . وعن الدولة الأيوبية والأيوبيين . ثم سينتقل بنا الحدث بطبيعة الحال الى ذكر أحوال وأيام قطز وحياته وجهاده وموته .
ولكن قبل أن نتكلم عن المماليك , نأخذ فكرة مختصرة عن هذا العدو . الذي حارب العالم , واكتسح البلاد ,
بيانات الكتاب
الاسم : قطز هازم التتار
تأليف : الصاوى محمد الصاوى
الناشر : مكتبة النافذة
عدد الصفحات : 250 صفحة
الحجم : 6 ميجا بايت
تحميل كتاب قطز هازم التتار
تقديم
بسم الله الرحمن الرحيم . والحمد لله رب العالمين . وصلي اللهم على سيدنا محمد وآله والتابعين بإحسان الى يوم الدين . وبعد .
فهذا هو الكتاب الثالث لي عن إمبراطوريات المغول , أختص به دولة التتار , التي أسسها جنكيز خان .
ولكن لكي نتكلم عن التتار , لابد في البداية أن نتكلم عن الدول الإسلامية المجاورة لتلك البقعة , التي انبثت منه هذه الفئة من البشر التي علت في الأرض , فهاجت وماجت , واكتسحت أمامها القوي والضعيف من بلاد العلم الإسلامي وغيره . حتى وصلت آسيا الصغرى , وحاربت بايازيد الأول أحد أهم ملوك العثمانيين فأسرته واحتلت بلاده . ولو أرادوا لأخذوا أوربا بأثرها , ولغيروا تاريخ وخريطة العالم بأثره .
لقد ظهرت تلك الدولة الغريبة الأطوار , في زمان هو بالضبط زمانها , ففي وقت الضعف تطفوا الشوائب , وتتأسد الحشرات , وتسود الفئات الخاملة , والتي لم يكن لها من قبل من الأمر شيئا . فتصول وتجول ثم تأتي الصحوة , وينتبه الغافلون , فتهدأ تلك الفورة , وترجع الأمور الى نصابها .
وكما تخالفت الأسباب لظهورهم . فقد جاء نفاذ أمرهم وذهاب أسطورتهم على يد مملوك من مصر . أخلص النية هو ورجاله لله , فكانوا سببا في عتق العالم من هذا التوسونامي البشري المخرب . لقد توقف زحف المغول , وذهب الروع عن العالم بتوفيق الله لهذه الفئة الصادقة , التي تكاتفت من أجل الذب عن دينها وعرضها وأهلها . فكسروا تلك الشوكة الحادة التي كسحت أمامها الأخضر واليابس . وما راعت حرمة ولا دين . وما تركت صغيرا ولا كبيرا .ولا رجل ولا امرأة ولا طفل . لقد وصفها الكتاب والمؤرخون بكل نقيصة , وهي أهلا لذلك . وكان الزمان يسمح بذلك , وكانت الظروف كلها مواتية لأفعالهم ففعلوه ولم يتوانوا .
لقد كانت الهجمة التتارية على العالم الإسلامي خاصة . ابتلاء من الله على تفرقهم وشرذمتهم وقتل بعضهم بعضا . وسعي كل واحد من الأمراء لاستفراغ ما في إناء أخيه . ولو بسفك دمه , فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا . وقذف في قلوبه الرعب , فكان الواحد منهم يسلم نفسه ويستسلم دون مقاومة . أو طمعا في رشوة قائد هؤلاء الغزاة . الذين لم يكن لهم بقاء على من استسلم أو قاوم . لقد أتوا على الصغير قبل الكبير . وعلى النساء قبل الرجال . وهدموا البيوت وقطعوا الأشجار والزروع . لقد أرادوها بقدر الله خرابا وعبرة , والحكمة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
ولولا أن قيض الله لهذه الأمة , هذا القائد المخلص , وهذا المحارب الجسور , وألهمه الفكر السليم , وأطوع له قلوب الناس , لبادت بقية دول الإسلام . في إفريقيا كما تم على بلاد آسيا . ولكن الله سلم , وكانت نهاية المد المغولي على يد قطز ورجاله المخلصون .
فهل ننتبه . وهل يعرف الناس طريق الصواب فيسلكوه ؟
مقدمة وتمهيد
ولكن قبل أن نتكلم عن المماليك , نأخذ فكرة مختصرة عن هذا العدو . الذي حارب العالم , واكتسح البلاد ,
بيانات الكتاب
الاسم : قطز هازم التتار
تأليف : الصاوى محمد الصاوى
الناشر : مكتبة النافذة
عدد الصفحات : 250 صفحة
الحجم : 6 ميجا بايت
تحميل كتاب قطز هازم التتار