الاثنين، 27 أكتوبر 2014

قراءة في كتاب "دم الحرية" للمجاهد أحمد بناي ـ سي جمال ـ بطولات وملاحم منسية من جهاد المتيجة






بمناسبة الذكرى 60 لانلاع الثورة الجزائرية صدرت مجموعة من الكتب التاريخية والمذكرات اجلت الكثير من غبار النسيان التي غطى احداثها ردحا من الزمن ومن تلك الكتب المميزة مذكرات احمد بناي :دم الحرية" الصادر عم منشورات دحلب بالجزائر، الذي ارخ للكثير من الاحداث الثورية التي شهدتها منطقة المتيجة بالوسط الجزائري.
شهدت السنوات الاخيرة تسارع في وتيرة الاصدارات التاريخية، وتاريخ الثورة التحريرية على وجه الخصوص، بشكل ملفت للنظر، ولقيت تلك الاصدارات اهتمام شريحة كبيرة من القراء، وقد فسر المراقبون ذلك ببقاء صفحات مطوية كثيرة تغطي تاريخ الجزائر المعاصر تنتظر ان يجلى عنها الغبار التجاهل والنسيان.
وكان لكتب المذكرات التي صدرت في الفترة الأخيرة القدح المعلى من اهتمام القراء والباحثين على السواء، ومنها مذكرات الطاهر زبيري وطالب الابراهيمي والأخضر بورقعة وغيرهم كثير، وهاهي منشورات دحلب بالجزائر تتحفنا بمذكرات المجاهد احمد بناي ـ سي جمال ـ أحد اطارات الولاية التاريخية الرابعة.
الكتاب طبع في 242 صفحة وفي حلة قشيبة، مزود بصور ووثائق تاريخية هامة عن النشاط الثوري في سهل المتيجة والعاصمة بين 1957 و1962.
ويضيف الكتاب الكثير من المعلومات التاريخية خاصة حول الشهداء الابطال الذين عايشهم وعرفتهم الثورة بالجزائر العاصمة ومدن وقرى المتيجة كالشهيد عثمان بلحاج ـ سي جعفرـ والشهيد بوعلام روشاي والشهيد علي الجزائري والشهيد السعيد بوراوي والشهيد جلالي ونفوفي وغيرهم.
كما يروي الكاتب عن احداث وتفاصيل الكثير من المعارك والاشتباكات التي شهدتها مناطق موزاية والشفة وبوفاريك وبئر توتة والسحاولة وغيرهم.
ولعل الفائدة الكبيرة التي تقدمها المذكرات هي ان التنظيم الثوري في الجزائر لم يتوقف بعد معركة الجزائر كما هو شائع عند بعض الكُتاب، وان الثورة بالعاصمة وضواحيها كانت تجدد قيادتها وخلاياها، فكلما كشفت خلية اسّست اخرى حتى الاستقلال، والفضل في ذلك يعود الى المجاهدين الابطال الذين وضعوا ارواحهم على اكفهم، وواصلوا العمل الجهادي، رغم الحشود الامنية الكبيرة التي شهدتها العاصمة وضواحيها في تلك الايام.
ولا ينسى الكاتب ذكر الدور الطليعي الذي قامت به العائلات الجزائرية الاصيلة باحتضان الثوار بمنازلهم رغم المداهمات المستمرة، والعقوبات الجماعية الارهابية التي كانت تنفذها السلطات العسكرية الفرنسية لكل من يأوي او يساعد الثورة والثوار، ومن تلك العائلات عائلة شعبان بالسحاولة وعائلة بوباشا بدالي ابراهيم، وعائلة مصطفى المروكي بموزاية وغيرهم كثير.
كتاب "دم الحرية" اضافة نوعية كبيرة الفائدة للمؤرخين لإستغلاله كمصدر حي، وشاهد ثقة لكتابة تاريخ ثورتها العظيمة، التي بقي الكثير من ملاحمها مطوية، تنتظر من يخرجها من طور النسيان


بقلم : عبد الغني بلقيروس

المصدر  اصوات  الشمال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق