مقتطفات من الكتاب
مقدمةأنت تسيطر على الأمور أكثر مما تعتقد
لدي ذاكرة فوتوغرافية ولكنني من حين الى آخر أنسى أن أنزع غطاء العدسة .
ميلتون بيرل
تخيل نفسك تناضل لتجد مخرجا من الأبواب الزجاجية لمركز تجاري مزدحم في ليلة العيد وتحمل الكثير من اللفافات والهدايا ورأسك يدق وقدماك تبغضانك وتبغضان الحذاء الذي تلبسه وتكاد تموت جوعا في هذه اللحظة ان لم تكن تحتضر فعلا من الظمأ وتحاول أن تخرج مفاتيح سيارتك وأنت تلقي نظرة خاطفة على موقف للسيارات مكتظ عندما يصدمك أنك قد نسيت أين أوقفت سيارتك .
تقول انه لم يكن ليحدث لك مثل ذلك أبدا ؟ ألم تنس أبدا محفظتك أو هاتفك أو ملفا مهما في المنزل لتتذكره فقط وأنت عالق في اشارة المرور ساعة الذروة ؟ ربما تكون قد كافحت لتتذكر اسم فيلم شاهدته مساء أمس أو اسم جار جديد قابلته توا قبل أقل من خمس دقائق .
هل يبدو ذلك مألوفا بالنسبة لك ؟
ان معظمنا يسخرون مما نطلق عليه هفوات الذاكرة في منتصف العمر على اعتبار أنها مجرد شيء مزعج طبيعي آخر يحدث عند تقدم العمر وليست مشكلة حقيقية في الذاكرة وبالتأكيد ليست علامة على الاصابة بمرض الزهايمر " خرف الشيخوخة " ويقولون لأنفسهم انهم لن يصابوا به في عمرهم هذا انني أكره أن أشير الى ما يردده البعض من كبار السن : " يمكنني أن أسهر طوال الليل وأتمكن من الذهاب لعملي في الوقت المحدد اذا شئت " ولكن الوقت قد حان لنستيقظ جميعا لنعرف هذه الحقيقة وهي أننا جميعا يوما ما سنصبح قاب قوسين أو أدنى من مرض الزهايمر .
ليس الوقت متأخرا جدا ولا مبكرا جدا لمقاومة شيخوخة المخ
وفي الحقيقة فان هذه اللويحات والتعقدات تبدأ في التكون مبكرا في حياتنا حتى ان التغيرات الطفيفة في الذاكرة واللغة تمر مرور الكرام دون أن تلاحظ ويتم تجاهلها لسنوات عديدة .
على أن هذه البقع الضئيلة من الويحات في المخ السليم هي العلامات الأولى لشيخوخة المخ وستزداد بشكل ماكر بمرور الوقت ان لم نفعل شيئا تجاهها .
وعندما أتحدث عن هذا الموضوع كثيرا ما يسألني البعض : هل سيكون المخ قد تلف بالفعل بشكل غير قابل للعلاج في الوقت الذي يبلغ فيه الانسان منتصف العمر ؟ هل فات الأوان حتى يمكنني أن أغير هذه العملية المحتمة ؟
أليس الوقت مبكرا جدا كي أبدا ؟ هل قدرة ذاكرتي مقدر لها أن تنحدر مهما حاولت أن أفعل بصددها ؟
بيانات الكتاب
تأليف : جاري سمول
الترجمة : مكتبة جرير
الناشر : مكتبة جرير
عدد الصفحات : 304 صفحة
الحجم : 10 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق