يسمح لنا هذا الكتاب فعلاً بالسفر عبر عوالم الخيال العلمي، لكن من خلال طرح أسئلة مرتبطة بمجالات علمية متنوعة، مثل الفيزياء والفلك والبيولوجا . وقد عالج المؤلف هذا الموضوع من منظور الفيزياء الكوانطية ومن خلال نظرية النسبية لأينشتاين، مستأنساً أيضاً بقضايا الاستنساخ ومدى إمكانية إخضاع الإنسان له في عوالم أخرى. كما تتجلى متعة هذا العمل في تبسيطه للمفاهيم العلمية الدقيقة من جهة وأيضاً في استحضاره لنماذج من الخيال العلمي،
مقتطفات من الكتاب
في الوقت الذي نشعر فيه بأننا مقيدون بالزمن ومنساقون حتما نحو الشيخوخة والموت من منا لم يرغب في العودة الى الماضي من أجل تصحيح أخطائه أو على العكس من أجل أن يعيش مرة أخرى اللحظات التي يعتبرها من أسعد ما مر به في حياته ؟
وما الذي يمكن أن يقدمه العلم لنا بخصوص امكانية السفر عبر الزمن ؟
اننا نشارك في هذا السفر بمعنى ما من خلال انجرافنا مع سيل الزمن , لكن اذا كانت هذه الطريقة الاضطرارية الى السفر عبر الزمن تبدو لنا محدودة جدا وبدون أهمية فهل ستسمح لنا طرق أخرى باكتشاف الحلبة التي تتطور بداخلها بكل حرية ؟
ونقصد بذلك الزمكان الذي حددت مواقعه بأربع احداثيات ثلاث منها خاصة بالمكان والرابعة خاصة بالزمان ؟
سنرى كيف أن السنوات الخمس عشرة الأخيرة غيرت بشكل مباشر الأجوبة التي يمكن أن يقدمها عالم فيزيائي عن هذا السؤال .
التباسات ومفارقات بينة عن السفر عبر الزمن
بداية اذا ما أردنا السفر عبر الزمن سواء بالرجوع الى ماض نعتبره مؤكدا أو باتجاه مستقبل مجهول فما هو المعنى الذي سنمنحه لهذا السفر ؟
ألا تعتبر العودة الى الماضي أمرا متناقضا ؟ لأننا اذا ما رجعنا الى الوراء وأصبحنا أحرارا في تحركاتنا فاننا سنغير ما اعتبرناه قائما وراسخا أي الماضي .
واذا ما نجحنا في العودة الى الماضي فاننا نخشى من أن يتمكن العديد من المسافرين عبر الزمن من تحقيق الشيء نفسه .
واذن فان هناك خطورة كبيرة في أن يصبح الماضي مجهولا تقريبا مثل المستقبل وفي هذه الحالة لماذا نستمر في تسميته " ماضيا " ؟
ومع ذلك لا تعتقدوا بأن اكتشاف المستقبل المجهول يستثنى من كل التباس ؟ فلنفترض وسيلة بسيطة لا تخلو من عبر وتتمثل في تجميد كرشح للسفر عبر الزمن عند درجة قريبة من الصفر وبشكل فوري طبعا دون أن يؤدي ذلك الى الحاق التلف بجسده أو دماغه " وهو ما لا يمكن تحقيقه الى حد الآن " .
هكذا سيظل المسافر هو نفسه على مر الزمن بعد قرن مثلا , سيتم ازالة الجليد عنه بعناية أيضا ولأن المسافر لا يتوفر على أي ذكرى بين اللحظة التي جمد فيها ولحظة عودته الى الحياة فانه سيعتقد بأن " السفر " بين اللحظتين حصل بشكل فوري وقد تبدو لكم هذه الطريقة نصبا على المرشحين لهذا السفر لكنها تبرز مع ذلك التباسا آخر لما دعوناه ب " السفر عبر الزمن " .
بما أن المسافر المتجمد ظل هو نفسه خلال مدة التجميد فبامكاننا الادعاء بأننا نقلناه من الحاضر الى الماضي وسنعود الى هذه المفارقات والالتباسات التي لم يقتصر الاهتمام بها على كتاب الخيال العلمي وحدهم .
بيانات الكتاب
تأليف : جبرييل شاردان
الترجمة : عز الدين الخطابي
الناشر : هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة
عدد الصفحات : 66 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل كتاب هل يمكننا السفر عبر الزمن؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق