الأحد، 1 ديسمبر 2013

ستيفن كينج: الصبي في رواية "اللامع" لم يترك عقلي قط

ستيفن كينج: الصبي في رواية "اللامع" لم يترك عقلي قط

مارتن شيلتون

ترجمة: أمير زكي
نوفمبر 2013

نشر بجريدة أخبار الأدب 1 ديسمبر 2013

***

يقول ستيفن كينج إن شخصية داني، ابن الكاتب المضطرب جاك تورانس في رواية (اللامع The Shining) "لم تترك عقلي قط"، وهذا هو سبب نشره لجزء ثان من الرواية بعد 36 عاما من نشره رواية الرعب "اللامع" المحتفى بها.

في "اللامع"، يعمل جاك تورانس بوظيفة قيم على فندق منعزل في موسم يخلو الفندق فيه من الزوار، وفي النهاية يحاول أن يقتل زوجته وابنه؛ الطفل الذي يملك قوى نفسيه خارقة. تحول الكتاب إلى فيلم عام 1980، أخرجه ستانلي كوبريك ومثل دوره الرئيسي جاك نيكلسون. في رواية "طبيب النوم" Doctor Sleep، يكشف كينج ما حدث لداني، الذي تحول إلى رجل في منتصف العمر متجول ومدمن للكحوليات.

تسيطر على داني ذكرى أبيه الميت "ميراث اليأس، إدمان الخمر والعنف"، ويعمل في مستشفى حيث يوجه قواه الخارقة ليساعد الناس على الوصول للموت في سلام. ولكن ماضيه يستيقظ عندما يقابل طفلة لديها قدرة التخاطر Telepathy تدعى آبرا.

يتحدث كينج، 66 عاما، في حفل إصدار الكتاب بباريس ويقول: "عادة أنا لا أكتب أجزاء ثانية من رواياتي، عندما أصل لنهاية قصة أكون قد انتهيت من هؤلاء الناس، ليس لأنني لم أعد أحبهم، ولكن لأنني لا أعرف ما الذي حدث بعد ذلك". ولكن كينج يقول أنه في حالة داني فهو "لم يترك عقلي قط" مضيفا: "أصبحت مهتما به أكثر وهذا لم يحدث لي من قبل". يشرح كينج تدريجيا أن ما حدث بعد ذلك لداني "بدأ يتشكل في رأسي".

"شعرت بهذا لأن الإدمان هو شيء موروث في الأسر، فكرت أن أمضي قدما وأجعله مدمن كحوليات وأرى إن كان سيستطيع التعامل مع ذلك بشكل أفضل من أبيه". تعافى كينج من إدمان الكحوليات هو الذي كان يشرب بكثافة وقت كتابته لـ "اللامع" ولكنه قال إنه كان حذرا في إنتاج "مساحة عن إدمان الكحوليات".

كتب كينج أكثر من 50 رواية وباع 350 مليون نسخة من كتاباته على مستوى العالم، ولكنه لديه ذاكرة حية عن كيف توصل لفكرة الكتاب الذي صدر عام 1977؛ توجه كينج وزوجته، اللذان كانا يعيشان في كولورادو في هذا الوقت، إلى جبال كولورادو في نهاية الأسبوع من آخر موسم الأجازات، وكانا النزيلين الوحيدين في فندق ستانلي.

يقول كينج: "كنا كسمكتين تسيران عكس التيار، لأن الجميع كانوا يتركون الفندق ونحن ننزل فيه، كان هذا مثيرا للقشعريرة لأن الريح كانت تعوي بالخارج... والكراسي كانت مرفوعة على الطاولات". بعد الغداء، صعدت زوجة كينج لحجرتهما، وتركت الكاتب في قاعة الطعام الخالية لينغمس في هذا المناخ. يقول كينج: "ثم عدت إلى الغرفة مررت بأحد خراطيم طفايات الحريق معلقا على الحائط، وقلت لنفسي ماذا لو تحول الخرطوم إلى ثعبان وجرى وراءك، وفي الوقت الذي عدت فيه للغرفة كانت قد تشكلت القصة كلها في رأسي".

يقول كينج أن التحديات الرئيسية في الجزء الثاني هو كتابة شيء قادر على إخافة القراء الأكبر سنا الآن، والذي يواجهون أشياء مخيفة واقعية في الحياة مثل السرطان والموت. يقول: "العديد من الناس يعتقدون أن (اللامع) واحدة من أشد الكتب رعبا التي قرأوها، وأوافق على ذلك، فقد كانوا في الرابعة عشر من عمرهم؛ لقد كنت في معسكر صيفي، وكنت تقرأ على ضوء البطارية تحت الأغطية. بالطبع كان يمكنني إخافتك ساعتها، كان هذا سهلا. الآن كبروا جميعا ومهما كتبت ستجد مندوب عنهم يقول: حسنا هذا ليس مخيفا جدا".


بسؤاله عما يخيفه هو شخصيا، قال كينج: "أخاف من مرض ألزهايمر، وتدهور القدرة العقلية، هذا يرعبني".