الأحد، 11 أغسطس 2013

احترم الأسئلة غير العادية



ما زال الكثير منا يسمع عن الإبداع ولكنه يجهل معناه، ورغم ذلك فإن الإبداع يجذب انتباه المشتغلين في العلوم السلوكية، ونظرًا لأهميته فإن المؤسسات التعليمية والإنتاجية تحاول جعله جزءًا من نظامها الثقافي، وهذا المفهوم يعد من المفاهيم الزئبقية التي يتوهم الباحث أنه وضع يديه عليه ولكن سرعان ما يكتشف أنه سراب. وهي مشكلة حقيقية وواقعية ولكن هذا جزء من المفهوم الذي يتسم بالتعددية.

والإبداع مفهوم متعدد المعاني: التدريب على الإبداع، تعلم الإبداع، تربية الإبداع، مفاهيم يجب الاهتمام بها، إن بناء الأدمغة في المجتمع هو أحد المرتكزات التي تسعى إلى تنمية ا لإبداع والتذوق الجمالي الفني الأدبي.

فكلمات مثل حرٌّ «Free» أو منطلق «Loose» أو التفكير المتشعب divergent thinking أو النظام المفتوح open thinking system عادة ما تصف التفكير الإبداعي أو التفكير المتشعب، بينما تعبر كلمات مثل منضبط Disciplined أو منتظم Systematic أو التفكير المغلق Close thinking system أو التفكير الأحادي convergent thinking عن التفكير التحليلي المنطقي.

وإذا كان الإبداع يكتسب أهمية لتجديد حيوية المجتمع فإن العناية به تكون أكثر أهمية للأفراد.

ويقول علماء النفس إن الفرد الذي يتخلى عن إبداعه وخياله تنقصه الثقة بتفكيره أثناء نموه، ويكون معتمدًا على الآخرين في اتخاذ قراراته. وحقيقة الأمر أن هناك علاقة إيجابية بين الخيال وكل من الإبداع والذكاء، وأن هناك نقطة التقاء بين هذه المكونات الثلاثة تؤدي إلى الإبداع من منظومة التفكير المتكاملة.

 مفهوم الإبداع والنشاط الإبداعي:

إن للإبداع مفهومًا متعدد الأبعاد بسبب اختلاف الأطر التي ينتمي إليها الباحثون. فالإبداع يمكن اعتباره عملية عقلية أو إنتاجًا أو مجموعة من السمات والصفات أو نشاطًا.

أما النشاط الإبداعي فهو نشاط يسفر عن قيم مادية وفكرية جديدة، ويتضمن من حيث كونه في الأساس ظاهرة ثقافية وتاريخية جوانب نفسية وشخصية وإجرائية، وهو ما يعني ضمنًا وجود قدرات ودوافع ومعرفة ومقدرة فردية لا يمكن التغاضي عنها في إنتاج يتميز بالجدة والأصالة والتفرد. وقد كشفت دراسة هذه السمات أهمية دور الخيال والحدس، أي المكونات اللاشعورية للنشاط العقلي، وأيضًا أهمية دور الحاجات الشخصية في تحقيق الذات، أي في إظهار وزيادة الإمكانات الإبداعية الكامنة للفرد.

ونظر بعض علماء النفس إلى الإبداع بوصفه قدرة عقلية، ونظر آخرون إليه بوصفه عملية عقلية.

ويمكن رصد بعض التصورات عن الإبداع وهي:

- مكافأة وتشجيع السلوك الإبداعي حيثما وجد في المنزل والمدرسة والعلم وفي حياتنا اليومية بحيث يكون جزءًا من ثقافتنا ومناهجنا وأسلوب حياتنا وقد أظهرت نظريات التعلم أن الشيء الذي يكافأ هناك ميل لإعادته وتكراره.

- الإبداع هو مكافأة في حد ذاته، فالإحساس الداخلي بالرضا يكون ذا تأثير وفاعلية أكبر من عملية الإبداع.

- استخدام اللعب بطريقة عفوية يجعل الأفراد يميلون إلى التخيل والتفكير المنطلق دون خوف من النقد. إن من أسباب الإبداع هو التمرد على المألوف.

 ما واقع الإبداع في مجتمعنا؟

إن الإجابة عن هذا السؤال يضعنا أمام أمر شاق لعدة أسباب منها: أن الإبداع جزء من الثقافة ومن الواقع، ففي دراسة قام بها أحمد عبادة (1986)وجد أن هناك ثمانية عشر عائقًا يقوم بها المعلم ليعيق الإبداع منها: رفض أفكار التلاميذ الجديدة، القيام بدور الملقن للمعلومات، تناول موضوع الدرس بشكل مباشر، تشجيع التلاميذ على حل أسئلة الدروس بطريقة واحدة، الميل إلى أخبار التلاميذ بالحلول الجاهزة، استخدام الطرق التقليدية في حل المشكلات، توجيه التلاميذ للاهتمام بالكتب المدرسية، تدريب التلاميذ على الفكرة الواحدة، التسلطية والانفراد بالرأي، إشعار التلاميذ بالخجل والحياء في مواجهة المواقف الاجتماعية. هذا الكم من المعوقعات يجعلنا نتساءل هل يمكن تنمية الإبداع؟ وكيف نستطيع اكتشافه؟

تتمثل بعض محكات الإبداع في الآتي: (فؤاد أبوحطب (1983، ص356-361):

- النبوغ: محك النبوغ eiminence هو أكثر المحكات أهمية وارتباطًا بدراسة الإبداع، وقد استخدمه عدد من علماء النفس المبكرين في دراساتهم للعبقرية، وهذا المحك يتمثل في أن الفرد يحرز مكانًا ومكانة بارزين في أحد ميادين المعرفة في الحياة.

- المتطلبات الحاسمة: ظهر منهج المتطلبات الحاسمة Critical requirements الذي يسجل الفرص والمناسبات بحيث إذا تكررت يوصف الفرد بأنه أكثر ابتكارية من غيره. وقد اعتمد الباحثون على نوعين من الحكم: أولهما أن النشاط النوعي الذي يتم تسجيله له أهمية حقيقية للعمل، وثانيهما: أن النشاط يتم أداؤه على نحو جيد أو سيئ بحيث يستحق الانتباه إليه.

- عينات العمل: ويتمثل محك عينة العمل work Sample في أن يطلب من الفدر أن يقوم بعمل ما، ثم يقوّم من خلال محكات موضوعية منها الطلاقة والأصالة والمرونة. وهناك مشكلة تواجه مؤسساتنا التعليمية وهي كيفية التعرف على الفئة من الطلاب الموهوبين. ولتحديد الموهبة يجب أن نحدد ثلاثة عوامل تتداخل بعضها مع البعض الآخر وهي التفوق الدراسي، والذكاء، والإبداع.

وتؤكد الدراسات أن التحصيل الدراسي يحتاج إلى قدرات عقلية تنتمي إلى عمليات التفكير التقاربي Convergent thinking وقد أشار هدسون (1966، Hudson) إلى أن عمليات التفكير التقاربي لازمة أكثر من أجل الإبداع العلمي، وتفضل أساليب التعلم التقليدية «المعرفة الاتفاقية» على المعرفة الافتراقية. في حين أن عمليات التفكير التباعدي المتشعب المتعدد في Divergent thinking قد تكون مطلوبة أكثر من أجل الإبداع الفني، وفي دراسة قام بها كل من بادنار (1965) وهولاند (1967) وجدا أن الإنجازات الإبداعية غير الأكاديمية أو اللاصفية التي تظهر في المدرسة، وتساهم غالبًا في النجاح الفعلي لا ترتبط بالإمكانية والإنجاز الأكاديميين. وتؤكد الدراسات التي قدمها هوفمان (1972، Hoffman) أن الدراسة بصورتها التقليدية المتعارف عليها لا تحتاج إليها العقول المبدعة ويكون التعليم الذاتي مناسبًا لهؤلاء المبدعين، ويعرف التعليم الذاتي بأنه نظام ذو مرونة عالية يتألف من مواد وإجراءات للمتعلم، والتعليم الذاتي برنامج تربوي يتضمن جميع المفاهيم التي تفيد في تحسين العملية التربوية وتقدمها، ويتوقف نجاحه على التوازن بين تقويم التلميذ لنفسه وتوجيه المعلم له، أي أن التلميذ يتقدم مستقلًا استقلالًا ذاتيًا تامًا (عبدالغني النوري، 1986، ص 13). فالتعلم الذاتي ملائم للأفراد المبدعين ليختاروا ما يحتاجون إليه من معرفة.

ويمكن رصد نموذج آخر للتعلم يطلق عليه التعليم الإبداعي(فاروق عثمان 1995، ص 80-87)، والتعلم الإبداعي Creative learning عبارة عن العملية التي يشعر المتعلم من خلالها بالمشكلات في المعلومات التي يحصل عليها، مع تجميع المتعلم لهذه المعلومات وتركيبها بطريقة تساعده على تحديد الصعوبات أو التعرف على العناصر المفقودة مع البحث عن الحلول، ووضع التخمينات أو صياغة الفروض فيما يتعلق بالتناقض واختبار هذه الفروض وتعديلها على أساس ما تسفر عنه عمليات الاختبار، ثم إعادة اختبارها، وأخيرًا توصيل النتائج إلى المعلم أو إلى الزملاء أو حتى غيرهم من الأشخاص أو المحيطين بالمتعلم.

ومن الاستراتيجيات التي يستخدمها التعليم الإبداعي هي تدريب المتعلمين على استخدام القدرات الإبداعية من خلال مجموعة من المبادئ الأساسية:

المبدأ الأول: يقوم على أساس حث المتعلم ودفعه لإعطاء استجابات متكررة ومتنوعة على مثير واحد.

المبدأ الثاني: يقوم على أساس الحث على الربط ما بين أشياء متعارضة ومتناقضة.

المبدأ الثالث: يقوم على أساس إثارة الأفكار الإبداعية في مواقف تفاعل اجتماعي تخلو من النقد أو التقييم.

 ويتلخص التعلم الإبدعي في الخطوات التالية:

- تشجيع الاختلاف البناء: فمن المبادئ الرئيسة التي أثبتت صحتها أن الأشياء أو جوانب السلوك التي نشجعها بالوسائل المختلفة سيزداد ظهورها وشيوعها في سلوك المتعلم في المواقف التالية: إن استخدام التدعيم المعنوي له فاعلية أقوى من التدعيم المادي في إثارة بعض الدوافع التي ترتبط بتنشيط الفرد على الإبداع. فقد تبين على سبيل المثال أن الإثابة الوجدانية للأطفال عند التصرف بطريقة مرغوبة تعتبر محفزًا قويًا لإثارة دوافع الإنجاز والتفوق: وينصح تورانس المدرسين والآباء بالتشجيع التلقائي، واحترام إثارة الأسئلة والأفكار بدلًا من أسلوب الرفض أو الصد أو الانسحاب أو التهرب.

- تعريف المتعلم بقيمة مواهبه: يحتاج المتعلمون إلى معرفة القيمة الحقيقية لمواهبهم وأفكارهم لأن هذا يدعم بقوة اتجاهم نحو مزيد من الإبداع. ومن الأساليب التي يستخدمها المدرسون للكشف عن المبدعين استخدام اختبارات الإبداع.

- تقبل أوجه القصور: إن التعلم الإبداعي لابد أن يرتكز على أوجه القصور أكثر من نقاط القوة عند المتعلمين ويتحتم على المعلمين عدم السخرية أو النقد للتلاميذ. إن التفتح والانفتاح على الإبداع يتطلبان قدرًا من التسامح.

- تنمية المهارات الإبداعية: من أساسيات التعلم الإبداعي التركيز على جميع المهارات حتى لو كانت محدودة، فالطالب في التعلم الإبداعي يختار بنفسه المصادر التي ستساعد في إبداعه مسترشدًا بقوة الموهبة الطبيعة.

- المساعدة على استغلال الفرص الملائمة: من الضروري أن يهتم التعلم الإبداعي بالانتباه للفرص غير المتوقعة التي تفيد في عملية التدريس الإبداعي، ويعني ذلك استغلال الفرص المتاحة لتنمية الإبداع.

- تنمية القيم والأهداف: إن الكشف عن القيم يسهم إلى حد كبير في ابتكار استراتيجيات في التدريس بحيث تعتبر تلك القيم جزءًا من شخصية المتعلمين. ويتسم التلميذ المبدع بالسمات الآتية: دوافع الاستقلال، الدافع لتقديم مساهمات مبتكرة وجديدة، دافع التفتح على الخبرة والامتداد، الدافع لتذوق المعقد والمركب، تحمل الغموض، تفتح الأسلوب الاعتقادي، حب الاستطلاع والاستكشاف.

- تجنب الربط بين الخروج من المألوف والشذوذ العقلي: يجب أن يتبنى التعلم الإبداعي مفهوم عدم الربط بين الاختلاف عن المألوف والاضطراب العقلي لأن الشخصية الإبداعية تتطلب أحيانًا الخروج عن المألوف. ولهذا يجب أن يقدم التعليم الإبداعي أنشطة تساعد على إشباع حاجات المتعلمين.

- تخفيف الإحساس بالعزلة والقلق: يظهر من الدراسات أن الطلاب الذين يظهرون استعدادًا طيبًا للإبداع يشعرون دائمًا بين أقرانهم بالعزلة، ولهذا يجب الاهتمام بالبرامج التي تقابل حالات الاغتراب عند الطلاب. وعليه فإن التعلم الإبداعي لابد أن يقدم برامج تساعد المتعلمين ببعض الطرق ليواجهوا بها مخاوفهم وجوانب القلق لديهم.

- تعلم طرق المواجهة الصعبة والفشل: تبين بحوث رو Roe، وتورانس أن من أهم الأشياء التي يجب أن يتعلمها التلميذ في هذه الطرق هي مواجهة المتاعب والفشل والتغلب عليها. والتعلم الإبداعي يولي اهتمامًا بهذه النقطة، حيث يجب أن يتعلم الطلاب أن الفشل ليس نهاية المطاف بل هو نقطة بداية النجاح.

 استراتيجيات تدريس الإبداع

اتفق علماء النفس أمثال جليفورد، وتورانس، وسويف على أن الإبداع يتكون من عدة عوامل هي:

تنمية الحساسية للمشكلات:

ويتمثل هذا العامل في تدريب الطلاب على معرفة أوجه القصور في الموضوع، وعلى إدراك التغيرات بحيث يتكون عندهم إحساس مرهف بهذه التغيرات، ومساعدتهم على مراقبة الأشياء التي يرقبها غيرهم كالألوان، وملمس الأشياء، واستجابات الآخرين وبعض الثغرات في الأفكار الشائعة.

- تنمية الوعي باختيار الحلول الملائمة للمشكلة من بين الإمكانيات اللامتناهية للحل، تدريبهم على وضع تصورات أو صياغات جديدة تثبت فاعليتها وكفاءتها. (عبدالستار، 1978).

 إعادة التنظيم:

يفسر هذا العامل حقيقة هامة وهي أن كثيرًا من المخترعات كانت عبارة عن تحوير شيء قائم فعلًا إلى آخر ذي تصميم أو وظيفة أو استعمال مختلف، ويمكن تدريب الطلاب على تنمية إعادة التنظيم من خلال العمليات الآتية:

- يطلب من الطلاب أن يقترحوا عددًا آخر من الاستعمالات غير الشائعة لهذه الأشياء، مثل استخدام الجريدة، كوب الماء، علبة الكبريت.

 الطلاقة:

أغلب الظن أن المتعلم القادر على إنتاج عدد كبير من الأفكار في وحدة زمنية معينة، تكون لديه فرصة أكبر لإيجاد أفكار قيمة. ويمكن تدريب الطلاب على الطلاقة والتلقائية من خلال وضع أسئلة من النوع التالي: فكر في أكبر قدر ممكن من الاستعمالات لفرع الشجرة، ما الاستعمالات التي يمكن أن تستخدم فيها كتلة من الخشب. (عبدالستار، 1978).

 المرونة:

وتشير المرونة إلى درجة السهولة التي يغير بها الطالب حالة نفسية أو وجهة عقلية معينة. المرونة عكس التصلب والجمود العقلي. ويمكن تنمية المرونة من خلال الأنشطة الآتية: استخدام الأسئلة المفتوحة، استخدام اختبارات للاستعمالات غير العادية مثل استعمال علبة الكبريت غير العادي، علبة الفاكهة، تدريب الطلاب على المقارنة بين الأشياء أو الموضوعات، تدريب الطلاب على فحص الرأي الجديد والغريب.

الأصالة:

تعتبر القدرة على إنتاج أفكار طريفة عنصرًا أساسيًا في التفكير المبدع، ويمكن تنميتها من خلال المواقف الآتية: تحفيز الطلاب على تأجيل الحكم على الاستجابات حتى ينتهوا من عملية إنتاجها، وذلك بهدف الحصول على استجابات فريدة، تشجيع إنتاج الفكاهة الجديدة والأصلية، التشجيع على وضع حلول غير عادية لا يفكر فيها أحد غيره.

 التقييم:

لابد أن يتضمن أي عمل إبداعي عملية انتخاب، وهذه بدورها تتضمن تقييمًا. بعبارة أخرى ينطوي الموقف عادة على فعل تقييم يمارسه المبدع إزاء إطار معين. ويمكن تنمية عاملي التقييم من خلال الأنشطة التالية: تنمية الإحساس بالتعرف على شكل معين، وتحديد هويته من بين عدد من الأشكال المماثلة، التعرف على أفراد مجموعة من الأشياء باعتبار هؤلاء الأفراد نسخًا طبق الأصل من شيء معين من حيث الخصائص التركيبية.

 حب الاستطلاع وعلاقته بالإبداع

إن التعلم الإبداعي يجب أن يهتم بإثارة القدرة على الإحساس بإثارة حب الاستطلاع والتمثل والرغبة في التساؤل والبحث والاستفسار. ويمكن استخدام أسئلة لتنمية حب الاستطلاع كما يلي: ما المشكلات التي يثيرها هذا الموضوع؟ ما الذي يحدث لو أن الأمور أخذت شكلًا مختلفًا غير الشكل الذي قيلت به؟ ما النتائج التي تترتب على الحقائق والمعلومات المتقدمة؟ ما الذي يحدث لو أننا جمعنا بين هذه الظاهرة وتلك؟ لماذا لا يمكن تعميم حقيقة معينة؟ ما الذي يحدث لو أننا فهمنا عالمًا غير إنساني؟ ما الذي يحدث لو أن الإنسان خلق وهو يفتقد وجود وظيفة معينة؟ (عبدالستار، 1978).

إن التعلم الإبداعي لابد أن يتيح الفرصة للاستكشاف والتعلم الذاتي والانتقال بالخبرات المتعلمة إلى مجالات أخرى. كما أن هذا النوع من التعلم الإبداعي يأخذ مركز الصدارة في أنماط التعلم التقليدية. ولكي تزيد فاعلية التعلم الإبداعي لابد أن تتوافر المبادئ الآتية: احترام الأسئلة غير العادية أو الأفكار مهما بدت شاذة، ربط الأفكار بإطار له معنى، تشجيع فرص التعلم الذاتي والمبادأة في اتخاذ قرارات الحلول، إتاحة جلسات تعميم، ومناقشات حرة.

وإذا كان التعليم الذاتي والتعليم الإبداعي أنموذجين يجب الاهتمام بهما لتنمية قدرات المتعلم الذي يمتلك موهبة في تخصص معين، فإن المشكلة الحقيقية تنبع من عدم وجود معايير قومية موضوعية لتحديد نقاط القطع للعوامل الثلاثة: درجة الأداء الأكاديمي، والذكاء، والإبداع، ومع الموهبة هل هذه المعايير تقع تحت نطاق المعيار Norm Refernce test أو نطاق المحك Critern Refernce Test. وتكمن المشكلة الأخرى في أن المعلمين ما زالوا يجهلون تحديد الأفراد الموهوبين. كل هذه الإشكاليات تحتاج إلى إيجاد حلول لها.

وأخيرًا: نتساءل عن الإبداع ونقول: ألا يحتاج خلق جيل جديد من المبدعين إلى جهد خارق؟ أليس المتعلم جديرًا بذلك الجهد؟ وإذا كان الإبداع قدرًا إلا أنه لا يشل إرادتنا في التعليم، وإرادة تبحث عن المجهول من خلال الخيال حتى نستطيع أن نمسكه، فهل نقتل الإبداع أم هو يقتلنا؟ هذا ما نحتاج إليه لنعبر إلى القرن الحادي والعشرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق