عرض موجز لكتاب المسألة الفلسطينية لإدوارد سعيد
يدرس إدوارد سعيد في هذا الكتاب ثلاث مسائل أساسية تكمن في تعريف كينونة فلسطين، و الصهيونية، وتقترح أفقا من الحلول لتحقيق تقرير المصير الفلسطيني.
في الفصل الأول تساءل سعيد عن مفهوم فلسطين وفي الثاني بحث في مفهوم الصهونية، وفي الثالث والرابع كانت التساؤلات حول الحركات التاريخية للقضية والمحاولات الفلسطينية لتقرير المستقبل الفلسطيني.
في الفصل الأول كان سعيد مهتما بتحديد مفهوم فلسطين وهوية الفلسطينيين، وكيف تحولوا من ملاك للأرض إلى أشخاص مزاحين من منازلهم.
لهذا إزاحة الفلسطينيين كانت سببا في البحث في تاريخ الدال وليس المدلول عليه، الفاعل، اسرائيل سبب الأزمة في فلسطين بوصفها ضحية. وكان سعيد بسخرية لاذعة يقر بأن الإسرائيليين كانوا الضحية التي انتقلت من المنفى لأرض في فلسطين بواسطة الأجندة البريطانية، لتجعل فلسطين أرضا لليهود بواسطة قوة الاحتلال.
بعد هذا اهتم سعيد بقراءة تاريخ الضحية والبحث في تاريخها، وهذا برأيي ما خفف
من حدة تلقي الغرب بوصفه داعما لاسرائيل للكتاب.
يعتبر سعيد إن المعضلة في التعامل مع الصهيونية هو إنها غير قابلة للتصنيف بين أبيض وأسود، لذا لابد أن توضع في سياقيها .
أيضا رفض المقولة السائدة إن الصهيونية هي حركة عنصرية .. ولكنه أكد إن الصهونية هي الصهيونية، حتى تفهم هي كما هي من دون تفسيرات مسبقة.
ماهو مميز في كتابه هو إن لا يقارب القضية من سياقها العربي والإسلامي ولكنه يضعها في السياق الفلسطيني نفسه. ويبحث في الجانبين الاسرائيلي حاملا لتاريخ الضحية الأولى، والفلسطيني بوصفه ضحية الضحية.
بحث في الظلم الذي وقع على الجانبين بادئا بالجانب الإسرائيلي خلال تاريخه السابق لاحتلال فلسطين، وهو هنا بكل موضوعية وتجرد يريد أن يبحث في أصول الأزمة السياسية والاجتماعية والدينية، عن طريق فهم الأسباب المؤدية لهذا الاحتلال، وثانيا لتقديم أرضية مشتركة للفهم الناضج للقضية.
في هذا الكتاب وغيره كان يردد مصطلحات وعبارت مثل: ضحية الضحية، وشعب بدون أرض لأرض من دون شعب راصدا المفارقة الوجودية في كلتا الحالتين.
يختم سعيد كتابه هذا وكتابه "مابعد السماء الأخيرة" في نقد الهوية الفلسطينية نقدا هاما من أجل بناء الهوية الوطنية وليس من أجل تحقير الذات.
المقال مقتبس من مدونة متن . كل الحقوق محفوظة 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق