الجمعة، 26 ديسمبر 2014

نصوص بغدادية نادرة لـ طارق نافع الحمداني

ليس غريباً أن تنال دراسة الحياة الإجتماعية في بغداد عناية الباحثين العراقيين والعرب وغيرهم ، إذ كتبوا في قضايا إجتماعية متعددة ، وقد نشرت دراساتهم في مجلات عراقية وعربية ، إلا أن نظرنا قد وقع على عدد من هذه الدراسات الخاصة بالحياة الاجتماعية في بغداد ، وهي الدراسات التي تقرب صورة المجتمع البغدادي في عصورة الإسلامية بواقعة الحديث والمعاصر ، وتعتبر المجلة هى الميدان الذي يلتقي فيه الأديب والمؤرخ والمثقف ليدلي بدلوه في البحث والتنقيب

مقدمة


رفق بناء بغدد ذات الموقع الجغرافي المهم ، تطورات اجتماعية و اقتصادية مهمة ساهمت جميعا في تكوين هذه المدينة التي احتلت مكانا بارزا في التاريخ لقرون عدة في العصور الاسلامية و الحديثة .
و تأتي هذه الدراسة في مجموعة من البحوث كتبها كتاب و مؤرخون عراقيون في المجلات العراقية و العربية ، قسم منها تناول مواضيع اجتماعية و أخرى اقتصادية ، مع تحليل لطبيعة تلك المجلات و مادتها التاريخية .
لم تكن المعلومات الواردة في المجلات العراقية و العربية إبان القرن العشرين أقل أهمية من المعلومات الموجودة في الكتب الصادرة آنذاك بخاصة و ان عدد الكتب المتداولة في العراق كانت قليلة نصوص بغدادية نادرة جدا قياسا لما هو موجود منها في بلاد الشام و مصر . و عليه فإن كثيرا من الكتاب و المؤرخين العراقيين عولوا كثيرا على نشر بحوثهم و مقالاتهم في المجلات العراقية و العربية تنفسيا لما كانوا يكتبونه . و لعل هذا الامر بالذات قد كان موضع انتقاد من لدن كتاب عراقيين آخرين ، الذين اعتبروه قصورا ، لاقتصارهم في الكتابة و النشر على المجلات لا على الكتب ، مع العلم ان من بينهم عددا غير قليل ممن يملك من القابليات و المواهب ما لا يقل عن نظرائه في بلاد الشام و مصر ، و في هذا الصدد يتساءل أحد الباحثين بقوله :
" ترى لماذا يتكاسل أدباء العراق عن التأليف و عند بعضهم شهادات تضارع شهادات طه حسين و زكي مبارك و علي عبد الواحد وفي و عبد الوهاب عزام . اليس الدكتور مصطفى جواد و الدكتور محمد مهدي البصير و الدكتور جواد علي و الدكتور عبد العزيز الدوري و الدكتور سليم النعيمي و غيرهم من أبناء وطننا يحملون الشهادات الراقية في الادب و التاريخ من جامعات أوربا العالية ؟ فبلادنا يوجد فيها أدباء و لكن ليس هناك نهضة أدبية و سبب ذلك ألقيه على الادباء فقد انصرفوا إلى كتابة المقالات القصيرة في بعض المجلات التي ما لم تلبث ان تغلق و ينساها الجمهور و لم يطرقوا باب التأليف ( أي تأليف الكتب ) "
و مع ان هناك بعض الآراء السائدة في الاوساط الثقافية العراقية التي تخشى من اهمال أو نسيان البحوث و الدراسات المنشورة في المجلات فقد شهدت الساحة العربية و العراقية صدور أعداد كبيرة منها طوال القرن العشرين و منها ما لم تعمر مدة طويلة و البعض الاخر استمرت بالصدور لعقود طويلة مثل مجلة " المقتطف " و " الرسالة " و " الهلال " في مصر و " المقتبس " و " الاديب " و " الآداب " في بلاد الشام و " المعلم الجديد " و " سومر " و " مجلة المجمع العلمي العراقي " العراقية و غيرها .
المجلات مجال رحب للكتابة و التأليف و قد انتبه الاوروبيون إلى ذلك و أصدروا المجلات العملية و الثقافية في شتى فروع المعرفة في وقت أسبق بكثير مما نحن عليه . صحيح ان بلاد الشام و مصر قد سبقت غيرها من البلاد العربية في هذا المجال و أصدرت المجلات الثقافية و العلمية منذ منتصف القرن التاسع عشر الا انها مع ذلك فهي مدينة في نهضتها الادبية و العلمية المبكرة لتلك التي حدثت في البلدان الاوروبية . أما نحن في العراق اذا كان قد نبغ من بين أبنائه من الادباء و الكتاب ممن لا يقلون شأنا عن نظرائهم في بلاد الشام و مصر من أمثال الاب انستاس ماري الكرملي و نابليون ماريني و المعلم داود صليوا و القس سليمان الصائغ و العلامة محمود شكري الآلوسي و يوسف رزق الله غنيمة و الشيخ جعفر محبوبة و الشيخ محمد رضا الشبيبي و الشيخ محمد السماوي و جعفر الخليلي و مير بصري و غيرهم كثير ، الا ان معظمهم لم ينالوا من السمعة ما نالها الكتاب و الادباء المصريون و الشاميون في البحث و التأليف أو في النشر في المجلات الثقافية و العلمية .

بيانات الكتاب

الاسم : نصوص بغدادية نادرة
المؤلف : د. طارق نافع الحمداني
الناشر : دار ميزوبوتاميا للطباعة و النشر
عدد الصفحات : 238
الحجم : 3.5 ميجا
تحميل كتاب نصوص بغدادية نادرة

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق