بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدِ اللهِ قس بن ساعدة إلى أميرِ المؤمنينَ عمرَ بن الخطاب ، سلامُ اللهِ عليكَ ورحمتهُ وبركاتهُ وبعد :
هذه رِسَالتي الثَّالثَةَ إليكَ ... تأخَّرتُ كثيراَ في كِتابتِها لأنَّ البُومَةَ التي تُوحِي إليّ لكَثرةِ الجُروحِ كفَّتْ عنِ الوَّحي . فلم أَعد أَعرفُ يا مولاي أَيُّ جُرحٍ أَنْكَأ ! فلتَعذُرنِي هذهِ المرَّةَ إنْ كنتُ سَأفسدُ عليكَ أُمسِيتكَ , أمْ أنَّ الوقتَ في جَناتِ عدنٍ لا تَجري عليهِ المساءاتُ فهُو صَباحٌ مُشرقٌ بنور ربه .
بِمَا أَنَّنَا اتفقنا في المرَّتين السَّابقتينِ يا مولايَ على أَن نُطلقَ عِنانَ الجِراحِ , على مبدَأ شرِّ البليَّةِ ما يُضحِك , فَلنُوقِفْ هذه المقدِّمات, ولأُخبِركَ بأنَّ غولدا مائيير, وهي عجوزٌ شَمطَاءَ , كانتْ رئيسةَ الغُدَّةَ السَّرطَانيةَ المُسمَاةِ إسرائيلَ, سُئِلت يوماً عن أَتعسِ يومٍ مرَّ عَليهَا مُنذُ قِيامِ الدَّولةِ , وعن أَسعدِ يومٍ . فَقَالتْ : إنَّ أَتعسَ يومٍ مرَّ عليَّ هو يومُ احراقِ المسجدِ الأقصى ! فقد قلتُ في نفسي إنَّ العربَ سيأكلوننَا بِأسنَانِهم صَبيحةَ اليومِ التَّالي , وأَسعدَ يومٍ مرَّ عليَّ هو صَبيحةُ اليومِ التَّالي , حينَ وجدتُ أنَّ أَسنَانهم صَدِئَة , وأَنَّ لَحمنَا لم تَعد تَستسِيغُه أَفواهُهم , وتذكَّرتُ أنَّ المرأةَ العربيةَ كانتْ حينَ تزفُّ ابنتَها إلى زوجِها توصِيهَا بأَن تخلعَ عنه عمَامتَه ,وترميهَا أرضاً ,فان غضبَ فهو رجلٌ وعليهَا أن تحذرَ وتكن امراةً ونقطة أولَ السَّطر ! وإن لم ترَ في عينيِه غير الشَّبق, فانه دابةٌ فلتمطَتيهِ كيفمَا شاءتْ, فقلتُ لأعضاءِ الكنيست : لقد دخَلنَا في مرحَلةِ الامتِطَاء ! ومَا زالوا يمتطُوننا يَا مولاي!
وبمَا أننا فتحنَا بابَ السُّخريةِ على مصْراعيهِ يا مولايَ, فاعلم أن َّشِمعون بيريز, قال: إنَّ العربَ لا يقرأون, وإذا قرأوا لا يفهَمون ,وإذا فهِموا لا يعمَلون, وإذا عمِلوا لا يخِلصُون ,والوليلُ لنا إذا اخلصوا, ولكني لا أرى هذا يكونُ في زمانِي وقد صَدقتْ نبوءَةُ الرجلِ فينا !
وقبلَ أنْ نغلقَ ملفَّ بيريز, لا ضَيرَ أَن تعرفَ يا مولايَ ,أنَّ شَيخَ الأزهرِ التَقى به ِفي محافلِ حوارِ الأديانِ, فهرعَ إليهِ ,وصَافحَه بكلتَا يديهِ, ولمَّا سَرَّبت الصُّحفُ الصِّورَ, قالَ مُتذرعاً: إني لم أَكنْ أَعرفهُ, معْ أنَّ ابنتي فاطمةَ, ذاتَ الاعوامِ الثَّلاثة تعرفُه يا مولايَ! فقد حرصْتُ أن أُعرِّفها عليهِ ,لأَننا لا نستطيعُ أن نحارب َشخصاً لا نكرهُه, ولن نكرهُه ما لم نَعرفهُ, ولكن على مَا يبدُو فانَّ الله طهَّر قلبَ شيخِ الأَزهرِ من الكراهِيةِ فهنيئاً لهُم بِه !
وليسَ بعيداً عن بيتِ المقدسِ ,التي صَارتْ دارَ غولدا, وشِمعون, ومائيير ,وعاميير, فانَّ محمود عباس,_ يا مولايَ_ يهددُ أمريكَا وإسرائِيلَ بأَنَّه لن يترشَّح َلانتخاباتِ الرئاسَةِ إنْ لم يوقِفُوا الاستِيطانَ, ويعودُوا صَاغرينَ إلى مائِدة ِالمفاوضَاتِ. ولكنِّي أُطمئنُكَ ,وأُطمئِنُ روَّادَ السَّاخِرِ الكِرامِ ,أَنَّه سيعدِلُ عن قَرارِه, وسيترشَّحُ نُزولاً عندَ رغبَةِ الجَماهيرِ, طَبعاً دونَ أن توقِفَ إسرائيلُ الاستيطانَ .ولكن لا بدَّ مِنْ مائِدةِ مفاوضَاتٍ , فَهُمْ بحَاجةٍ إلى توقيعٍ على أًخذِ ما تبقَّى من أَرضٍ, ومَاءٍ في الوجهِ !
حانَ الوقتُ لنغلقَ بابَ الهزائِمِ يا مولايَ ,ونفتحَ بابَ الانتصاراتِ ,فإنَّ البومَ الذي هو أَنا, سيزفُّ لكَ على غيرِ عَادةٍ خبراً سَعيداً ,ستطربُ له, فقد قامَ الشيف رمزي شويري, مع فريقِ طهوٍ لبنانِيٍّ, بتحطيمِ رقمِ إسرائيلَ القياسِيِّ بصناعَةِ أَكبرِ طَبقِ تَبولةٍ في العَالم, وقالَ : بعدَ تدوينِ الرَّقَمِ في موسُوعَةِ غينيس للأرقام ِالقياسيةِ , إنَّ هذا الانتصَارَ يوازِي انتصَارَ حربِ تموزَ, وإذا فكَّرتْ إسرائِيلُ بتحطِيمِ هذا الرَّقَمِ فنحنُ جاهِزونَ. فمَا رأيكَ بحربِ المَطَابخِ يا مولاي ؟!
السَّاعةُ تشيرُ إلى الثَّانيةِ فجراً يا مولايَ, وأَرى أنَّ بريدي البُوميِّ لم يعدْ يحتَملُ هرطقاتٍ أَكثَر من هَذه ... أترككَ على أملِ أَن أَلقاكَ مرةً أُخرى وإلى تلكَ اللحظَةِ عليكَ سلامُ الله ورحمتهُ وبركاتُه .
أدهم شرقاوي
من عبدِ اللهِ قس بن ساعدة إلى أميرِ المؤمنينَ عمرَ بن الخطاب ، سلامُ اللهِ عليكَ ورحمتهُ وبركاتهُ وبعد :
هذه رِسَالتي الثَّالثَةَ إليكَ ... تأخَّرتُ كثيراَ في كِتابتِها لأنَّ البُومَةَ التي تُوحِي إليّ لكَثرةِ الجُروحِ كفَّتْ عنِ الوَّحي . فلم أَعد أَعرفُ يا مولاي أَيُّ جُرحٍ أَنْكَأ ! فلتَعذُرنِي هذهِ المرَّةَ إنْ كنتُ سَأفسدُ عليكَ أُمسِيتكَ , أمْ أنَّ الوقتَ في جَناتِ عدنٍ لا تَجري عليهِ المساءاتُ فهُو صَباحٌ مُشرقٌ بنور ربه .
بِمَا أَنَّنَا اتفقنا في المرَّتين السَّابقتينِ يا مولايَ على أَن نُطلقَ عِنانَ الجِراحِ , على مبدَأ شرِّ البليَّةِ ما يُضحِك , فَلنُوقِفْ هذه المقدِّمات, ولأُخبِركَ بأنَّ غولدا مائيير, وهي عجوزٌ شَمطَاءَ , كانتْ رئيسةَ الغُدَّةَ السَّرطَانيةَ المُسمَاةِ إسرائيلَ, سُئِلت يوماً عن أَتعسِ يومٍ مرَّ عَليهَا مُنذُ قِيامِ الدَّولةِ , وعن أَسعدِ يومٍ . فَقَالتْ : إنَّ أَتعسَ يومٍ مرَّ عليَّ هو يومُ احراقِ المسجدِ الأقصى ! فقد قلتُ في نفسي إنَّ العربَ سيأكلوننَا بِأسنَانِهم صَبيحةَ اليومِ التَّالي , وأَسعدَ يومٍ مرَّ عليَّ هو صَبيحةُ اليومِ التَّالي , حينَ وجدتُ أنَّ أَسنَانهم صَدِئَة , وأَنَّ لَحمنَا لم تَعد تَستسِيغُه أَفواهُهم , وتذكَّرتُ أنَّ المرأةَ العربيةَ كانتْ حينَ تزفُّ ابنتَها إلى زوجِها توصِيهَا بأَن تخلعَ عنه عمَامتَه ,وترميهَا أرضاً ,فان غضبَ فهو رجلٌ وعليهَا أن تحذرَ وتكن امراةً ونقطة أولَ السَّطر ! وإن لم ترَ في عينيِه غير الشَّبق, فانه دابةٌ فلتمطَتيهِ كيفمَا شاءتْ, فقلتُ لأعضاءِ الكنيست : لقد دخَلنَا في مرحَلةِ الامتِطَاء ! ومَا زالوا يمتطُوننا يَا مولاي!
وبمَا أننا فتحنَا بابَ السُّخريةِ على مصْراعيهِ يا مولايَ, فاعلم أن َّشِمعون بيريز, قال: إنَّ العربَ لا يقرأون, وإذا قرأوا لا يفهَمون ,وإذا فهِموا لا يعمَلون, وإذا عمِلوا لا يخِلصُون ,والوليلُ لنا إذا اخلصوا, ولكني لا أرى هذا يكونُ في زمانِي وقد صَدقتْ نبوءَةُ الرجلِ فينا !
وقبلَ أنْ نغلقَ ملفَّ بيريز, لا ضَيرَ أَن تعرفَ يا مولايَ ,أنَّ شَيخَ الأزهرِ التَقى به ِفي محافلِ حوارِ الأديانِ, فهرعَ إليهِ ,وصَافحَه بكلتَا يديهِ, ولمَّا سَرَّبت الصُّحفُ الصِّورَ, قالَ مُتذرعاً: إني لم أَكنْ أَعرفهُ, معْ أنَّ ابنتي فاطمةَ, ذاتَ الاعوامِ الثَّلاثة تعرفُه يا مولايَ! فقد حرصْتُ أن أُعرِّفها عليهِ ,لأَننا لا نستطيعُ أن نحارب َشخصاً لا نكرهُه, ولن نكرهُه ما لم نَعرفهُ, ولكن على مَا يبدُو فانَّ الله طهَّر قلبَ شيخِ الأَزهرِ من الكراهِيةِ فهنيئاً لهُم بِه !
وليسَ بعيداً عن بيتِ المقدسِ ,التي صَارتْ دارَ غولدا, وشِمعون, ومائيير ,وعاميير, فانَّ محمود عباس,_ يا مولايَ_ يهددُ أمريكَا وإسرائِيلَ بأَنَّه لن يترشَّح َلانتخاباتِ الرئاسَةِ إنْ لم يوقِفُوا الاستِيطانَ, ويعودُوا صَاغرينَ إلى مائِدة ِالمفاوضَاتِ. ولكنِّي أُطمئنُكَ ,وأُطمئِنُ روَّادَ السَّاخِرِ الكِرامِ ,أَنَّه سيعدِلُ عن قَرارِه, وسيترشَّحُ نُزولاً عندَ رغبَةِ الجَماهيرِ, طَبعاً دونَ أن توقِفَ إسرائيلُ الاستيطانَ .ولكن لا بدَّ مِنْ مائِدةِ مفاوضَاتٍ , فَهُمْ بحَاجةٍ إلى توقيعٍ على أًخذِ ما تبقَّى من أَرضٍ, ومَاءٍ في الوجهِ !
حانَ الوقتُ لنغلقَ بابَ الهزائِمِ يا مولايَ ,ونفتحَ بابَ الانتصاراتِ ,فإنَّ البومَ الذي هو أَنا, سيزفُّ لكَ على غيرِ عَادةٍ خبراً سَعيداً ,ستطربُ له, فقد قامَ الشيف رمزي شويري, مع فريقِ طهوٍ لبنانِيٍّ, بتحطيمِ رقمِ إسرائيلَ القياسِيِّ بصناعَةِ أَكبرِ طَبقِ تَبولةٍ في العَالم, وقالَ : بعدَ تدوينِ الرَّقَمِ في موسُوعَةِ غينيس للأرقام ِالقياسيةِ , إنَّ هذا الانتصَارَ يوازِي انتصَارَ حربِ تموزَ, وإذا فكَّرتْ إسرائِيلُ بتحطِيمِ هذا الرَّقَمِ فنحنُ جاهِزونَ. فمَا رأيكَ بحربِ المَطَابخِ يا مولاي ؟!
السَّاعةُ تشيرُ إلى الثَّانيةِ فجراً يا مولايَ, وأَرى أنَّ بريدي البُوميِّ لم يعدْ يحتَملُ هرطقاتٍ أَكثَر من هَذه ... أترككَ على أملِ أَن أَلقاكَ مرةً أُخرى وإلى تلكَ اللحظَةِ عليكَ سلامُ الله ورحمتهُ وبركاتُه .
أدهم شرقاوي