كتّاب نوبل
عبد الحميد تمراز
أعشق هذا الكاتب هذا ( الرمز ) بكل ما تعنيه الكلمة من ايجابيات وسلبيات .. هذا الكاتب وهو يكتب كأنه يحبس الوجود عند طرف قلمه يحرك فيه ما سكن ويسكّن ما تحرك .. تغير مفهوم الكاتب في عصرنا اليوم فلم يصبح في برجه العاجي يكتب ثم يرمي نتاجه إلى ما ( دون ) .. ولم يمسي أيضاً في خلوة موحشة تُخلق حولها الاساطير .. لم يستمر في قضاياه الميتافيزقيه أو الرفاهية العقلية ..
بل الكاتب اليوم جزءُ من حياة الناس يعيش في قلوبهم ليرى فيها كي يحي ما هو ميت .. أصبح يجوب الشوارع حتى يفعّل حواسه التجريبية فيرى ويسمع ويشم ويتذوق ويلمس .. ومع تغيرات هذه المفاهيم تغير أيضاً مفهوم فردوس الكاتب .. بل هبط فردوسه من المُثل الافلاطونية إلى الهموم الأرضية ..
.. كنت اقرأ قبل فترة في كتاب رائع اسمه ( ثورة نوبل ) وهو عبارة عن حوار مع ستة عشر كاتب حائز على جائزة نوبل للآداب والغريب أن اسم الكتاب يحمل ذلك البعد الثوري الأرضي ولكنه ليس بالغريب عندما نرى أن هؤلاء الكتاب هم في الدرجة ألأولى أصحاب قضايا يحملون همها و يعانون من أجلها – وللمزيد من المعلومات والمتعة راجع الكتاب ( دعوة استفزازية لقراءة الكتاب ) .. والآن سأقوم بعرض بعض المقولات لبعض الكتّاب .. أعجبتني ورأيت بذوق شخصي وتحيزي أنها تستحق ان تدون :
نجيب محفوظ : ( لم يعد في وسعي القراءة ولا الكتابة .. ولكن أصدقائي هم عيناي وأذناي وريشتي )
في أس نايبول : ( اليوم بشكل خاص علينا معشر الكتاب جميعاً أن نحيط بالعالم أجمع )
كينزابورو أوي : ( أدافع عن وجود الفرد بصفته كينونة مفكرة مستقلة .. وأن البحث عن كل الطرائق الممكنة للتواصل يستحق العناء )
ديريك وولكوت : ( في كل مرة يجلس فيها المرء وأمامه الأوراق البيضاء يعود إلى نقطة الصفر ، فتزول أهمية ما سبق )
ويسلاوا زيمبورسكا : ( أنا عمري ثلاثة وثمانون .. ولدي الكثير من العيوب وخصلة حميدة واحدة .. الفضول لمعرفة كل شئ .. هذا هو دافعي )
داريو فو : ( السخرية هي أكثر الأسلحة فاعلية في وجه السُلطة )
………………………………………..
………………………….
…………..
.. لا يفوتكم الكتاب .. علمني أن الكاتب إنسان يعاني آلام القارئ ..
المقال مقتبس من مدونة عبد الحميد تمراز كل الحقوق محفوظة 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق