مقتطفات من الكتاب
مقدمةيجد التحليل النفسي بهذا المؤلف وسيلة جديدة يعبر بها عن نفسه .
والمقصود في الواقع ضرب من محاولة هدفها أن يعرض بلغة شائعة بعضا من الآليات النفسية الأكثر عمقا آليات تحدد الرجال والنساء الأسوياء وعواطفهم .
ولو كان الأمر قد تم على هذا النحو لكان من الضروري أن يتعاظم حجمه عشرين ضعفا على الأقل والمعركة الطويلة والمؤلمة التي يشنها الانسان محاولا أن يتغلب على الآليات الاشعورية الموجودة في نفسه .
ومحاولته أن يطرح خارج الشعور ميولا وأفكارا لا تطاق وأخيرا معرفته المتعاظمة أن هذه الأفكار المطمورة تشرح حين تتجلى أمورا في نفسه لم يكن شرحها ممكنا بغير ذلك كل هذه المادة التي يحتازها المحلل النفسي والتي تحمل اليه وحده الاقتناع كان لا بد من أن تستبعد .
وثمة اتجاهان يعرضان القارئ الى الضلال في فهم الموضوع اذا لم يكن يقظا فعليه أن يحاول الامتناع عن أي يعزو الى شعور الأطفال الصغار آليات نفسية لا تنمو الا فيما بعد .
وعليه من جهة أخرى أن لا ينسى أن القوانين التي تحكم العمل الوظائفي للاشعور تختلف عن تلك التي لا تنطبق الا على راقات الذهن الأكثر شعورية راقات يسوسها العقل وهذا العجز عجز المرء عن أن يفهم أن الأفكار والعواطف اللاشعورية ليست لا شعورية فحسب ولكنها تدرك بصعوبة أيضا مصدر تصور للتحليل النفسي خاطئ على الغالب .
ان مؤلفي هاتين المحاضرتين اكتشفا أصل العديد من عناصر الحياة الراشدة حتى في الطفولة الاولى .
وهما يبينان لنا من جهة أخرى أن كثيرا من السمات تبرهن على أن أنماطا بدئية من التفكير تبقى لدى الراشد وهذه الحركة حركة الانتقال من الطفل الى الراشد ومن الراشد الى لطفل تلازم الموضوع وقد تبدو محيرة للوهلة الأولى والواقع أن لا شعور الراشد لا يخالف كثيرا عن ذهن الطفل وهذا هو السبب الذي من أجله ينبغي الاعتراف بأن المحللين النفسيين يعزون الى الراشدين على نحو من الأنحاء نمطا من التفكير الطفلي مع أنهم يقيمون تمييزا بين شخصية الراشد ونمط تفكيره وبين شخصية الطفل ونمط تفكيره .
والأعمال التي ينبني عليها هذا المؤلف صادرة في الجزء الاكبر منها عن بحوث ميلاني كلاين .
المنصبة على النمو البدئي لحياة الطفل الذهنية والوجدانية ومن المناسب أن نضيف أن هذه البحوث لا تزال تشكل موضوع انتقادات وبحوث .
جون ريكمان
بيانات الكتاب
تأليف : جون ريفيير
الترجمة : وجية اسعد
الناشر : دار البشائر
عدد الصفحات : 129 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق