الاثنين، 6 يونيو 2011

بعد تشجيع الوزير .. كتاب مصر يطورون "مكتبة المدرسة"






محيط – سميرة سليمان

أبدى عدد من الكتاب ارتياحهم لقرار وزير التربية والتعليم د. أحمد جمال الدين بإشراكهم في عملية تطوير المكتبات المدرسية

وقال د. حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق أن الفكرة تأخر تنفيذها، ولا يمكن أن تظل مؤسسات مصر الهامة وعلى رأسها المدارس بلا مكتبات حقيقية.

مضيفا : الولايات المتحدة الأمريكية رصدت 180 مليون دولار لنشر كتب التنوير والعولمة، التي تحوي بعضها قيما تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي، ولذا يجدر بنا رصد ميزانية كبيرة لتنوير العقول المصرية.

ولابد لتلك المكتبات كما يرى طاهر أن تكون منظمة ومزودة بالوسائل الحديثة للبحث عن الكتب والكفاءات البشرية في مجال العمل المكتبي، وأن تراعى الكتب بداخلها الفئة العمرية للمستفيدين.

وعلى سبيل المثال يجب الإهتمام بالكتب العلمية والأدبية في المرحلة الثانوية، ولابد أن يقدم المثقفون اقتراحات لأهم الكتب التي يجب أن تشملها المكتبات المدرسية .

كما يؤكد طاهر أهمية أن تحوي مكتباتنا كتب تراثية من أمهات الفكر مثل أعمال بن المقفع والشعراء البحتري والمتنبي والكتب الطريفة مثل "البخلاء" للجاحظ ، مؤكدا أن القائمين على المناهج في مصر يختارون نصوصا تنفر الطلاب ولا تحببهم في اللغة .

ويمكن الإستعانة بكتب لشوقي وحافظ والمنفلوطي والعقاد والرافعي، ومقالات علي أمين وهيكل وأنيس منصور، وكتب تبسيط العلوم .

أما في مجال التاريخ فيقترح طاهر أن نركز على التاريخ الفرعوني والفترة القبطية ثم الحضارة الإسلامية، وهذا الفهم للتاريخ سيقضي مبكرا على أي فتنة طائفية .

ويقول طاهر أن المعلم في الفصل عليه واجب تشجيع الطلاب على القراءة الحرة، ويدعو لأن تكون حصة المكتبة جزء من النشاط التعليمي، ونتذكر القول الحكيم " الأسد ليس إلا عدة خراف مهضومة" وكذلك الإنسان كلما زادت قوته الفكرية زادت قوته وقدراته العامة .






دور النشر

الباحث السياسي د.سيد عيسى يرى ضرورة الاستعانة بالموسوعة التي صدرت عن دار "نهضة مصر" وهي موسوعة سياسية للشباب، تضم حوالي 20 كتابا عن السياسة والثقافة والاقتصاد شارك بها هو بكتاب عن الدساتير المصرية، وشارك بها أيضا وزير التربية والتعليم الحالي الذي كتب عن الخصخصة، د. عمار علي حسن، د.عمرو الشوبكي، د.جمال عبد الجواد، ود.منار الشوربجي وغيرهم، وهي تناسب مرحلة ما قبل الجامعة.

ويرى عيسى أن هناك ندرة في الكتب التي توصل الوعي السياسي والتاريخي بشكل مبسط للشباب، والكتابة المتخصصة عموما منفرة للقاريء، ولكن دور النشر تلعب دورا هاما أيضا في ذلك حينما ترفض نشر الكتب لغير الأكاديميين في مجالات السياسة والتاريخ .

أما د. سهير المصادفة رئيس تحرير سلسلة الجوائز بهيئة الكتاب فرأت أن منع دخول الكتب للمدارس لأسباب رقابية كان أزمة ثقافية نواجهها في الماضي، وأدت لانحدار التعليم مع اوائل الثمانينات.

ودعت المصادفة لأن تكون اللجنة التي يشكلها الوزير لتطوير مكتبات المدارس ليست من الوجوه المكررة المألوفة من الكتاب، والذين يمكن أن يمنعوا كتب ويروجوا لكتب دون سبب موضوعي.

وقالت المصادفة أنها في المرحلة الثانوية كانت تقرأ الأدب العالمي المترجم ، ولكن ذلك لم يعد في المدارس المصرية الآن وذلك على الرغم من أن مكتبة المدرسة هي المكان الذي يكتشف فيه الطالب نفسه.

وتقترح المصادفة أن نشجع الطلاب على كتابة ملاحظاتهم على كتاب يقرأونه، وأن نمد المكتبات المدرسية بروائع الأدب العالمي الحديث والكلاسيكي وأن يكون بعضها بلغته الأصلية دون ترجمة لنشجع الطلاب على تنمية لغات جديدة .







موضوعية الاختيار

الروائية سلوى بكر كانت دوما تدعو في لقاءاتها بالتحام المثقفين بوزارة التربية والتعليم أبدت تفاؤلها بالمشروع الجديد، مقترحة أن تعمم المكتبات في جميع الأحياء المصرية لتثقيف المواطنين .

وترشح بكر كتب مثل "كليلة ودمنة" و"ألف ليلة وليلة" و"الأغاني" للأصفهاني، وأعمال نجيب محفوظ وطب حسين وأمل دنقل ، ليطالعها النشء.

ترى بكر أن اللجنة يجب أن تبتعد عن المصالح والتنفيع المتبع سابقاً في تقرير المناهج وفرض المقررات، حيث تفرض مقررات لأسماء مقربة من النظام السابق مثلما حدث مع مؤلفات دكتور مصطفى الفقي، وإبراهيم نافع وهي مؤلفات غير مرغوبة من الطلاب.

ومن الكتب التي تقترحها بكر لتصبح نواة المكتبات المدرسية "في ظلال القرآن" لسيد قطب، مشيرة إلى أنها قرأته في مكتبة المدرسة قبل أزمة عبد الناصر مع الإخوان، وكتب إجمالا في كل فروع المعرفة.

كما تتذكر بكر كتابا قراته في المدرسة بعنوان "العلم في فنجان" قدم لها الأفكار العلمية بطريقة مبسطة يسهل فهمها وتذكرها.

ومن الأسماء التي تقترحها لعضوية لجنة تطوير المكتبات د.حامد عمار التربوي الكبير ، د. عبد المعطي بيومي، د.تهاني الجبالي، د.نيللي حنا ود. زبيدة عطا لكتب التاريخ، وفي الأدب خيري شلبي فضلا عن أساتذة الآثار مثل د. عبد الحليم نور الدين، ود. عصام شرف الذي يهتم باختراعات الناشئة.

فضلاً عن كتب عن التذوق الفني ويمكن أن ينتقيها الفنان الكبير صلاح عناني، وكتب أعلام الفن والموسيقى وقد صدر عنها سلسلة عن الهيئة العامة للكتاب ।

المصدر:

http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=473463&pg=८