المؤلف الأول لها هو الأديب الفرنسي برناردان دي سان بيار ولكن الأديب العربي مصطفى لطفي المنفلوطي قام بترجمتها وتعريبها وصياغتها من جديد ببلاغته الساحرة
أحداثها طويلة تدور في مجتمع قروي وهي تدعوا إلى امكارم الأخلاق وتمجيد الفضيله هذه القصه جميله في معانيها و اضاف إسهاب المنفلوطي في الوصف واستعماله الفاظ عربيه مهجوره من متعة قرائتهاوستضيف الى مخزونك اللغوي الكثير
مقتطفات من الكتاب
بقلم العالم الفاضل والكاتب البارع
الأستاذ محمود خيرت المحامي
في سنة 1852 احتفلت حكومة الجمهورية الفرنسية باقامة تمثال من البرونز صنعه " دافيد " المثال الشهير في احدى ميادين ثغر الحافر لرجل جليل عظيم الهيبة تتألق ملامحه بالبشر والنور وتفيض عيناه بالوداعة واللطف وهو ممسك باحدى يديه قرطاسا وبالأخرى قلما وعند قدميه صبي وصبية عاريان يتصافحان تحت ظل شجرة من أشجار المناطق الحارة .
من هما ذائك الصبيان المتصافحان ؟ وما معنى تلك الشجرة التي ليست من نباتات هذه البلاد ؟ وما عسى أن يكون ذلك الرجل الذي كتب له الحظ أن يكون محلا لعناية " دافيد " واهتمام الجمهورية ؟
أرادت فرنسا بأسرها أت تخلد ذكرى رجل من أبنائها قضى حياته محبا للحرية واستقلال الرأي وان ناله بسببهما الأذى , منقبا عن الحكمة وهو يتفانى في تمجيدها عاشقا للطبيعة وهو يتغنى بمحاسنها وينسق قلمه القدير كل يوم للأدب اكليلا يانعا من أزاهير الجمال وتسمو به نفسه الطاهرة الأبية الى سماء الانسانية للعمل على تخفيف ويلات البشر وآلامه فكان رجلا ذكيا عالي الهمة حكيما كبير النفس للطبيعة حقها وفضلها كاتبا فذا جم الشعور ملأت فراغ قلبه فيوض الرحمة بالبشر الى حد يجعله في وصف القديسين .
وما كان هذا الرجل بحاجة الى أثر يخلده وفي رأسه وقلمه ونفسه مثل تلك الآثار الخالدة يحيا بها على تعاقب السنين .
ولد برناردين دي سان بيير في التاسع عشر من شهر يناير سنة 1727 بالهافر من أبوين كانا يدعيان اتصالهما بالنبيل أوستاش دي سان بيير حتى أنه ولع من صغره بهذه النسبة فانتحل لنفسه لقب " شفالييه " وأخذ يحلي صدره بأوسمة يصنعها بنفسه تتفق مع شرف هذا اللقب .
ولقد كان في صباه رقيق المشاعر غصبي المزاج كثير الجري وراء الخيال حتى طمحت نفسه الى تأسيس جمهورية واسعة من طائفة العاثرين البائسين يكون هو واضع شريعتهم ومنظم حياتهم ليضمن لهم سعادة العيش فكان في هذا الخاطر مثل جان جاك روسو الا أن هذا كان يرى أن يعود الناس الى فطرتهم الأولى طاهرين من الأرجاس خالصين من الأدران فيعيشون عيشة صافية هنية في ظل شريعة الكون التي سنها الخالق أما برناردين فكان يرى أن يضع لهم نظاما جديدا يحارب به
قسوة الحياة الحالية وويلاتها .
ولكنه كان لا يزال طفلا قليل الحول والحيلة حتى ان أحد أعمامه وكان قبطانا لسفينة تجارية أخذه معه الى جزر المارتينيك ولكنه عاد منها مثقلا بالهموم وكراهية العيش فسلمه أبوه لجوزويت كاين .
وعند ذلك عادت تلك الفكرة السامية الى رأسه الصغير لما كان يسمعه من أحاديث المبشرين عن رحلاتهم في البلاد الموحشة حتى تمنى لو انه يقفو أثرهم فيهدي الى سبيل السعادة فريقا من عباد الله الأشقياء الجاهلين .
على أن أباه عجل بنقله الى مدرسة رووين ثم الى مدرسة الهندسة ثم التحق بعد ذلك بالجيش ولكنه كما ذكرنا كان عنيدا لا يسمع غير صوت نفسه وان خرج بعد ذلك عن حدود الواجب حتى أن رئيسه عقد مجلسا لتأديبه ثم أوقفه .
ولقد أراد بعد ذلك أن يقصد مالطة لتلمس الرزق فيها ولكنها كانت مهددة بالاغارة من جانب الأتراك فعاد أدراجه وأخذ يعيش من بعض دروس في الحساب يعطيها لمريديه .
بيانات الكتاب
تأليف : مصطفى لطفى المنفلوطى
الناشر : دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع
عدد الصفحات : 189 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت
تحميل كتاب الفضيلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق