الاثنين، 19 يناير 2015

الغزو الثقافى



 الغزو الثقافي هو محاولة استهداف أقوى جانب يعيش في عمق الأمة حيث أن الثقافة بتعريفها الشائع في العصور الأخيرة تحتوى على كل ما يشكل الشخصية الإنسانية ويجعلها نوعية خاصة مقابل شخصيات الأمم الأخرى بحيث لا يمكن لأي أمة أن تنافس الأمم الأخرى إذا لم تمتلك مرتكزات ثقافية قوية ومتماسكة، وأعود لأقول بأن الثقافة تحوي كل جوانب ومركبات الشخصية الإنسانية من عادات وتقاليد وتاريخ وفكر ومعتقدات دينية وغير دينية. ولا شك أن الدين هو أقوى المرتكزات الثقافية في شخصية الإنسان. وبهذا التوضيح يكون مفهوم الغزو الثقافي هو عملية تحاول تدمير الوجود الإنساني في شخصية الأمة، فإن إضعاف الجانب الثقافي هو إضعاف وتهديد للحياة والوجود.
الغزو الثقافى يمتد فى فراغنا
محمد الغزالى 
 هناك تصاريح بالعودة إلى الإسلام، فإذا ذهبت تبحث فى هذا الإسلام الذى تعود إليه لم تجد أمرا ذا بال، إنها عودة إلى منابع الدخل فى ثقافتنا التقليدية، و تكرار لأخطاء سابقة..
و هل يتصور عاقل أن تقوم نهضة بعيدا عن الاكتمال الثقافى و الخلقى، بعيدا عن الرشد الاجتماعى و الرشد السياسى لأن اهتمامها البالغ بأحكام فقهية فرعية، و مجالات كلامية نظرية، و صور ساذجة عن الملابس و الهيئات..
إن الغزو الثقافى - بشقيه الشيوعى و الصليبى - لا يجد افضل من هذا الجو لينطلق و ينتصر. من أجل ذلك قلت: إن الغزو الثقافى يمتد فى فراغنا! هناك فراغ حقيقى يمتد فى النفس الإسلامية المعاصرة لأن تصورها للإسلام طفولى، و سطحى، يستقى من عهود الاضمحلال العقلى فى تاريخنا، و كأن بينه و بين عهود الازدهار ترة.
إننى من منطلق إسلامى -أرفض التبعية النفسية للآخرين، و لكننى من هذا المنطلق نفسه أرفض التصورات الإسلامية للحياة، أعنى التصورات التى ينسبها بعض الناس للإسلام، و هى عند التأمل خيالات مرضى و قاصرين.
إن الإسلام يظلم بإسم الإسلام.. يظلمه علماء يخدمون السلطة، و شبان عديمو الفقه، و غوغاء حيارى.
إننى أنذر بأن أوضاعا إسلامية شتى تواجه مستقبلا كالحا، و قد تقع للمسلمين كوارث جديدة، و لن تحمينا أبدا إلا عودة حقيقية إلى الإسلام الحقيقى
 

تحميل الكتاب : الغزو الثقافى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق