من أنا؟ وكيف صرت أنا أنا؟ ماذا أريد؟ وأين أقف؟ وإلى أين أتجه؟ وأي الأوقات والأمكنة حملتني وسافرت بي حتى هذه اللحظة، التي أشرع فيها في حفر ملامحي بإزميل من صدق على هذه الأوراق، التي لربما كان لها شأن ذات يوم؟
للصدق وحده فهي تبدأ منين وتنتهي إلي، وقد لا يكون لها من شأن عند أحد غيري. سأكتفي باحتفالي بها، على طريقتي عندما أرفع القلم عن آخر كلمة بآخر سطر. وحدي سأشتري كعكة صغيرة وشموعاً وزجاجة جميلة محرمة. سأكوم أوراقي هذه على المقعد المقابل. وسأرفع صوت الموسيقى بالقدر الذي يليق بتلك الساعة، ووحدي سأرقص وأشغل السجائر وأشرب الأقداح، وسأطلق حينها كل الشتائم التي أحفظها، والتي لا أحفظها، وسأنشد كل القصائد التي أحفظها والتي لا أحفظها، سأفعل كل هذا وأكثر.. وأكثر. تماماً كذلك الذي يحتفل بعيد ميلاده، وحيداً في بلاد لا يعرف بها أحداً، ولا يتكلم إلا اليسير من الكلمات أهلها.
أحب أن تبدأ الأشياء بالأسئلة، وتنتهي بالأسئلة، وما بين هذا الحشد من علامات الاستفهام، في البدء والخاتمة، يليق بالمرء أن يقول أنه قد أنجز عملاً طيباً، لأن أسئلته تلك قد أنجبت عالماً جديداً من الأسئلة الأعمق والأدق، فاللعنة على الإجابات وعلى كل الذين يجعلون إجاباتهم نهاياتنا!
ليس أن نتساءل عن كأس: ما هو، كأن نتساءل عن شخص ما: من هو، ولا عن لغز في هذا الكون، ولا عن خلق أو حقيقة أو، أو، أو حتى لا تنتهي الأشياء! حسناً.. سأبدأ من المكان والوقت، الرحم الذي تتوالد منه الأقدار والقصص والحكايات المؤلمة، وتلك الأخرى الجميلة، وتلك الجميلة والقبيحة في آن!
كتبت هذا العمل بين 1999-2005، هذا كتاب اجتهدت ألا أصنفه، فصدت منه أن تعرفوا زاهي الجبالي، هذا الذي احتمالاً أكيداً لتمام الـ 19 قاتلاً في سبتمبر أمريكا، فهو ألإرعابي الـ20، وكانت احتمالاً أوثق لتمام قائمة الـ26ـ فهو الإرهابي الـ27 في السعودية، واحترت كثيراً في الطريقة التي أقدم بها هذين الاحتمالين، وأخيراً رأيت أن يمضي العمل هكذا عفواً، فسحته لزاهي، يتحدث عن نفسه، على طريقته، التي لا أسميها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق