الثروات؛ شغل الأغنياء، وما يسعى إليه الفقراء. الكلّ يعمل لها وبها، وقليل منّا من لا تهمّه هذه الكلمة، المال هدف الجميع، والقليل منّا يصل إليه. ريتشارد تمبلر، مؤلف كتاب (قواعد الثروة) يقدم لنا النصائح التي تجعلنا أكثر ثراء، ويكشف الطريق التي تمكننا من تنمية ثرواتنا
يقال هذا الشخص غنيّ، ولا أحد يتحدث عن معاناته وسعيه لجني المال، المال الذي يجعل العالم يدور من حوله، وكل منّا يخفي سرا في أعماقه ويؤمن أن الثروة تجعلنا سعداء، الآن يكون من الرائع أن نمتلك ما يكفي من المال، حيث لا نقلق بشأنه مطلقا، ويكفي لتحقيق أحلامنا. كيف وصل الأغنياء إلى هذا الثراء؟ هل هو مجرد حظّ؟ أم أنهم يعرفون شيئا نجهله نحن؟ مؤكد أنهم يعرفون قواعد ذهبية للحصول على الثروة، وتنميتها والحفاظ عليها، واستثمارها بحكمة.
الكاتب ريتشارد تمبلر، كشف لنا بعض القواعد البسيطة، ليجعلنا أكثر ثراء مما نحن عليه، ويكشف لنا الطرق التي تمكننا من تحقيق وتنمية الثروة من خلال كتابه (قواعد الثروة). ويعتبر هذا الكتاب دليلا ذاتيا لا غنى عنّه في التوجيه للأمور المالية، وذلك وفقا لصحيفة (ذا تايمز- The Times) البريطانية، صدر الكتاب بنسخته العربية عن (مكتبة جرير) للترجمة والنشر والتوزيع عام 2009، حيث يصيغ لنا تمبلر 100 قاعدة للثروة في 313 صفحة مجزئة إلى 5 أبواب رئيسية، ويستخلص لنا قوانين قد تكون معروفة لبعضنا من البداية، وهو ما نسميه غالبا بالتفكير المنطقي، لكن المؤلف وضعها على هيئة قوانين نموذجية تساعدنا في قياس تصرفاتنا اليومية في تحقيق الثراء المنشود. من وجهة نظر تمبلر، يبدأ جمع الثروة في الباب الأول "فكّر كما يفكر الأثرياء"؛ فهي الانطلاقة المثالية في مثابرتنا إلى تحقيق الثراء، فبإمكان الجميع كسب المال؛ فالأمر ليس مقصورا على فئة بعينها، فلا يهمّ ما هي طبقتنا الاجتماعية، أو ما سعى إليه آباؤنا، أو حتى ما نظنّه بخصوص أنفسنا، فإن الفرص متاحة أمام الجميع؛ وذلك حتى نغترف منّها قدر ما نشاء، الأمر الوحيد الذي قد يمنعنا هو أنفسنا ومعتقداتنا الخرافية بشأن المال. فما علينا إلا تحديد أهداف واقعية وصادقة للعمل من أجلها، فإذا ما كذبنا على أنفسنا فسوف يفشل الأمر. وينصح تمبلر بتدوين الأهداف، حيث إنها تمنح الأمر واقعية أكبر، مع الانتباه إلى إبقاء الأمر سرّا مع أنفسنا، فذلك أمر مهمّ أيضا، كي لا يحبط الآخرون من عزيمتنا.
ويشير تمبلر أيضا إلى أن المال ما هو إلا حقّ ماديّ يدفع كمقابل للعمل الجاد، والتفكير الماهر، فلكلّ مجتهد نصيب، إلا أن البعض يتكاسل عن كسب المال، والبعض الآخر لا يقدم أي تضحيات، ولا يحاول التعلم أو العمل، أو التركيز على هذا الأمر بجد، إذا بتأكيد أصحاب الثروات هم هؤلاء الذين ينهضون مبكرا، ولا يبخلون بالوقت أو الجهد. فالمال يجلب المال، ولكي نطبق عمليا هذه الفكرة، "ابدأ في إنشاء مزرعة للمال"، حسب تعبير تمبلر، هذا التوجه كفيل لتكاثر الأموال، لننفق بعضها ونستثمر بعضها، ولا ننسى ألا ننظر بعين الحسد لما يملكه الآخرون؛ فالحسد مرفوض، فقد يكون بمقدور المال أن يبعد عنّا بعضا من مسببات التعاسة، ولكنّه حتما لا يقدر أن يزيد على ذلك. وقد أعجب تمبلر بالكلمات الدعائية بشركة (غوغل-Google) "لا تكن شريرا"؛ أي لا نكسب المال عن سرقة الناس أو بالظلم أو مخالفة القانون، فالتحدي يكمن في المحاولة لكسب المال بطرق شريفة والأهم من هذا كلّه أن نتحكم في أنفسنا، وأن نمتلك التصميم الكافي، والعزم المستمر للنجاح في الوصول إلى الثراء.
وفي الباب الثاني نبدأ بخطوات "تحقيق الثروة"، فالخطة شيء أساسيّ لرسم الخطوات، وتمهيد الطريق، لتصل بنا إلى الهدف، ويشيد تمبلر بالقيام ببعض المجازفة حتى نصيب الثراء، ويتم ذلك بعد التفكير مليا، وتفهم الموضوع، ومن ثم الاستثمار بجزء من الوقت والمال، والأهم من ذلك كلّه إيمان الشخص بهدفه. وأشار تمبلر أيضا إلى أفضلية البدء في سن مبكرة فإنها تساعد على البداية الجيدة في تكوين الثروة، إذ نتمتع بنشاط ورغبة جامحة وقلة في المسؤوليات، ولا نبخل بالنصيحة لأولادنا منذ الصغر بتشجيعهم على عادات حكيمة تؤهلهم لجمع الثروة عند سن النضوج، وعلينا أيضا تعلم بعض الأمور؛ منها فن التفاوض، وعقد الصفقات، هذا ما قام به كايل ماكدونالد من خلال إنشائه موقعه الإلكتروني، حيث بدأ مبادلاته بمشبك ورقيّ أحمر، وانتهى به إلى الحصول على منزل فسيح في الريف، فعلينا اتخاذ قراراتنا المالية في الوقت المطلوب، فتضييع الوقت ما بين تسويف وتأجيل يفوّت علينا الكثير من الفرص، وأكد تمبلر أفضلية ألا نقترض المال، ولا نغرق أنفسنا في الديون.
وبعد الحصول على مبلغ كبير من المال، يكون الأفضل تكوين المحفظة الاستثمارية، وذلك بتنويع الاستثمارات ما بين العقارات والأسهم وغيرها، فعند الاستثمار في عمل واحد يرفع نسبة الخطورة، ولكن إذا تنوعت الاستثمارات تقلل من نسبة الخسارة، عندها لن نضطرّ لخسارة كل شيء، ويؤكد تامبلر أنه يجب ألا نستثمر في مجال نجهله، وإن احتجنا إلى نصيحة مالية ندفع مقابلها، أو نسأل من نثق بهم من ذوي الخبرة، ونحاول دائما البحث عن مصادر جديدة للدخل، وكذلك يجب الحذر من صرف الأموال على رغباتنا المفاجئة، والتفكير بما نخطط له أولا، ولا ننسى أن نعمل لما سيبقى لنا من ضمان استثمار أو مدخرات عند الكبر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق