مقتطفات من الكتاب
تمهيد تراجع دخل الفرد في الوطن العربي ما بين العامين 1986 و 1996 بمعدل ثابت : 2 بالمئة و هو اكبر معدلات الانخفاض في العالم علما بأن نسبة التزايد السكاني بقيت بحدود 3 بالمئة و هي الأعلى في العالم .
إن العراق قد حطم ماديا و بشريا و اقتصاديا عبر حرب مدمرة استهدفت كل شيء و بقرار ظالم يمتد إلى اجل غير مسمى و عقوبات جائرة فرضت عليه أكثر من 200 مليار دولار كتعويضات للحرب فلم يعد من الغريب أن يقول البعض أن هذا البلد أصبح صفرا بل ربما تحت الصفر . و الجزائر حول من دولة وفرة و تقدم إلى دولة ذات اقتصاد مخرب و ميزانية مدينة بأكثر من 35 مليار دولار مع تكاليف خدمة عالية و فتح في جسده جرح عميق يستنزف كل يوم جزءا عزيزا من قوته السياسية و الديموغرافية .
![عرب اليوم عرب اليوم](http://lh6.ggpht.com/-6o2IJdrc0to/U6Coj4-qfbI/AAAAAAAAAbY/3rtTBIB-Hyw/91%252528%252520%252527DJHE%25255B5%25255D.jpg?imgmax=800)
و انحدرت اربع دول عربية إلى مصاف الدول الاكثر فقرا في العالم هي : موريتانيا و الصومال و السودان و اليمن و انهارت المشروعات الوطنية في الكثير من الدول العربية و خرجت نت تجاربها الفاشلة من دون بنية تحتية و بميزانية شحيحة الموارد و ديون خارجية مرهقة ( المغرب ، الاردن ، تونس ، سوريا .. ) و مصر التي ما زالت ترزخ تحت دين خارجي يقارب 30 مليار دولار اضافة إلى دين داخلي ضخم و تجر وراءها أكثر من 6 ملايين انسان يعيشون تحت خط الفقر المدقع ( اقل من دولار في اليوم ) و أكثر من 12 مليون امي 32 % منهم من الذكور و 62% من الاناث و مازال التفاوت الاقتصادي بين مناطقها يمزق جسدها و اعمال العنف تستنزفها ماديا و بشريا . و دول الخليج التي انتقلت من دول فائض مالي إلى دول عجز و ديون ارتبطت بمعاهدات عسكرية اشبه بالاحتلال القديم و بصفقات اسلحة اجبارية و وجود عسكري دائم على اراضيها بسبب نزف مستمر لمواردها و ضغط كبير على قراراتها السياسية و الاقتصادية .
إن هذا التوصيف القاسي ربما يبدو اقل تشاؤما من الارقام التي تطالعنا بها كل يوم تقارير الامم المتحدة و منظماتها و المنظمات العربية و الاقليمية الاخرى .
و قد وصلت الديون العربية الخارجية – عدا العراق – حوالي 350 مليار دولار العام 1995 تكلفة خدمتها 45 مليار دولار . و انخفضت نسبة الصادرات العربية من 12.6% من صادرات العالم العام 1980 إلى 3.2% العام 1994 حيث بلفت 182 مليار دولار يشكل النفط و الغاز حوالي 70% منها . علما أن عدد سكان الوطن العربي كان 260 مليون نسمة في حين أن صاردات دولة صغيرة لا تملك ثروات باطنية كبيرة مثل هولندا ( 15 مليون نسمة ) كانت صادراتها في ذلك العام 148 مليار دولار . و بلجيكا ( 10 ملايين نسمة ) حوالي 128 مليار دولار . و إسرائيل ( 5 ملايين نسمة ) حوالي 16.4 مليار دولار أي إذا ما اخذنا عدد السكان بالاعتبار تكون إسرائيل متفوقة بخمسة أمثال تقريبا .
بيانات الكتاب
الاسم : عرب اليوم تأليف : محى الدين صبحى الناشر : رياض الريس للطباعة والنشر عدد الصفحات : 338 صفحة الحجم : 3 ميجا بايت تحمبل كتاب عرب اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق